أقر قائد عسكري إسرائيلي بصعوبة المواجهة مع حركة “حماس” في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مؤكداً أن تفكيك الكتائب داخل هذه المدينة يتطلب عامين على الأقل، مشيراً إلى أكثر ما يخشاه الاحتلال في هذه المدينة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قائد اللواء 12 بالجيش الإسرائيلي العقيد عفري إلباز لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية السبت 29 يونيو/حزيران 2024، وهو ما يتناقض مع تقديرات للجيش الإسرائيلي زعمت أنه بالإمكان إعلان هزيمة حماس في رفح خلال أيام.
وقال إلباز: “حماس تخوض في رفح حرب عصابات، تقوم بها مجموعات مستقلة دون تنسيق بينها”، “ما يجعل التعامل معها أصعب بكثير، ويتطلب منا سلوكاً مختلفاً وطريقة تفكير مختلفة”.
وأضاف: “أُقدر أن تفكيك البنية التحتية لحماس في رفح سيستمر لمدة عامين آخرين على الأقل”.
وقال قائد اللواء الـ”12″، وهو لواء مشاة احتياط، إن “لواء رفح (كتائب القسام) قديم ومعروف بقدراته على خطف الجنود، لذلك نحن نتصرف هنا بحكمة وحذر، حتى لو بدا تحركنا بطيئاً”.
كما أشار إلى أن “لواء رفح معروف بخبرته في مجال المتفجرات، وقد قام بدراستنا جيداً”.
وقال القائد العسكري: “تحديد مواقع الأنفاق في رفح مخيب للآمال، مع عدم وجود أي معلومات استخباراتية تقريباً، وخلية ميدانية صغيرة”.
فيما قال الجنرال احتياط بجيش الاحتلال “يتسحاك بريك” إن قادة الاحتلال يكذبون على المستوطنين، ولا نصر في غزة.
وأضاف في حديث تلفزيوني: “الجنود يتصلون بي من رفح يقولون إننا لا ننتصر في غزة، وحـماس تضربنا وتقتلنا ولا تظهر أمامنا”.
تصريحات القادة العسكريين تتناقض مع إعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أن تقديرات الجيش تشير إلى أنه “سيكون من الممكن خلال أيام قليلة الإعلان عن هزيمة لواء رفح”؛ ما يعني “الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب”، بعدما كانت الأولى القصف من خارج القطاع والثانية التوغل البري فيه.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن المرحلة الثالثة من الحرب تعني الانتقال من القصف المكثف لقطاع غزة إلى القصف المستهدف المستند إلى معلومات استخبارية.
ورغم تحذيرات دولية من تداعيات العملية في رفح، أعلنت إسرائيل في 6 مايو/أيار الماضي بدء مهاجمة المدينة، ما أثار موجة غضب وتنديدات عربية ودولية ومخاوف من وقوع مجازر بالمدينة التي كانت تكتظ بالنازحين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 124 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في القطاع.