قّدمت موظفة أمريكية مسلمة استقالتها من منصبها في إدارة الرئيس جو بايدن احتجاجاً على الدعم الأمريكي المتواصل للحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني وتحويل جزء كبير من القطاع المحاصر إلى أنقاض ومخيمات للنازحين داخلياً، بحسب ما نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني، الخميس 4 يوليو/تموز 2024.
وقالت مريم حسنين، التي عملت مساعدة خاصة في وزارة الداخلية الأمريكية، في بيان نشرته على حسابها على موقع إكس: “أستقيل اليوم من منصبي كمعيّنة من قبل إدارة بايدن في وزارة الداخلية.
وأضافت: “باعتباري أمريكية مسلمة، لا أستطيع الاستمرار في العمل مع إدارة تتجاهل أصوات موظفيها المتنوعين من خلال الاستمرار في تمويل وتمكين الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين”.
وبذلك، أصبحت حسنين (24 عاما) أصغر المعيّنين المستقيلين من إدارة بايدن على خلفية حرب غزة المتواصلة منذ تسعة أشهر.
وذكرت حسنين أنها انضمت إلى إدارة الرئيس بايدن معتقدة أن صوتها ووجهة نظرها ستساعد في السعي لتحقيق العدالة.
وأضافت: “مع ذلك، خلال الأشهر التسعة الماضية من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، اختارت هذه الإدارة الحفاظ على الوضع الراهن بدلاً من الاستماع إلى الأصوات المتنوعة للموظفين الذين يطالبون بشكل عاجل بالحرية والعدالة للفلسطينيين”.
وقالت حسنين إن الطريقة الوحيدة لإسماع صوتها وتمثيل مجتمعها بشكل هادف هي المغادرة.
وأردفت أن بايدن لم يستخدم النفوذ الأمريكي لوقف عمليات القتل في غزة، إنما “واصل تمويل هذا العنف، بينما يؤجج جرائم الكراهية ضد الأمريكيين الفلسطينيين من خلال تكرار التعابير المناهضة للعرب والأكاذيب الصريحة”.
وأضافت: “عندما حضرت أنا وعائلتي، إلى جانب مسلمين وعرب أمريكيين آخرين، للتصويت لصالح الرئيس بايدن في عام 2020، كان ذلك لأن حملة بايدن وعدت بالعدالة”.
واستدركت حسنين: “تحطم هذا الوعد والإيمان بالإدارة من خلال سياساتهم، وتجريد العرب والمسلمين من إنسانيتهم، أصبح واضحاً أنه ليس لي مكان في هذه الإدارة”.
يأتي ذلك في الوقت الذي اتهم فيه اثنا عشر مسؤولاً أمريكياً سابقاً، استقالوا بسبب الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، إدارة الرئيس جو بايدن “بالتواطؤ الذي لا يمكن إنكاره” في قتل الفلسطينيين في القطاع.
في بيان مشترك، قال المسؤولون السابقون إن الإدارة تنتهك القوانين الأمريكية من خلال دعمها لإسرائيل وإيجاد ثغرات لمواصلة شحن الأسلحة إلى حليفتها.
من بين الموقعين على البيان المشترك مسؤولون سابقون في وزارات الخارجية والتعليم والداخلية والبيت الأبيض والجيش.
المسؤولون السابقون أوضحوا في بيان أن “الغطاء الدبلوماسي الأمريكي لإسرائيل والتدفق المستمر للأسلحة إليها يؤكد تواطؤنا الذي لا يمكن إنكاره في عمليات القتل والتجويع القسري للفلسطينيين المحاصرين بغزة”.