سخّر الملياردير الفرنسي فانسان بولوريه إمبراطوريته الإعلامية الواسعة في خدمة اليمين المتطرف. وفي الكواليس، استطاع رجل الأعمال الثري نسج تحالف بين اليمين التقليدي واليمين المتطرف قبل الانتخابات التشريعية المبكرة، ليصبح ذلك مفتاح نجاح حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان وجوردان بارديلا، بحسب تقرير لموقع فرانس 24.
وإثر قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية يوم الأحد 9 يونيو/حزيران وتحديدًا في اليوم التالي لهذا القرار، قام زعيم حزب “الجمهوريون” إيريك سيوتي بزيارة للملياردير فانسان بولوريه. وبينما كان يحضّر تحالفه المفاجئ مع زعيمة التيار اليميني المتطرف مارين لوبان استعدادًا للانتخابات التشريعية المبكرة، ضاربًا عرض الحائط عقودًا من السياسة التقليدية الديغولية لتياره السياسي، لم يقم إيريك سيوتي باستشارة أي من قادة حزبه، ولا حتى نيكولا ساركوزي، آخر رئيس لعائلته السياسية.
وكان الهدف من هذه الزيارة، كما كشفت صحيفة لوموند، هو “تحضير سبل انضمام سيوتي للتجمع الوطني”، واستباق ردود الفعل المستعرة التي سيثيرها هذا التحالف. خاصة وأن الملياردير بولوريه أسس إمبراطورية إعلامية واسعة لهذا الغرض تحديدًا.
وكما كان منتظرًا، فقد أثار زعيم “الجمهوريون” غضب القياديين في حزبه عندما أفصح عن هذا التحالف علنًا. لكن سرعان ما دافعت عنه وسائل الإعلام التابعة لبولوريه التي استعدّت لذلك جيدًا.
على قناة سي نيوز CNews الإخبارية التابعة لبولوريه، صرح باسكال برو، أحد نجوم مقدمي البرامج ساخرًا من قادة الحزب الجمهوري الذين يدينون أي تحالف مع التجمع الوطني قائلًا: “لقد استمع إيريك سيوتي إلى نشطاء حزبه، وهو ما يفعله أحيانًا أي زعيم سياسي”. وأضاف: “إنه يمين منفصل عن حقيقة الميدان، بدون أفكار ولا مستقبل، وهم لا يفقهون في شيء ولا يفهمون ناخبيهم أصلًا”.
أما على أمواج إذاعة “أوروبا 1″، التابعة لبولوريه أيضًا، ندد مدير صحيفة لوفيغارو، ألكسيس بريزيت، بـ “الهجوم المذهل لمناهضي سيوتي”، مستهزئًا بالسجل الانتخابي الأخير لمن لقّبهم بـ”بارونات اليمين العجزة”. ولخص قائلًا إن أمام الجمهوريين خيارين، أي حزب اليمين التقليدي، إما التحالف مع التجمع الوطني اليميني المتطرف أو الانقراض.
ويُذكر أنه قبل الانتخابات التشريعية في 30 يونيو/حزيران، تلقت إذاعة “أوروبا 1” أمرًا بالإعلان عن التحاق نجم آخر من نجوم مقدمي برامج قنوات بولوريه بالإذاعة، وهو سيريل حنونة. وكان حنونة قد استخدم نفوذه الكبير من أجل إحداث تحالف واسع لكل الأحزاب اليمينية بما فيها المتطرفة، خلال برنامجه الشهير “لا تلمس منصبي” “Touche pas à mon poste” على قناة سي 8 (C8)، التابعة بدورها لنفوذ إمبراطورية بولوريه الإعلامية.
وفي 13 يونيو/حزيران، استقبل سيريل حنونة إيريك سيوتي في استوديو إذاعة أوروبا 1 برفقة ممثلين عن حزب التجمع الوطني وحزب “الاسترداد” اليميني المتطرف المنافس. واتصل هاتفيًا بجوردان بارديلا، الوجه الجديد لحزب التجمع الوطني، ثم مرر الهاتف إلى ضيفته القيادية في حزب “الاسترداد”، سارة كنافو، وطلب منها الدفاع عن تحالف مع جوردان بارديلا، ولكن لم تفلح المحاولة.
“اتحاد قوى اليمين”
.. مشروع عزيز على قلب بولوريه
يُشار إلى أن سارة كنافو، عضو البرلمان الأوروبي المنتخبة حديثًا، هي شريكة حياة مؤسس حزب “الاسترداد”، إيريك زمور، صحافي سابق في قناة سي نيوز الإخبارية. وقد استفاد هو الآخر خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2022 من دعم واسع من وسائل إعلام بولوريه.
