أخبار المشاهير

أحدهم قتل عشرين امرأة وآخر مجدته فرنسا.. أشهر السفاحين في تاريخ الجزائر

كغيرها من الدول، عرفت الجزائر عبر تاريخها العديد من السفاحين المثيرين للجدل، الذين تركوا بصمة سوداء في ذاكرة المجتمع الجزائري ، وغالباً ما تميزت جرائمهم بالوحشية والتخطيط المسبق.

في تاريخ الجزائر، يمكن الحديث عن بعض الأسماء التي كانت موضوع اهتمام واسع بسبب الجرائم البشعة التي ارتكبوها.

وفيما يلي أشهر السفاحين في الجزائر الذين أثاروا حالة من الرعب والقلق في نفوس المجتمع الجزائري.


بومهراز

ولد القاتل دحو سعيد في مدينة عين تموشنت الساحلية بغرب الجزائر، ولم يُعرف تاريخ ولادته بالضبط. فيما بعد، انتقل إلى مدينة وهران، وهي أيضاً مدينة ساحلية قريبة من مسقط رأسه.

عاش سعيد طفولة قاسية جداً، حيث كان والده يمتلك محلاً ويقضي معظم وقته في العمل، بينما كانت والدته، وفقاً للعديد من الروايات، مشعوذة. في تلك الفترة، كانت الخرافات والشعوذة منتشرة في الأحياء الفقيرة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وانتشار الأمية الناتجة عن سنوات طويلة من الاستعمار الفرنسي الذي خلّف وراءه الفقر والجهل والأمراض. لذلك، كانت سنوات الستينات صعبة على الجزائريين، وظهرت أحياء فقيرة كثيرة، عاش بومهراز في أحدها.


كانت والدة سعيد امرأة قاسية تضربه وتعنّفه دائماً في غياب والده، وكان سعيد يكره جلسات الشعوذة والسحر التي كانت تقيمها والدته في المنزل، ويشعر بعدم الارتياح من وجود الغرباء الذين كانوا يحضرون تلك الجلسات.


بداية الصراع الداخلي

تقول الروايات إن سعيد كان يكره كل ما يحدث في منزله، وخاصة صوت المهراز، وهو الهاون المستخدم في الجزائر. كان هذا الصوت الدوي لا يحتمل ويجعله يشعر بشعور بغيض.

ظل سعيد أسيراً لهذا الصوت وتعنيف والدته وضربها له. وفي أحد الأيام، شاهد والدته تخون والده خلال غيابه في العمل، وتكرّر هذا المشهد عدّة مرات. وفي إحدى المرات التي كانت والدته تعنفه فيها، هددها بكشف خيانتها لوالده. فحاولت ضربه بيد المهراز، لكنه كان أسرع منها وأخذ يد المهراز منها وضربها بها، ما أدى إلى مقتلها.


تحول سعيد إلى قاتل متسلسل

هرب سعيد إلى أحد الأحياء الفقيرة بعد قتل والدته، وبدأ يمارس القتل كعمل جديد له. كانت وسيلته المفضلة هي يد المهراز الثقيلة، وأصبح يقتل بضربة واحدة، ما أكسبه لقب “بومهراز” فيما بعد.

وتقول بعض الروايات الشعبية التي تمّ تداولها عن بومهراز إنه بدأ بزيارة الساحرات والمشعوذات في منازلهن وقتلهن بيد الهاون دون ترك أثر، وكان يستهدف النساء اللواتي كنّ زبائن والدته، وكأنه ينتقم منهنّ ومن ماضيه. وكان يردد لكل ضحية وهي تحتضر: “سلميلي على أمي بزاف”، والتي تعني “تحياتي لأمي كثيراً”.

أما الرواية الثانية فتقول إن بومهراز استهدف النساء اللواتي كن يرتدين مصوغات ذهبية، وكان يتتبعهن لمعرفة منازلهن، ثم يستغل الفرصة عندما يتأكد أنهن وحدهن في المنزل. كان يدعي أنه موظف بشركة الكهرباء جاء لقراءة العداد، فيسمحن له بالدخول وهناك يقتل الضحية بيد المهراز ويسرق الذهب ويهرب.


