أعربت مصادر إسرائيلية مسؤولة عن “تفاؤل حذر” برد حركة المقاومة الإسلامية حماس على مقترح وقف إطلاق النار وتبادل أسرى، بينما انتقدت محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “قطع الطريق” على استئناف المفاوضات، حسب إعلام عبري الخميس 4 يوليو/تموز 2024.
القناة “12” العبرية (خاصة)، قالت الخميس إن “مصدرًا أمنيًا” بمكتب نتنياهو أصدر بيانًا جاء فيه أن “حماس مستمرة في إصرارها على بند مبدئي في الوثيقة يمنعنا من العودة للقتال بعد المرحلة الأولى من الوثيقة، وهو أمر غير مقبول لإسرائيل”.
وبينما يتمسك نتنياهو بإمكانية استئناف الحرب، تُصر حماس على إنهاء القتال، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل أسرى.
والسؤال الذي يطرح نفسه، وفق القناة، هو “ما المهم بالنسبة لهذا المصدر الأمني كي يشير إلى إصرار حماس على هذا البند الذي ما زال محل خلاف بين الطرفين؟”.
وأعرب مسؤولون مطلعون على المفاوضات عن دهشتهم من التأكيد (في بيان المصدر الأمني) على الخلافات، حسب القناة.
وأوضحت أن هؤلاء المسؤولين يرون أن مضمون رد حماس، رغم أنه ليس مثاليًا، إلا أنه يسمح بالعودة إلى المفاوضات، وهو شيء يمكن العمل به.
واعتبر مراقبون في الإعلام العبري أن بيان “المصدر الأمني” يمثل محاولة من نتنياهو لـ”قطع الطريق” على احتمال استئناف المفاوضات.
القناة نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمه: “تلقينا إجابة (من حماس) دون المطالبة بالالتزام بوقف الحرب في المرحلة الأولى. يمكننا إعادة النساء والجرحى والمرضى وكبار السن”.
وتابع: “يمكن العودة إلى القتال، إذا خرقت حماس شروط الاتفاق. ويوجد أساس لصفقة جيدة”.
ومساء الأربعاء، كشف جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) عن أن الوسطاء نقلوا لفريق التفاوض الإسرائيلي رد حماس على مقترح تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، وستدرسه تل أبيب.
بينما اكتفت حماس، مساء الأربعاء، بإعلان أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالات مع مصر وقطر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بغزة.
أفضل عرض
“أفضل عرض (من حماس) حتى الآن، ويشكل أساسًا للتقدم”.. هذا ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الخميس عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين لم تسمهم.
وأفاد المسؤولون بأن “قضايا عديدة لم يتم حلها بعد، مثل وجود الجيش على ممر فيلادلفيا (صلاح الدين) في الطرف الجنوبي من غزة (على الحدود مع مصر)، واستخدام حق النقض (رفض) على هويات الأسرى (الفلسطينيين) الذين سيتم إطلاق سراحهم”.
الصحيفة نقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي لم تسمه إن “حماس تتجه نحو إطار عمل (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، لكن السؤال هو: هل هذا سيكون كافيًا لمجلس الوزراء الإسرائيلي (كي يوافق عليه)”.
وفي نهاية مايو/ أيار الماضي، كشف بايدن عن مقترح قال إنه إسرائيلي يتضمن وقفًا مستدامًا لإطلاق النار، وتبادل أسرى، وإعادة إعمار غزة. لكن نتنياهو أعلن لاحقًا أنه لم يوافق على إنهاء الحرب.
فجوة إسرائيلية
ووفق هيئة البث (رسمية)، الخميس، فإن البيان الصادر باسم “مصدر أمني كبير في مكتب رئيس الوزراء يبرز الفجوة بين نتنياهو والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية”.
وزادت بأنه “وفقا لمصادر مطلعة على التفاصيل، يُعتبر رد حماس جيدًا نسبيًا ومن الممكن إحراز تقدم في المحادثات بالقاهرة أو الدوحة”.
وقالت مصادر مسؤولة، حسب الهيئة، إن تصريحات وسلوك نتنياهو في الأيام الأخيرة يؤكد على القضايا الخلافية، ما يجعل التقدم صعبًا في المفاوضات.
الهيئة أشارت إلى أن مجلس الوزراء المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) سيجري مساء الخميس مشاورات بشأن رد حماس واحتمال استئناف المفاوضات، مضيفة أنه “قبل اجتماع مجلس الوزراء، من المتوقع إجراء مشاورات أمنية حول المفاوضات”.
وتقدر تل أبيب وجود 120 أسيرًا إسرائيليًا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل أكثر من 70 أسيرًا في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة لإبرام اتفاق.
وتتهم حماس وبقية الفصائل الفلسطينية إسرائيل والولايات المتحدة بعدم الرغبة في إنهاء الحرب ومحاولة كسب وقت عبر المفاوضات، على أمل أن يحقق نتنياهو مكاسب.
بدورها، تتهم المعارضة الإسرائيلية نتنياهو بالرضوخ لوزراء اليمين المتطرف في حكومته، على أمل الاستمرار في منصبه؛ ما يعرقل إعادة الأسرى في غزة عبر إبرام اتفاق مع حماس.