تستيقظ كل يوم وتشعر بالتهاب حلقك ولا تعرف السبب؟ أو ربما تجد نفسك تشعر بآلام الحلق لعدة أيام أو أسابيع؟ إذاً ستهتم بكل تأكيد لتفهم أكثر عن التهاب الحلق المستمر.
إذ يمكن أن يسبب التهاب الحلق المستمر ألماً، وشعوراً بالحكة، والخشونة، أو الحرقة عند البلع.
يمكن أن يحدث التهاب الحلق المستمر لأسباب شائعة مثل الحساسية، كما يمكن علاج أعراضه في المنزل في معظم الحالات، رغم أنه في بعض الحالات يكون مزمناً، أو نتيجة للعدوى الشديدة.
أسباب التهاب الحلق المستمر
يمكن أن يحدث التهاب الحلق المستمر بسبب:
الحساسية
عندما يكون لديك حساسية، يتأثر جهاز المناعة بشكل مفرط مع بعض المواد التي تسبب التحسس، والتي قد تأتي من الأطعمة، وبعض النباتات، وجلد الحيوانات الأليفة، والغبار، واللقاحات.
وإذا كانت لديك حساسية مرتبطة بالأشياء التي تتنفسها، مثل حبوب اللقاح، والغبار، والعفن، فأنت عرضة بشكل خاص للإصابة بالتهاب الحلق المستمر.
يعاني الأشخاص الذين يعانون من حساسية حبوب اللقاح، أو حمى القش، عادة من الشعور بحكة في العيون، وسيلان الأنف، وتهيج الحلق عندما يكون عدد حبوب اللقاح مرتفعاً.
التنفس من الفم
التنفس المستمر من الفم، خاصة أثناء النوم، يمكن أن يسهم في التهاب الحلق المستمر.
عندما يتنفس الشخص من خلال فمه بدلاً من أنفه، يمكن أن يؤدي ذلك إلى جفاف وتهيج أنسجة الحلق.
كما يمكن أن ينتج عن ذلك شعور بالإزعاج والحكة والألم، وأيضاً بالنسبة للأشخاص الذين يتنفسون من الفم أثناء النوم قد يلاحظون شعوراً بالجفاف في الفم عند الاستيقاظ.
عادةً يكون هذا هو سبب الألم الذي تشعر به عندما تستيقظ، ثم يخف هذا الألم عادةً بمجرد شرب مشروبات.
التهاب اللوزتين
إذا كنت تعاني من التهاب حلق مستمر، فمن المحتمل أن تكون قد تعرضت لعدوى مثل التهاب اللوزتين.
غالباً ما يتم تشخيص التهاب اللوزتين في الأطفال، ولكن يمكن للأشخاص أن يصابوا به في أي عمر، كما يمكن أن يسبب التهاب اللوزتين العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
سيلان المخاط للحلق
قد يتدفق أو يسيل المخاط إلى ما بعد الأنف، حيث يصرف المخاط الزائد من الجيوب الأنفية إلى الجزء الخلفي من حلقك.
ويمكن أن يؤدي هذا إلى إيلام أو خدش الحلق مما يسبب التهاب الحلق المستمر. وقد يتم تحفيز هذا التدفق بسبب عوامل مثل تغييرات الطقس، والأطعمة الحارة، والحساسية.
حرقة المعدة أو الحموضة
تحدث حرقة المعدة أو كما تعرف باسم الارتداد الحمضي، عند ضعف العضلة العصارية في الجزء السفلي من المريء، أو بمعنى آخر عندما يصبح غير قادر على الإغلاق بشكل محكم.
ونتيجة لذلك تتدفق محتويات المعدة صعوداً إلى المريء، ويسبب ذلك الحموضة، وفي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي هذا الارتداد الحمضي إلى التهاب الحلق.
وإذا كنت تعاني من الأعراض يومياً، فمن الممكن أن تسبب الألم المستمر للحلق، كما أشار موقع Health line المتخصص بتغطية المواضيع الصحية.
التدخين
يمكن أن يسبب التدخين والتعرض للدخان الثانوي إلى الإصابة بحنجرة جافة أو تؤلم باستمرار، كما تسبب أيضاً تفاقم بعض الحالات المرضية المرتبطة بالتنفس، مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية وداء الرئة.
في حالات أخرى، يمكن أن يؤدي التعرض للسموم في دخان السجائر إلى التهاب الحلق، لكن يصنف العلماء التدخين كأحد عوامل الخطر لسرطان الحلق، وليس فقط آلام الحلق.
يمكن أن يسبب سرطان الحلق أو الحنجرة الأعراض التالية:
- السعال
- تغير الصوت
- الألم عند البلع
- دم في اللعاب
عدوى فيروسية أو الحمى القيحية
التهاب الحلق واللوزتين المستمر قد ينتج عن الإصابة بعدوى فيروسية بسبب مرض الحمى القيحية (أو الحمى الغدية)، الذي ينتج عن عدوى بفيروس إيبشتاين-بار (EBV).
بينما يمكن أن يستمر مرض الحمى القيحية لمدة تصل إلى حوالي 6 أشهر، فإنه في معظم الحالات يكون خفيفاً ويمكن علاجه بطرق بسيطة.