القبض على بومهراز

في يوم من الأيام، دخل بومهراز أحد البيوت مدعياً أنه من شركة الكهرباء، لكن صاحبة البيت، السيدة حيرش، لاحظت وجود المهراز وبدأت بالصراخ، فأصابها بومهراز بضربة لم تكن قاتلة وحاول الهرب.

تجمع أهل الحي وقام أحد بائعي الخضار، ويدعى بلقاسم، برميه بعيار حديدي مستخدم لوزن الخضار فأصابه وأُغمي عليه، ليتم القبض عليه من قبل الشرطة.


المحاكمة والتنفيذ

تم الحكم على بومهراز بالإعدام، وقضى سنة في السجن قبل أن يُنفّذ فيه الحكم رمياً بالرصاص عام 1966 في غابة كانستال بوهران. وكانت آخر كلماته قبل تنفيذ الحكم: “إن شاء الله تسامحني أمي”.


سفاح بلكور

كان مسرح الجريمة في أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة الجزائرية، حي بلوزداد، حيث أقدم شاب سفّاح على قتل 4 أشخاص، ليُعرف لاحقاً بلقب “سفاح بلكور” كأحد أغرب سفاحي الجزائر.

قام هذا القاتل الوحشي بتقطيع جثث ضحاياه إلى أجزاء صغيرة، وسكب عليها سائل “روح الملح” أو ما يُعرف ب” حمض الهيدروكوليك” لتذويب الأطراف ومنع انبعاث رائحة التحلل، ثم دفنها ليخفي كل الأدلة التي مكّنته من الهروب من العدالة والبقاء حراً طيلة 6 سنوات.

بدأ الجاني جرائمه بقتل صديقه وزميله في العمل، الذي كان يدير معه موقفاً للسيارات في الحي. بعد قتله، قطع جثته ودفنها في غرفة نومه بالموقف، وسكب عليها سائل “روح الملح” لتجنب رائحة التعفن.

لتبرير اختفاء الضحية، اختلق قصة خيالية أنه هاجر إلى اليونان، وأقنع أقرباءه ببحثه المستمر عنه، ما أبعد الشبهات عنه لمدة 6 سنوات.


كما أنهى حياة امرأة في العقد الثالث من عمرها ورضيعتها ذات الثلاثة أشهر، بعد أن أوهمها بحب مزيف لمدة 6 أشهر. نفذ جريمته الشنيعة في أحد الأكواخ بنفس الطريقة، حيث قطع جثتيهما وسكب عليهما سائل الهيدروكوليك قبل دفنهما، ما جعل هذه الجريمة تتلاشى دون أن تُكتشف.

أما ضحيته الرابعة فكان صديقه الشرطي وأقرب المقرّبين إليه، الذي قتله بسبب دين مقدر بمبلغ 50 مليون دينار جزائري وابتزازه لاسترجاعه أو كشف جرائمه.

أطلق النار عليه، ثم قطع جثته وحرق نصفها، ورمى البقايا في منطقة المرجة بالرويبة. تمكنت الشرطة من العثور على الجثة وفتحت تحقيقاً قاد إلى كشف الجرائم واعتقال الجاني، حيثُ اعترف بجميع جرائمه.


الإمام السفاح

كان هذا السفاح يعمل إماماً متطوعاً في أحد المساجد بالجزائر، يُعلّم الأطفال القرآن الكريم. لم يشك أحد في أنه يقتل كل من يدخل إلى منزله. من بين ضحاياه كان الطفل صدام الذي اختفى في يوم عيد، ما حوَّل هذا اليوم إلى كابوس لعائلته.

أخفى الإمام السفاح ملامح صدام وجعل شعره طويلاً ليبدو كفتاة، ومنعه من الخروج مع شقيقته التي كانت معه في المنزل.