وعلى الرغم من فشل محاولته في الانتخابات الرئاسية، فإن ظهور إيريك زمور في وسائل الإعلام سمح لمواضيع اليمين المتطرف المفضلة كالهجرة والجريمة، والتهديد المزعوم للإسلام، بالسيطرة على الخطاب السياسي في البلاد. كما ساهم خطابه أيضًا في طمس الخط الفاصل بين اليمين “التقليدي” واليمين المتطرف. الأمر الذي عبّد الطريق أمام “اتحاد قوى اليمين”، المشروع العزيز على قلب فانسان بولوريه.
ولطالما كان توحيد اليمين الفرنسي وإيصاله إلى السلطة الهدف الرئيس لبولوريه، بحسب ألكسيس ليفرييه، المختص في تاريخ الإعلام بجامعة رينس شامباني-أردين. إذ يقول إن “نجاح مخطط كهذا يستوجب كسر الحواجز التي فصلت لفترة طويلة بين اليمين الكلاسيكي واليمين المتطرف وذلك من خلال إيجاد “رجال يؤمنون بذلك”، مثل إيريك سيوتي، قادرين على مد الجسور”.
وعلى الرغم من أن تحالف سيوتي-لوبان يبقى محل معارضة جميع أصحاب النفوذ الكبير في حزب “الجمهوريون” تقريبا، إلا أن هذا التحالف يمكن أن يؤتي بثماره، بدليل أن التجمع الوطني الذي يدعمه سيوتي ومجموعة من أنصاره، تصدّر ترتيب الأحزاب في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية. ومن المحتمل أن يفوز بالأغلبية المطلقة من مقاعد الجمعية الوطنية.
ومن شأن سيناريو كهذا أن يؤدي إلى تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في فرنسا، منذ نظام فيشي في أربعينيات القرن الماضي، وتكريس حزب اليمين المتطرف الذي شارك في تأسيسه والد مارين لوبان، جون ماري -المدان بتمجيد جرائم الحرب ومعاداة السامية- وكذلك من قِبل أعضاء سابقين في فافن إس إس (الجناح العسكري للحزب النازي).
وفي هذا السياق أوضح ألكسيس ليفرييه قائلًا “رغم ذلك نعلم أن فانسان بولوريه لا يثق في مارين لوبان، وهو ما يفسر عدم دعمه لحملتها الرئاسية في 2022، بسبب اسم لوبان وبرنامج حزبها آنذاك، الذي طغى عليه الجانب الاجتماعي بنظره”.
ولكن مع اختيار مارين لوبان لجوردان بارديلا رئيسًا محتملا للوزراء، وجد حزب التجمع الوطني مرشحًا يمكن أن يدعمه فانسان بولوريه. ففي الواقع، فوز التجمع الوطني يعتبر فوزًا للملياردير وتحقيقًا للهدف الذي أسس من أجله إمبراطوريته الإعلامية، وفق تحليل الأستاذ ألكسيس ليفرييه.
“رجل أعمال شرس”
لقد فرض فانسان بولوريه، الكاثوليكي والمحافظ كثيرًا، نفسه “كرجل أعمال شرس” والأكثر نجاحًا في فرنسا، إذ تمتد الإمبراطورية التي أسسها في قطاعات النقل والإعلام والإعلانات من أوروبا إلى غاية القارة الأفريقية.
وعلى مدى العقد الماضي، قام تدريجيًّا بتوسيع أصوله الإعلامية في فرنسا لتشمل قنوات تلفزيونية، ومحطات إذاعية، ومجلات رائدة، كما أصبح الناشر الأول في البلاد باستحواذه على مجموعة نشر هاشيت (Hachette)، إضافة إلى العلامة التجارية لبيع الصحف المنتشرة جدًا، روليه (Relay) كما قام مؤخرًا باقتناء صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” (JDD)، والتي غادر فريق تحريرها
عديد
الصحافيين بعد هذا التغيير في الملكية.
وغالبًا ما تكون عمليات الاستحواذ هذه مؤلمة، ولكنها تتبع استراتيجية راسخة، مثلما توضح ألكسندرا كولينو، الأستاذة في معهد العلوم السياسية وعضو في جمعية “بعضٌ من وسائل الإعلام”
“Un Bout des Médias”،
المدافعة عن وسائل الإعلام، التي تقول “لقد رأينا ذلك مع قناة “آي تيليه”، وصحيفة “لو جورنال دو ديمانش”، وإذاعة أوروبا1..
“تتمثل الاستراتيجية في شراء وسائل إعلام ثم إفراغها من محتواها التاريخي وتعويضها بمحتوى آخر. ثم يقوم بعد ذلك باستغلال المصداقية التي اكتسبتها “القوقعة” في السابق للترويج لأجندة مختلفة جذريًّا عمّا كانت عليه سلفًا.
