في تطور مفاجئ يتعلق بسلامة المستهلكين، أعلنت السلطات الفرنسية عن سحب فوري لعلب مشروب كوكا كولا بالكرز سعة 33 سل التي توزعها شركة B&M في فرنسا. هذا الإجراء، الذي جاء نتيجة الاكتشافات الأخيرة حول مخاطر صحية محتملة، يُثير قلقاً عميقاً حول معايير السلامة في سلسلة التوريد الغذائي.
المخاوف من هذا المنتج تتركز حول وجود مادة كيميائية خطيرة تعرف باسم “بيسفينول أ” Bisphenol A في البطانة الداخلية للعلب، والتي تُستخدم في تصنيع عبوات الطعام والمشروبات. منذ عام 2015، تم حظر استخدام هذه المادة في فرنسا بسبب تأثيراتها المحتملة كمسبب لاختلال الغدد الصماء، وقد تم ربطها بمجموعة من المشكلات الصحية مثل العقم وسرطان الثدي.
وفقاً للوكالة الفرنسية لسلامة الأغذية (ANSES)، يُشتبه في أن بيسفينول أ يمكن أن يتسبب في اضطرابات وأمراض متعددة. الاستدعاء ساري المفعول حتى السابع والعشرين من أغسطس، ويُتاح للمستهلكين طلب استرداد كامل المبلغ المدفوع في حالة شراء هذا المنتج.
بينما أكدت شركة كوكا كولا فرنسا في بيان صحفي أن هذا الاستدعاء لا يشمل منتجات كوكا كولا الأخرى المباعة في فرنسا، يُظهر هذا الحدث أهمية الرقابة المستمرة والشفافية في إدارة معايير الجودة وسلامة المنتجات. العبوات المتأثرة بالاستدعاء تم إنتاجها خارج فرنسا، ولكنها وُزعت على نطاق واسع داخل البلاد، مما يُعكس التحديات العالمية في تأمين سلاسل التوريد.
ما هي مادة بيسفينول أ (Bisphenol A)؟
بيسفينول أ (BPA) هو مركب كيميائي يستخدم على نطاق واسع في صناعة البلاستيك والراتنجات، وقد تم العثور عليه في مجموعة متنوعة من المنتجات الاستهلاكية التي نتفاعل معها يوميًا. يُستخدم بشكل رئيسي في تصنيع البولي كربونات، وهو نوع من البلاستيك الشفاف والصلب، والذي يُستخدم في صناعة زجاجات الماء، وعبوات الأطعمة والمشروبات، والأجهزة المنزلية.
كما يوجد بيسفينول أ في راتنجات الإيبوكسي التي تُستخدم لطلاء داخل العلب المعدنية للمشروبات والمواد الغذائية، مما يمنع التآكل وتسرب المعادن إلى المحتويات.
رغم فوائده في هذه الاستخدامات، أثارت دراسات عديدة مخاوف صحية تتعلق بتأثير بيسفينول أ على الغدد الصماء، مما يؤدي إلى تشويش عمل الهرمونات في الجسم. في ضوء هذه المخاوف، حظرت دول مثل فرنسا استخدامه في تغليف المنتجات الغذائية، خاصة تلك التي تخص الأطفال الصغار.