صحة

تريد أن تنعم بحياة عائلية دون أن تؤثر عليك ضغوط العمل؟.. عدّة نصائح هامة من بينها البعد عن وسائل التواصل الاجتماعي

أصبح التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية في العصر الحديث تحدياً أساسياً يواجه الكثير من الأفراد. حيثُ أنّ التفاني في العمل والسعي لتحقيق النجاح المهني في كثير من الأحيان   يتطلّب تقديم التضحيات في الحياة الشخصية، ما يؤثر سلباً على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية. لذا، يعتبر تحقيق التوازن بين هاذين الجانبين ضرورياً  للحفاظ على جودة الحياة.

فرغم أن الحياة العملية تعتبر مصدراً هاماً لنحظى بالاحترام المهني وتقدير النفس، حيث يمكن للأفراد تحقيق الإنجازات والتقدم في مسارهم العملي. لكن في نفس الوقت، يجب أن يتمتع الأفراد بوقت وجودة حياة شخصية مريحة ومفعمة بالسعادة. فالعائلة، الأصدقاء، والهوايات هي جزء أساسي من النجاح الشخصي والرفاهية العامة.

لذلك، من المهم أن يكون لدينا استراتيجيات واضحة لتحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية، سوف نعرض عليكم بعضاً منا في هذا التقرير:


آثار ضعف التوازن بين العمل والحياة

يمكن أن يؤثر ضعف التوازن بين العمل والحياة بشكل كبير على الفرد والمجتمع بشكل عام، ويترتب عليه عدة آثار سلبية، منها:


  • تأثيرات صحية نفسية وجسدية: يمكن أن يؤدي العمل المفرط إلى زيادة الإجهاد والتوتر النفسي، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، ومشاكل النوم. كما أنه يمكن أن يتسبب في زيادة مستويات الكورتيزول (هرمون الإجهاد) في الجسم، ما يؤثر على النظام المناعي ويزيد من مخاطر الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية.
  • ضعف العلاقات الاجتماعية: قد يؤدي التفريط في الحياة الشخصية إلى إهمال العلاقات الأسرية والاجتماعية. الأفراد قد يجدون صعوبة في التفاعل مع الأصدقاء والعائلة، ويشعرهم ذلك في نهاية المطاف بالعزلة والانفصام الاجتماعي.
  • تدهور الأداء الوظيفي: على الرغم من التفاني الزائد في مهنتك، إلا أن عدم التوازن يمكن أن يؤدي إلى تدهور الأداء الوظيفي. قد يؤدي الإرهاق ونقص التركيز إلى الأخطاء في العمل، ما يؤثر سلباً على الإنتاجية الفردية  وإنتاجية الفريق على حدّ السواء.
  • انعدام الرضا الشخصي: قد يشعر الأفراد الذين يعانون من عدم التوازن بين الحياة العملية والشخصية بالإحباط والتوتر المستمر، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات الرضا الشخصي والنقص في الراحة النفسية.
  • تقليل الإبداع والابتكار: يعتبر التوازن الجيد بين الحياة الشخصية والمهنية أساساً لتعزيز الإبداع والابتكار. الأفراد الذين يعيشون حياة متوازنة يميلون إلى أن يكونوا أكثر إنتاجية وابتكاراً في عملهم بفضل استراحتهم النفسية والجسدية الكافية.

لذا، يعد تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة والسعادة الشخصية، فضلاً عن الحفاظ على الأداء المهني الفعال والمستدام.


خطوات لتحقيق التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية

في مرحلة ما من حياتهم، يكافح معظم الناس لإيجاد التوازن بين مهنتهم والحياة الأسرية. إذا واجهت تحديات في هذا الصدد، يمكن اتباع الخطوات التالية للمساعدة في تحقيق التوازن المطلوب وفقاً لما أرشدنا إليه موقع WEB.MD:


خذ خطوة للوراء لتحديد الأولويات

قد يكون العمل متطلباً للغاية ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياتنا الشخصية والصحية إذا لم يتم التحكم فيه بشكل صحيح.