ويذكر أنه عند الاستحواذ على قناة “آي تيليه” الإخبارية -التي أصبحت سي نيوز-، المملوكة لمجموعة “كانال+”، أشعل الملياردير بولوريه بذلك شرارة إضراب قياسي دام 31 يومًا في العام 2016. ثم قام بعد ذلك بطرد معظم الموظفين وتحويل القناة إلى منصة محافظة لُقِّبت بـ”فوكس نيوز الفرنسية”، في إشارة إلى القناة الأمريكية المؤيدة لترامب.
وباتت هذه القناة الإخبارية الأكثر متابعة في فرنسا للشهر الثاني على التوالي، ويصفها
منتقدوها
بأنها “قناة موجهة”.
كما أدى الاستحواذ على صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” (JDD)، في صيف العام
2023،
إلى إضراب أطول، بعد أن أعلن بولوريه أنه سيختار
جوفروي ليجون
مديرًا للتحرير.
وكان الأخير في السابق، على رأس المجلة الأسبوعية المحافظة المتشددة “فالور أكتوال”
(Valeurs Actuelles)،
والتي تمت إدانتها بالتحريض على الكراهية العنصرية بعد نشر رسوم كاريكاتورية تمثل النائبة دانييل أوبونو من حزب (فرنسا الأبية) في صفة عبد
مكبّل
.
“مردوخ الفرنسي”
لقد أدى التوسع الضخم جدًا الذي أحدثه الملياردير في المجال الإعلامي الفرنسي إلى مقارنته بقطب إعلامي آخر وهو روبرت
مردوخ.
فقد قلبت وسائل الإعلام العديدة التي يملكها في أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة المشهد الإعلامي والسياسي في هذه البلدان، رأسًا على عقب.
إلى ذلك، وفي كلتا الحالتين، يرى ألكسيس ليفرييه نية واضحة لدفع النقاش في
اتجاهٍ
محافظ للغاية، من خلال تحريك الخيوط خلف الكواليس وبعيدًا عن دائرة الضوء. ويقول “من الواضح أن مردوخ هو نموذجه”، مشيرًا إلى إمبراطوريات واسعة النطاق ومتنوعة، تعمل في الاتجاه نفسه، وهو عدم الترشح أبدًا في أي انتخابات، وإنما العمل على الفوز بها جميعًا.
وأشار المؤرخ ديفيد كولون، مؤلف كتاب عن إمبراطورية مردوخ الإعلامية، خلال الصراع الذي تلا شراء صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” العام الماضي إلى أوجه التشابه بين رجلي الأعمال، مسلطًا الضوء على التأثير الهائل للتلفزيون والإذاعة والصحافة المكتوبة الناجم عن عملها معًا بتناغم خدمةً لنفس الهدف. وأوضح قائلًا: “عندما يتعلق الأمر بتركيز وسائل الإعلام في يد شخص واحد، فإن العامل الرئيسي لا يكمن في عدد العناوين التي تنشرها أو حجم القراء، بل في تنوع الوسائط”. وأردف “إن هذه الملكية المشتركة هي التي تساعد في تحديد الأجندة الإيديولوجية والتأثير بصفة سريعة على النقاش العام”.
وبخصوص فانسان بولوريه، فقد أدى حجم أصوله وتوجهاتها الإيديولوجية إلى خلق وضع غير مسبوق في فرنسا، كما يقول ألكسيس ليفرييه، مضيفًا “لم يحدث قط
أن تركز
هذا القدر من النفوذ في يد رجل واحد”. “ولم
يتمَّ
استخدام مثل هذا النفوذ بتاتا من أجل الترويج لبرنامج سياسي متشدد كهذا”.
وبحسب ألكسندرا كولينو، أصبح تركيز وسائل الإعلام في يد مالك واحد ممكنًا، نظرا لإطار قانوني متراخٍ يسمح للمليارديرات مثل بولوريه بتركيز الموارد الإعلامية وإملاء إرادته عليها. وتقدمت جمعيتها “بعضٌ من وسائل الإعلام “Un bout des médias” بسلسلة من المقترحات تضمن للصحفيين إمكانية إبداء رأيهم في تعيين رؤساء التحرير، لكنها تأسف على غياب الدعم السياسي.
ويأسف أيضًا العديد من المختصين لغياب مزيد من الضمانات والتدابير القسرية ضد وسائل الإعلام المملوكة لفانسان بولوريه على غرار شبكة سي نيوز،
لرفضها مرارا
احترام قواعد البث العام.
وتتباهى “فوكس نيوز الفرنسية” بكونها قناة “الحديث الصريح”
مقابل وسائل
إعلام تقليدية. وضعٌ يزعم المروّجون له بأنهم في خدمة ما يصبو إليه الجمهور الفرنسي. لكن منتقديه يقولون إن القناة انتهكت مرارًا وتكرارًا “اتفاقية الترخيص” المطبقة على القنوات الإخبارية المجانية في البلاد، والتي تفرض تغطية إعلامية متوازنة.
