ملأ عشرات الآلاف من المتظاهرين الطريق الرئيسي في مدينة كراتشي الباكستانية، الأحد 2 يونيو/حزيران 2024، للتنديد بالمجازر الإسرائيلية على قطاع غزة تحت شعار “كل العيون على رفح”، في حين خرجت مظاهرات في العاصمة السويدية ستوكهولم وتركيا والمغرب طالبت بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية.
المتظاهرون في كراتشي بدأوا وهم يحملون أعلاماً فلسطينية ولافتات ثلاثية الألوان مكتوباً عليها شعارات مناهضة لإسرائيل، بالتجمع في طريق شهرا الفيصل، في الساعة الرابعة مساءً بالتوقيت المحلي (11:00 ت.غ) من أجزاء مختلفة من المدينة.
وكان التجمع الذي نظمته “الجماعة الإسلامية”، الحزب الديني السياسي الرئيسي في باكستان وحضره آلاف النساء والأطفال أيضاً، جزءاً من الحركة العالمية “كل العيون على رفح”.
ورغم الحر الشديد، استمر المتظاهرون، الذين كان العديد منهم يرتدون الكوفية الفلسطينية، في التدفق.
وكتبت عبارة “أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة” على اللافتة الرئيسية المعروضة على جسر علوي، بينما كُتِب على لافتة أخرى عبارة “لبيك يا أقصى” و”الأقصى نحن هنا”، و”تحية لمقاومة حماس”.
وحملت مجموعة من المتظاهرين الشباب علماً فلسطينياً يبلغ طوله 30 متراً كدليل على احترام دماء شهداء غزة.
وهذه ثالث مسيرة كبرى مؤيدة لفلسطين في العاصمة التجارية للبلاد في 2024، حيث شهدت باكستان مسيرات احتجاجية ضخمة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي.
وهتف المتظاهرون في انسجام تام “فلسطين حرة حرة”، بينما قام رئيس الجماعة الإسلامية المنتخب حديثاً، حافظ نعيم الرحمن، وغيره من زعماء الحزب بتشكيل سلسلة بشرية.
وقال رحمن، في كلمته: “إن إسرائيل تهين الإنسانية، لا سيما عندما تقصف قواتها المناطق التي أعلنت هي نفسها أنها (آمنة)”.
واتهم الولايات المتحدة بانتهاج سياسة “التعصب” للسماح لتل أبيب بغزو رفح من خلال توفير “جميع أنواع الأسلحة الفتاكة”.
وأضاف: “من ناحية، تدعي واشنطن أنها تريد وقف إطلاق النار بغزة، ومن ناحية أخرى، تواصل تزويد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة لمواصلة هجومها”.
ومضى قائلاً: “لن نترك حماس والفلسطينيين وحدهم في نضالهم العادل، وسيواصل الشعب الباكستاني، جنباً إلى جنب مع أصحاب الضمير، دعم الفلسطينيين”.
“كل العيون على رفح”
في رد فعل إنساني على الصور المروّعة للمجزرة الإسرائيلية بحق نازحين في مخيم بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، انطلقت حملة تضامن عالمية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “كل العيون على رفح”، بمشاركة مشاهير الفن والرياضة.
الحملة بدأت بصورة تبرز مشهداً من الأعلى لاكتظاظ المدينة بمخيمات النازحين العزّل في بقعة جغرافية محدودة، وكُتبت عبارة “ALL EYES ON RAFAH/ كل العيون على رفح” باستخدام خيم بيضاء وسط المشهد.
الصورة نشرها شاب، اتضح أنه ماليزي أنشأها لتسليط الضوء على المذبحة الدائرة والفظائع المتوقعة في حال توسعت التحركات العسكرية الإسرائيلية في رفح، وفق ما قاله على حسابه عبر منصة إنستغرام.
وتم تداول الصورة على نطاق واسع في كل أنحاء العالم، لتتخطى 41 مليون مشاركة عصر الأربعاء، لتصبح الصورة الأكثر انتشاراً، وخاصة لجهة محتواها الداعم لغزة وفلسطين الذي يتعرض لتضييق إلكتروني من القائمين على مختلف المواقع.
مظاهرة في ستوكهولم
وفي العاصمة السويدية ستوكهولم، شارك مئات الأشخاص، الأحد، في مظاهرة للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على المدنيين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وتجمّع المتظاهرون في ميدان أودن بلان، للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين، والمطالبة بوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وحمل المحتجون لافتات كتبت عليها عبارات تندّد بقتل الأطفال وتطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة.
كما رددوا هتافات تنادي بالحرية لفلسطين وأخرى تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، ومن ثم توجهوا نحو مبنى وزارة الخارجية السويدية.
وعبر المحتجون عن استيائهم من دعم الولايات المتحدة والسويد لإسرائيل، متهمين البلدين بالتواطؤ في جرائم الحرب المرتكبة.
وطالبوا باستقالة وزير الخارجية السويدي توبياس بلسترم، بسبب دعمه لإسرائيل.
مظاهرة أمام القنصلية الأمريكية
في سياق متصل، شارك عشرات الأتراك في مظاهرة أمام مبنى القنصلية الأمريكية في إسطنبول، للتنديد بدعم واشنطن لإسرائيل التي تواصل انتهاكاتها لحقوق الإنسان في قطاع غزة.
ودعا للمظاهرة “وقف أحباء النبي”، وهيئة الإغاثة الإنسانية “إي ها ها”، وحركة الإنسان والحضارة، وغيرها من منظمات المجتمع المدني.
وتجمّع المتظاهرون أمام مسجد إستينيا محمود تشاووش، رافعين الأعلام التركية والفلسطينية وساروا باتجاه القنصلية الأمريكية.
إلى ذلك، قال إركان إلهان، عضو وقف أحباء النبي، في بيان باسم المتظاهرين، إنهم جاءوا للتأكيد بأن الولايات المتحدة “راعية لشبكة إسرائيل الإرهابية”.
مسيرة في مكناس
كما شارك آلاف المغاربة، الأحد، في مسيرة بمدينة مكناس (شمال)، دعوا خلالها إلى وقف حرب “الإبادة” الإسرائيلية على قطاع غزة، ورددوا هتافات منها “فلسطين في العيون”.
واستجابةً لدعوة الجبهة المغربية لدعم فلسطين (غير حكومية)، دعا المحتجون في المسيرة إلى الضغط على إسرائيل كي تستجيب لقرارات محكمة العدل الدولية.
وانطلقت المسيرة من ساحة الهديم الشهيرة (تاريخية) ووصلت إلى حي حمرية، وشهدت شعارات تنادي بالحرية لفلسطين وتحيي حركة حماس وصمود الشعب الفلسطيني وتندد بإسرائيل.
ورفع المحتجون أعلام فلسطين، ورددوا هتافات منها: “فلسطين في العيون”، و”شعب المغرب الأقصى مع طوفان الأقصى”، و”شعب الأقصى سير حتى النصر والتحرير”، و”مكانسة انضموا الشهيد ضحى بدمو”، و”قاطع يا مقاطع في سبيل القضية”.
وحملوا صوراً، منها صورة أبو عبيدة متحدث كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، ولافتات مكتوباً عليها: “فلسطين حرة”، و”أوقفوا العدوان على غزة.. أوقفوا حرب الإبادة”، و”التطبيع خيانة”.
وتشهد مدن مغربية، بينها العاصمة الرباط، بوتيرة شبه يومية وقفات حاشدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف الحرب على غزة ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.
وتُصر إسرائيل على استمرار الحرب متجاهلة اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.