من الضروري أحياناً أن نأخذ خطوة إلى الوراء لنقيّم كيف نقضي وقتنا وما إذا كانت أهدافنا قابلة للتحقيق أم لا. من خلال تحديد الأولويات بوضوح وإدارة الوقت بشكل فعال، يمكننا الشعور بالسعادة والرضا عندما نحقق أهدافنا وننجز المهام بنجاح.

تأمل في تنظيم وقتك بشكل أفضل واتخاذ القرارات الصحيحة التي تعكس قيمك الشخصية واحتياجاتك الحياتية، وسترى كيف يمكن لهذا التوازن أن يعزز من جودة حياتك بشكل عام.


قم بإعداد قائمة للمهام

عندما يتعلق الأمر بتحقيق التوازن بين مهنتك والحياة الشخصية، من المهم جداً أن تكون منظماً ومستعداً لإدارة وقتك بفعالية.

إعداد قائمة المهام يمكن أن يكون أداة قوية لتحقيق ذلك. يمكنك بسهولة تنظيم يومك وتجنب إضاعة الوقت عبر تحديد الأولويات والتأكد من إنجاز المهام بانتظام.


إذا شعرت بالضغط الزائد بسبب كمية المهام، جرب تقسيمها إلى مهام أصغر لتسهيل التنفيذ وتجنب تأجيلها. لا تتردد في أخذ فترات راحة عند الحاجة، وكن مستعداً لطلب المساعدة أو التحدث مع رئيسك في العمل لتخفيف الضغط والحفاظ على التوازن بين حياتك المهنية والشخصية بشكل صحي.


تحدث مع مديرك في العمل

عندما تواجه تحديات في مهنتك وتشعر بالضغط، من المهم التحدث مع مديرك بشكل مباشر وفعال، يمكن لهذا النقاش أن يساعد في تخفيف الضغط وتحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

تجنب الشكوى واستخدم الاتصال بمديرك كفرصة للتواصل بوضوح وبهدوء، ومشاركة مشاعرك والتركيز على الحلول المحتملة. عليك أيضاً أن تكون مستعداً لاستماع نصائحه والاستفادة من خبراته لتحسين وضعك وتحقيق التوازن المطلوب في حياتك الشخصية والمهنية.


أخذ إجازة

عندما تشعر بأنك بحاجة إلى إجازة، فإن منح بعض الوقت لنفسك بعيداً عن مهنتك يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية كبيرة على صحتك العامة وعلى أدائك في العمل.

من السهل أن ننسى أنفسنا في ضجيج الحياة اليومية وضغوطات المهنة المستمرة، ولكن الاستراحة والاستجمام هما جزء أساسي من الحفاظ على التوازن والصحة النفسية.


خلال فترة الإجازة، يمكنك استكشاف أنشطة تهدئة الأعصاب مثل السفر، أو ممارسة الهوايات المفضلة لديك، أو حتى البقاء في المنزل للاسترخاء. هذا النوع من الفعاليات يمكن أن يساعد على تجديد طاقتك وزيادة مستوى تركيزك عندما تعود إلى العمل.

إلى جانب الفوائد الفردية، يمكن أن تؤدي الإجازات المنتظمة إلى تعزيز الروابط العائلية والاجتماعية. إذ يمنحك الوقت الذي تقضيه مع أفراد عائلتك أو أصدقائك الفرصة لإعادة الاتصال والاستمتاع باللحظات الثمينة معهم، ما يعزز الدعم الاجتماعي ويساهم في تحسين حالتك العامة.

لا تخف من أخذ الإجازة عندما تشعر بالحاجة إليها، إنها خطوة حكيمة للعناية بنفسك وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية،مما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى إنتاجية أفضل وسعادة أكبر في كل جوانب حياتك.


تحديد أوقات بدء وانتهاء ثابتة

في البيت، يمكن أن تُمثّل إدارة الوقت والتوازن بين المهنة والحياة الشخصية تحدّ كبير لك، خاصة إذا كنت تعمل من المنزل. من المهم إقامة إجراءات روتينية تساعد في تنظيم يومك وتحقيق توازن صحي بين متطلبات المهنة واحتياجاتك الشخصية.