وكان الإمام السفّاح قد قام بحفر حفرة وسط منزله، لتبيَّن لاحقاً أن هذه الحفرة كانت لدفن ابنه الذي قتله، بعدما قتل زوجته في عام 1997. وفي إحدى الأيام، ترك السفاح الباب مفتوحاً، ما أتاح لشقيقة صدام الفرصة للهروب وإبلاغ الشرطة، التي اقتحمت المنزل واكتشفت الجثث. تم اعتقال السفاح، لكنه توفي في السجن بعد عدة سنوات.


دراكولا وهران

آثار هذا السفاح الرعب والدهشة في نفوس المجتمع الجزائري. وقد وقعت الجريمة في منزل والدة الضحية بتاريخ 24 يناير 2022 في منطقة عين البيضاء بولاية وهران، حيث تم العثور على جثتها مدفونة بالتراب في فناء المنزل، مصابة بجروح بالغة الخطورة بحسب ما نشرته وسائل إعلام محلية.

في جلسة المحكمة الأخيرة، أثارت تفاصيل جريمة القتل التي ارتكبها المدان بحق والدته صدمة كبيرة بين الحاضرين، حيث أوضح المدان  خلال التحقيقات أنه دخل إلى غرفة نوم والدته في منتصف الليل، وعندما واجه باباً مغلقاً، استخدم القوة لفتحه، ما أثار رعب والدته التي أجلسها بالقوة على السرير، ثم كسر كلتا يديها. بعد ذلك، توجه إلى المطبخ وأخذ سكيناً كبير الحجم، ثم قام بذبحها.


وبعد أن شرب من دمها وكسّر صحناً زجاجياً على رأسها، انتابه خوف شديد دفعه للنوم، حيث استيقظ في الرابعة صباحاً وقام بذبح ثلاث قطط وشرب دمائها.

بعد استرداد طاقته، حفر حفرة كبيرة باستخدام فأس، واستخدم ورق “الكيتار” لتقطيع لحم رجليها، وهشّم عظام ساقيها بساطور، ثم دفنها تحت التراب.

بناءً على ذلك، أصدرت المحكمة حكماً بالإعدام ضد هذا السفاح الجزائري بعد أن أُبتت جميع الجرائم ضدّه.


السفاح بيجار

نددت جمعيات وشخصيات فرنسية بالتحضير لإقامة تمثال للجنرال الفرنسي، مارسيل بيجار، الذي تعتزم المؤسسة التي تحمل إسمه إقامته خلال هذا العام 2024 في مدينة تول الفرنسية أين ولد.

وقد وقع المؤرخان الفرنسيان، فابريس ريسيبوتي وألان روسيو بياناً يدعوان فيه بلدية تول إلى مراجعة سماحها بإقامة التمثال متسائلان “كيف يمكن التخطيط لإقامة تمثال لمارسيل بيجار كما هو الحال في تول؟ تمجيداً لممارسة التعذيب الاستعماري، الذي يعد أحد رموزه؟”.

المؤرخان، اللذان انضما إلى مجموعة جمعيات مناهضة لمشروع إقامة التمثال، ذكرا في نص البيان الذي تم نشره، الجمعة 15 مارس، بـ”أساليب الإرهاب” التي مارسها السفاح مارسيل بيجار لمنع استقلال كل من الجزائر والهند الصينية.

وقد كان مصطلح “جمبري بيجار” يستخدم على نطاق واسع في الجزائر عام 1957، ويشير إلى طريقة التعذيب التي ابتكرها مارسيل بيجار، وهو القائد الفرنسي المتهم بجرائم حرب خلال النزاع ، تشمل هذه الطريقة غرس أرجل الضحايا داخل قوالب إسمنتية وتركهم لحين جفاف الإسمنت، ثم حملهم بالطائرات العسكرية وإلقاؤهم في البحر المتوسط.

وتعكس هذه الأحداث تعكس جزءاً من مأساة الحرب الجزائرية والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت ضد السكان المحليين خلال تلك الفترة، والتي بقيت تحتل مكانة بارزة في الذاكرة الجماعية للجزائر والتاريخ الإستعماري لفرنسا.