وفي السياق، تقول ألكسندرا كولينو: “ترتكز قناة سي نيوز على القليل من المعلومات الحقيقية وتفتقر لتحقيقات ميدانية لأن إنتاجها أكثر تكلفة… إنها قناة موجهة قبل كل شيء ذات توجه يميني واضح”.
“لصوص وقتلة ومغتصبون”
منذ العام 2022، مثل فانسان بولوريه مرتين أمام اللجان البرلمانية التي تحقّق في تركيز المشهد الإعلامي الفرنسي. وفي كل مرة، وبلهجة تسودها السذاجة المصطنعة، كان يقلل من حجم أصوله المادية في هذا المجال وينفي أي نوايا سياسية له وراء الاستحواذ عليها.
مثلما حدث أمام لجنة بمجلس الشيوخ عندما سئل عن دوره في عمليات التسريح العديدة التي هزت مجموعة كانال+ بعد الاستحواذ عليها في العام
2015،
إذ صرح قائلا، “ليس لدي سلطة تعيين أي شخص داخل القنوات”، مضيفًا “بعض الصحافيين غادروا، وعاد آخرون”. إنه أمر يشبه ظاهرة المد والجزر عندنا في
بريتانيا،
المنطقة الساحلية الفرنسية التي يتحدر منها.
وقد تلقت القناتان المملوكتان لبولوريه “سي نيوز” و”سي8″ التي تبث برنامج سيريل حنونة الحواري، ما لا يقل عن 44 إنذارا من هيئة تنظيم الاتصالات السمعية والبصرية والرقمية “أكروم” (Arcom).
وإلى غاية الساعة، فهما القناتان الفرنسيتان الوحيدتان اللتان تمت معاقبتهما. ومن بين الاتهامات التي طالتهما، التحريض على الكراهية العنصرية على خلفية تصريحات
إيريك زمور،
الذي وصف الأطفال المهاجرين “باللصوص والقتلة والمغتصبين.”
وفي وقت سابق من هذا العام، منح مجلس الدولة هيئة تنظيم الاتصالات السمعية والبصرية والرقمية
(Arcom)
مهلة ستة أشهر لاقتراح المزيد من التدابير القسرية لضمان امتثال قنوات مثل “سي نيوز” للقواعد المنصوص عليها.
ويؤكد ألكسيس ليفرييه، “هناك دلائل تشير إلى أن السياسيين والسلطات قد انتبهوا أخيرًا إلى التهديد الذي تشكله وسائل الإعلام التابعة لبولوريه”، مذكرا بضرورة تجديد رخصة بث قناة سي نيوز في وقت لاحق من هذا العام.
وأضاف “أعتقد أن
فانسان بولوريه
يدرك أنه يمكن أن يعزز عدد من الضوابط في الأشهر المقبلة” المتحكمة في سير وسائل الإعلام. “وفي انتظار ذلك، كثفت وسائل الإعلام المملوكة له من خطابها اليميني. وأصبحت لا تحاول حتى التظاهر بأن تغطياتها
متوازنة
“.
وخلال الحملة التشريعية المستعرة الجارية، كثف الصحافيون من كتاب الأعمدة الموالين لبولوريه هجماتهم ضد “الجبهة الشعبية الجديدة”، وهو ائتلاف يساري تشكل لمواجهة اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية. كما أطلق البعض منهم على اليسار اسم “المعادي لفرنسا” و”حزب الأجانب”،
مرددين
الخطاب الذي استخدمه اليمين القومي المعادي للسامية الذي تعاون مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وبعد أيام قليلة من إطلاقه، أرسلت هيئة “أركوم” تنبيها لبرنامج
سيريل حنونة
الجديد على إذاعة
أوروبا1
بسبب تغطيته المتحيزة بشكل واضح للحملة وانتقاده “اللاذع” لليسار.
وذهب
غيوم بيغوت وبيير جنتيليه،
وهما صحافيان مؤثران مواليان لفانسان بولوريه ومعروفان بمواقفهما المؤيدة للكرملين، إلى أبعد من ذلك من خلال خوض الانتخابات التشريعية تحت راية مشتركة من حزبي “الجمهوريون” والتجمع الوطني.
ويلخص
ألكسيس ليفرييه
قائلا: “حتى بمعايير قنوات بولوريه، فإن التشدد لم يسبق له مثيل”. ويضيف المؤرخ: “يخوض معسكر فانسان بولوريه سباقًا عنيفا ضد الضوابط الديمقراطية على وسائل الإعلام… وإذا فاز بهذا السباق، يمكننا أن نقول وداعا لهذه الضوابط”.