على الرغم من أنها أقل شيوعاً، يمكن أن تؤدي العدوى الفيروسية والبكتيرية مثل التهاب الحلق الرئوي إلى التهاب حاد في الحلق، وعندما يحدث ذلك تظهر أعراض أخرى مثل:
- حمى
- صداع
- تضخم اللوزتين
- انتفاخ العقد اللمفاوية
- قشعريرة
- بقع بيضاء على اللوزتين
يمكن أن تعالج العدوى البكتيرية بمضادات حيوية مثل البنسيلين أو الأموكسيسيلين، لكن استخدامها يجدر أن يكون بعد استشارة طبيب.
التلوث البيئي
إذا كنت تعيش في مدينة كبيرة مزدحمة فمن الممكن أن تعاني من التهاب الحلق المستمر بسبب الضباب الدخاني والملوثات الجوية، خاصةً في الأيام الحارة.
كيفية علاج التهاب الحلق المستمر في المنزل؟
إذا كان التهاب الحلق المستمر لسبب غير متعلق بالعدوى، فمن الممكن علاج الأعراض في المنزل. فيما يلي بعض الأمور التي يمكن أن تجربها لتخفيف أعراض التهاب الحلق المستمر:
- مص الحلوى الصلبة التي تشبه حبوب الاستحلاب.
- شرب الكثير من الماء.
- تناول الأيس كريم أو الثلج المكسر.
- تشغيل مرطب الهواء إذا كان الهواء في منزلك جافاً.
- تنظيف ممرات الأنف.
- تنفس بخار من وعاء به ماء ساخن أو في الدش.
-
شرب الحساء أو
المشروبات والأعشاب الدافئة
. - إضافة العسل والليمون إلى الماء الدافئ أو الشاي العشبي.
- شرب عصير مع كمية صغيرة من خل التفاح المخفف.
- مضمضة بمحلول ملحي عبر خلط ملعقة صغيرة من الملح في ماء دافئ واستخدامه للمضمضة لمدة حوالي 30 ثانية قبل بلعه.
- إزالة المسببات المحتملة للحساسية من بيئتك وتقليل التعرض لها.
- التوقف عن التدخين إذا كنت تدخن أو تقليل التعرض للدخان والملوثات بشكلٍ عام.
- تناول رذاذات الحلق التي تُباع دون وصفة طبية، إذ يمكن أن تقلل من الألم وتهدئ الحلق.
- تناول مسكن للألم مثل أسيتامينوفين (تايلينول)، إيبوبروفين (أدفيل)، أو نابروكسين (أليف).
متى يجب استشارة الطبيب؟
نصح موقع Medical News Today المتخصص بالمواضيع الطبية بالتواصل مع الطبيب إذا استمر التهاب الحلق لمدة تزيد عن 5-10 أيام.
- عدم الراحة عند البلع لعدة أيام
- الشعور بالجفاف أو الحكة في الحلق
- احمرار في الجزء الخلفي من الفم
- رائحة فم كريهة
- سعال خفيف
- انتفاخ في العقد الليمفاوية في الرقبة
- ظهور ألم يعيق الأكل أو الكلام أو النوم
- ارتفاع درجة الحرارة وظهور حمى تزيد درجة حرارة الجسم فيها عن 38 درجة مئوية
- ظهور ألم حاد وشديد في جانب واحد من حلقك
- وجود صعوبة في تحريك رأسك
ومع ذلك، يجب أن يبحثوا عن رعاية طبية فورية إذا كانت الأعراض الأخرى تشمل ارتفاع درجة الحرارة وتورم الحلق الذي يعيق التنفس أو البلع، أو ألم شديد.
خيارات العلاج بناءً على السبب
خيارات العلاج تعتمد على السبب الكامن وراءه. فيما يلي بعض الخيارات المحتملة التي قد يذهب لها الطبيب بناءً على الأسباب وراء التهاب الحلق:
-
العدوى البكتيرية
: يمكن أن يصف الطبيب تناول المضادات الحيوية مثل البنسيلين أو الأموكسيسيلين. -
العدوى الفيروسية
: لا تتطلب معظم التهابات الحلق الفيروسية علاجاً طبياً محدداً. -
الحساسية
: يمكن للأشخاص محاولة تجنب المسببات التي تثير الأعراض واستخدام مضادات الهيستامين ورذاذات الأنف. -
الارتداد الحمضي
: قد يصف الطبيب دواء مضاد للحموضة لتخفيف الأعراض، كما يمكن للأشخاص إدخال تغييرات في النظام الغذائي لتجنب الأطعمة المحفزة وتناول وجبات صغيرة. -
المهيجات البيئية
: يمكن أن يساعد في تقليل التعرض لها، واستخدام مرطب الهواء، وتجنب الدخان أو الروائح القوية، وضمان التهوية الجيدة في أماكن العيش. -
التنفس من الفم
: يمكن أن تساعد رذاذات الأنف أو الغسولات في ترطيب وتنظيف الممرات الأنفية، ما يعزز التنفس بسهولة من خلال الأنف. قد تكون استشارة أخصائي الأذن والأنف والحنجرة ضرورية لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى تدخل جراحي. -
سرطان الحلق
: تشمل الخيارات العلاجية جراحة وعلاج كيميائي وعلاج إشعاعي والعلاج الموجه والعلاج المناعي، اعتماداً على مرحلة السرطان والعوامل الأخرى.