فتحت المناظرة الانتخابية الأولى بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ومنافسه
دونالد ترامب
الذي تفوق عليه بشكل ساحق٬ شهية المرشحين الطامحين لمنصب نائب الرئيس لدى ترامب، ومن أبرز هؤلاء وأقربهم إلى ترامب وربما أكثرهم ولاءاً هو حاكم ولاية داكوتا الشمالية ورجل الأعمال
دوج بورجوم.
وحاول بورجوم إظهار ولائه المطلق لترامب بعد المناظرة٬ حيث وصفها بأنها “ضربة قاضية”، مشيدًا بأداء ترامب “القوي للغاية”. ويتهم بورجوم بأنه سليط اللسان تجاه بايدن٬ ويهاجمه مراراً وتكراراً في مقابلاته وبوتيرة تجاوز بها ترامب في بعض الأحيان، حتى يصفه بالديكتاتور، والعجوز الخرف وما إلى ذلك من تلك الأوصاف.
من هو دوغ بورجوم المرشح الأبرز لدى ترامب لمنصب نائب الرئيس الأمريكي؟
هو دوغلاس جيمس بورجوم (من مواليد 1 أغسطس 1956) وهو رجل أعمال وسياسي أمريكي يشغل منذ عام 2016 منصب الحاكم الثالث والثلاثين لولاية داكوتا الشمالية٬ وهو عضو في الحزب الجمهوري ومقرب من ترامب.
ويعد دوغ بورجوم من بين أغنى حكام الولايات المتحدة وتقدر ثروته الصافية بأكثر من 100 مليون دولار وفقاً لمجلة فوربس٬ رغم أنه من المرجح٬ أن تزيد ثروته عن ذلك، إذا أضفنا إلى ذلك الصناديق الائتمانية لأبنائه الثلاثة. ومن الصعب تحديد رقم دقيق لثروة بورجوم بسبب الثغرات في قوانين الإفصاح على مستوى الولايات وعلى المستوى الفيدرالي.
وكان بورجوم الرئيس التنفيذي السابق لشركة البرمجيات الشهيرة Great Plains Software. لكنه باعها لشركة مايكروسوفت مقابل 1.1 مليار دولار عام 2001. وأثناء عمله في مايكروسوفت، أدار Microsoft Business Solutions. كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة البرمجيات الأسترالية Atlassian و SuccessFactors وهو عضو مؤسس في العديد من الشركات الأخرى.
وولاية داكوتا الشمالية٬ التي يحكمها بورجوم يسكنها نحو 800 ألف نسمة٬ وهي الوحيدة التي شهدت انخفاض عدد سكانها بين عامي 1930 و2000، في حين تضاعف حجم الولايات الأخرى أكثر من الضعف.
خلفية سياسية متواضعة
أصبح دوغ بورجوم منذ عام عام 2016 الشخصية المهيمنة في سياسة الولاية الشمالية منذ ذلك الحين. ومع ذلك، لم يسمع عنه سوى عدد قليل من الأمريكيين بحسب مجلة Economist البريطانية. وعندما أعلن عن ترشحه للرئاسة عن الحزب الجمهوري في يونيو/حزيران 2023 ٬ ركزت حملته على النمو الاقتصادي وإنتاج الطاقة والأمن القومي، وهي الأمور الجمهورية المعتادة.
ومع ذلك، وفي مفاجأة لكثيرين في واشنطن العاصمة، برز بورجوم كواحد من المرشحين المفضلين (إلى جانب جي دي فانس وماركو روبيو، وهما عضوان جمهوريان في مجلس الشيوخ) ليتم اختيارهما لمنصب نائب ترامب.
وظل الرئيس السابق ترامب يثير هوية مرشحه لمنصب نائب الرئيس لعدة أشهر، لكن يجب عليه في النهاية٬ إنهاء هذا النوع من التشويق عندما يقبل ترشيح حزبه الأسبوع المقبل في ميلووكي.
وجاء دخول بورجوم الكامل إلى السياسة في وقت متأخر نسبياً من حياته. حيث عملت والدته في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري خلال عهد نيكسون، لكنه لم يكن في عجلة من أمره للغوص في السياسة.
فبعد حصوله على درجة البكالوريوس من جامعة ولاية داكوتا الشمالية ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد، انضم إلى إدارة شركة برامج المحاسبة الكبيرة Great Plains Software التي تم طرحها للاكتتاب العام في عام 1997، واشترتها مايكروسوفت بعد بضع سنوات. ثم ذهب بورغوم إلى رأس المال الاستثماري وساعد في تنشيط وسط مدينة فارجو من خلال شركاته الأخرى للتطوير العقاري.
عرفه الجمهوريون في داكوتا الشمالية كرجل أعمال ومانح، ثم قام بتمويل نفسه إلى حد كبير أثناء ترشحه لمنصب الحاكم في عام 2016 دون خبرة سابقة في منصب كهذا. ويقول شين جوتل، عضو اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في داكوتا الشمالية، إنه تعرف على بورجوم خلال تلك الحملة. يتذكر جويتل قائلاً: “لقد كان فضولياً للغاية بشأن السياسة٬ إنه يعتمد بشدة على البيانات. إنه رجل أعمال ومتعطش للحصول على معلومات٬ حيث يستوعبها وتغير نظرته للأشياء”.
رجل اقتصاد مقرّب من ترامب
اقتصادياً٬ لم يحقق بورجوم هدفه المتمثل في خفض ضرائب الدخل إلى الصفر في ولايته، لكنه وقع على خفض ضريبة الدخل والممتلكات بقيمة 515 مليون دولار كجزء من ميزانية تبلغ حوالي 19 مليار دولار في العام الماضي. ويشير حلفاؤه أيضاً إلى إصلاح نظام معاشات التقاعد الحكومي وتأكيده على الاستثمار في البنية التحتية. لكن تتمتع ولاية داكوتا الشمالية بأدنى معدل بطالة في البلاد بنسبة 2%، وتتمتع بفائض في الميزانية. وصنفتها مجلة فوربس كأفضل ولاية لبدء عمل تجاري في عامي 2023 و2024 وهذا ما قد دفع ترامب لتقريب الرجل منه وكسبه في الحملات الانتخابية.
لكن لا يزال لدى بورجوم منتقدون، خاصة بين نشطاء الحزب الجمهوري. حيث على الرغم من التخفيضات الضريبية، فقد زاد الإنفاق الحكومي في عهده. كما أن استجابة بورجوم لوباء كوفيد -19، والتي تضمنت ترويجه لتطبيق تتبع جهات الاتصال، تثير أيضًا غضب أعضاء الحزب مثل لوري هينز، عضوة اللجنة الوطنية الجمهورية. وتقول إنها لم تقابل ترامب بعد، لكنها تنصحه “بالابتعاد” عن بورجوم وعدم وضعه في هذا المنصب.
في الوقت الحالي، لا يزال بورجوم منافساً قوياً على منصب نائب الرئيس. وقد طور علاقة شخصية مع ترامب منذ تأييده له، وقام بحملات في جميع أنحاء البلاد وظهر خارج محكمة مانهاتن أثناء محاكمة الرئيس السابق. وكثيراً ما يظهر على قناة فوكس نيوز، وسيكون مرشحاً محتملاً لمنصب وزاري، مثل وزير الداخلية أو وزير الطاقة، إذا تم تنحيته جانباً من منصب نائب الرئيس.