يمكن أن تشمل هذه الإجراءات تحديد أوقات بدء وانتهاء ثابتة للعمل، ما يسهل عليك التركيز والإنتاجية خلال ساعات العمل ويسمح لك بالاسترخاء بعد ذلك. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل من المنزل، يمكنك تحديد وقت محدد لبداية اليوم وانتهائه، ومن ثم إيقاف العمل بمجرد انتهاء هذه الفترة.

كما يمكنك وضع الكمبيوتر المحمول جانباً وإيقاف تشغيل الهاتف الخاص بالعمل بعد انتهاء يوم العمل للمساعدة في الانتقال بشكل أكثر سلاسة إلى وقتك الشخصي، هذا يساعد على فصل الحياة المهنية والشخصية وتقليل التوتر والإجهاد.

ليس ذلك فقط، بل عليك التأكد من توفير الوقت لأسرتك والتفاعل معهم بشكل إيجابي، دعهم يعرفون أنهم مهمون بالنسبة لك وأنهم يستحقون اهتمامك، حتى وأنت في فترات العمل.


الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي

لتحقيق توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية، قد يكون من الوسائل الفعّالة  الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي بين الفترات، خاصة في الأوقات التي يكون فيها العمل مكثفاً. عندما نخصص وقتاً للانغماس في الحياة العائلية دون تشتيت الانتباه بالتفاصيل اليومية عبر الشبكات الاجتماعية، نعزّز التواصل الحقيقي والعلاقات القوية مع أفراد الأسرة. هذا الانفصال الزمني يساعد على تقليل التوتر وتحسين الرضا النفسي، ما يعزز الصحة العامة ويسهم في تحقيق توازن مستدام بين الحياة المهنية والشخصية.


الحفاظ على شعورك بالرفاهية

للحفاظ على شعورك بالرفاهية والصحة العامة، من الضروري جداً أن تجعل النشاط البدني جزءاً من روتينك اليومي. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لها فوائد عديدة، حيث تساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، وتحسن من المزاج، وتقلل من الأعراض المرتبطة بالاكتئاب.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل النشاط البدني على تعزيز جهاز المناعة، ما يساعد في الحفاظ على صحتك وتقليل عدد الأيام التي تعاني فيها من الأمراض كل عام.

بغض النظر عن نوع النشاط الذي تختاره، سواء كان المشي، الركض، من المهم أن تتمتع بالنشاط الذي تختاره وأن تدمجه بانتظام في حياتك اليومية. يمكن أن تكون النشاطات البدنية فرصة للهروب من الضغوط اليومية وتحسين الصحة النفسية والجسدية على حد سواء.


كيفية الفصل عقلياً بين العمل والحياة الشخصية؟

لتحقيق فصل عقلي بين العمل والحياة الشخصية بشكل يومي، يمكن اتباع بعض الخطوات الفعالة التي تساعد على الانتقال بشكل سلس من وضع العمل إلى وضع العائلة والاسترخاء:

  • أولاً، بمجرد الانتهاء من يوم العمل، حاول الاسترخاء من خلال الاستماع إلى الراديو أو البودكاست المفضل لديك، أو قراءة كتاب تحبه. هذا يساعد على تحويل انتباهك من مشاكل مهنتك إلى موضوعات أخرى ممتعة ومهدئة.
  • ثانياً، من المفيد ممارسة التمارين الرياضية بعد العمل، مثل المشي أو اليوغا، للتخلص من التوتر واستعادة الحيوية. هذا يعمل على تحسين المزاج وتخفيف الضغوط النفسية.
  • ثالثاً، حاول القيام بتمرين اليقظة الذهنية، مثل التأمل أو التفكير الإيجابي، في سيارتك قبل الذهاب إلى العمل وعند العودة إلى المنزل. هذا يساعد في تهدئة العقل والتركيز على اللحظة الحالية بدلاً من الأفكار المتناقضة.
  • رابعاً، قم بإجراء مكالمة هاتفية مع أحبائك في طريقك إلى المنزل، للتواصل معهم والابتعاد عن أفكار مهنتك.
  • أخيراً، حدد روتيناً عند عودتك إلى المنزل، مثل تغيير ملابسك أو أخذ بضعة أنفاس عميقة، وركز على الحاضر والاستمتاع بوقتك مع أسرتك وأحبائك.