عبر جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض لشبكة (سي.إن.إن)، الأربعاء 10 يوليو/تموز 2024 عن تفاؤل حذر من جانب الولايات المتحدة بشأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وقال إنه من الممكن تضييق الفجوات بين الجانبين، في حين ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن اتفاق الهدنة في غزة أصبح في متناول الجميع وأنه “تم الاتفاق بين الطرفين على إطار العمل” والآن يتم التفاوض على كيفية تنفيذه”.
هذه الجولة الجديدة من المفاوضات، تقوم على أساس الطرح الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن في أواخر مايو/أيار ويتكون من ثلاث مراحل، يهدف إلى وقف إطلاق النار، وتحرير الرهائن المحتجزين في غزة فلسطينيين معتقلين لدى الاحتلال، إضافة إلى انسحاب إسرائيل من غزة وإعادة إعمار القطاع.
تفاصيل ما يجري التفاوض حوله
بحسب الصحيفة الأمريكية فإن الاتفاق الذي يجري العمل عليه الآن يشمل 3 مراحل: الأول هو وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، تقوم حماس خلاله بإطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية، بما في ذلك جميع الأسيرات، وجميع الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً وجميع الجرحى وستطلق إسرائيل سراح مئات الفلسطينيين من سجونها وتسحب قواتها من المناطق المكتظة بالسكان باتجاه الحدود الشرقية لغزة، وسوف تتدفق المساعدات الإنسانية، وسيتم إصلاح المستشفيات، وستبدأ الطواقم في إزالة الأنقاض.
وكان حجر العثرة هو عملية الانتقال للمرحلة الثانية، حيث ستطلق حماس سراح الجنود الذكور الذين ما زالوا كرهائن، ويوافق الطرفان على “وقف دائم للأعمال العدائية” مع “الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة” بحسب الصحيفة الأمريكية.
وكان كل جانب يخشى أن يستغل الطرف الآخر فترة التوقف الأولية لإعادة التسلح والعودة إلى المعركة، وأرادت إسرائيل التأكد من أنها حققت هدفها الأساسي المتمثل في منع حماس من حكم غزة مرة أخرى، لكن الاختراق جاء مؤخراً بحسب الصحيفة الأمريكية، عندما تراجعت حماس عن مطلبها بالحصول على ضمانة مكتوبة بشأن الوقف الدائم للقتال، وبدلاً من ذلك، قبلت اللغة المطمئنة لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي تم إقراره الشهر الماضي، والذي يؤكد الاتفاق الذي تم التفاوض عليه من قبل الولايات المتحدة.
ولم يصدر أي تأكيد رسمي من حركة حماس حول هذه النقطة.
أما فيما يتعلق بوقف الحرب، فينص الاتفاق على أنه “إذا استغرقت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع للمرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات”، كما يقول قرار الأمم المتحدة، وسيعمل الوسطاء الأمريكيون والقطريون والمصريون على ضمان استمرار المفاوضات حتى يتم التوصل إلى جميع الاتفاقات والبدء في المرحلة الثانية.
من يحكم غزة بعد الهدنة؟
بحسب الصحيفة الأمريكية فقد أشارت كل من إسرائيل وحماس إلى قبولهما لخطة “الحكم المؤقت” التي ستبدأ بالمرحلة الثانية، والتي لن تحكم فيها حماس أو إسرائيل غزة وسيتم توفير الأمن من خلال قوة تدربها الولايات المتحدة ويدعمها حلفاء عرب معتدلون، من مجموعة أساسية تضم نحو 2500 من أنصار السلطة الفلسطينية في غزة الذين قامت إسرائيل بالفعل بفحصهم.
وقال مسؤول أمريكي إن حماس أبلغت الوسطاء بأنها “مستعدة للتخلي عن السلطة لترتيبات الحكم المؤقت”، فيما لم تؤكد حماس ذلك بعد.
ومع اتساع نطاق الأمن في غزة ما بعد الحرب، تتصور خطة السلام مرحلة ثالثة، مع ما وصفه قرار الأمم المتحدة بأنه “خطة إعادة إعمار متعددة السنوات”.
وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي برز كجهة اتصال رئيسية في المفاوضات، بيانا يوم الأربعاء أشار فيه إلى “التقدم … مع مصر” نحو خطة “من شأنها وقف محاولات التهريب وستقطع الإمدادات المحتملة عن حماس”.
تفاؤل حذر أمريكي
رسمياً لم تتعجل أي جهة في الإعلان رسمياً عن وجود اختراق حقيقي في المفاوضات، وكان ذلك واضحاً على لسان جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض الذي عبر لشبكة (سي.إن.إن) يوم الأربعاء عن تفاؤل حذر من جانب بلاده بشأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وقال إنه من الممكن تضييق الفجوات بين الجانبين.
وردا على سؤال عما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار قد أصبح قريبا، قال كيربي “نحن متفائلون بحذر بأن الأمور تسير في اتجاه جيد”.
وتابع “لا تزال هناك فجوات بين الجانبين. ونؤمن بأن هذه الفجوات يمكن تضييقها، وهذا ما يحاول بريت ماكجورك (المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط) ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز القيام به الآن”.
هذه الأنباء انعكست أيضاً في الصحافة الإسرائيلية، قد بدات العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية نشر بعض التفاصيل التي جرى الحديث عنها في المفاوضات وجرى إحراز تقدم حولها.
القناة 12 الإسرائيلية أكدت أن الحلول التي جرى الحديث عنها في اجتماع القاهرة لا تتضمن وجوداً إسرائيلياً على الأرض في غزة، وهذا يعني أن الاحتلال لا يحكم القطاع بعد انتهاء الحرب.
وأضافت القناة الإسرائيلية، أن الاحتلال طلب ضمانات من واشنطن بإمكانية مهاجمة قطاع غزة مجدداً إذا ثبتت عودة مسلحين إلى شماله.
أما القناة 13 الإسرائيلية فقد ذكرت في تقرير لها أن الاتفاق بشأن المبادئ العامة لصفقة التبادل بات قريباً.