في سباق مستمر بين شركات التجميل من أجل ابتكار مستحضرات العناية التي تضمن نتائج ملحوظة في تعزيز نضارة وترطيب الجلد، وتنجح في الوقت نفسه في منع ظهور علامات تقدم سن البشرة وتحمي من آثار الشيخوخة، أعادت كبريات علامات العناية والتجميل اليابانية استكشاف نبات القرطم الذي اتضح أن له خصائص فريدة في تعزيز شباب الجلد وتجديده والحفاظ عليه. ولكن ما هو نبات القرطم، وكيف يمكنك الاستفادة منه بالطريقة المثلى؟.
نبات متعدد الاستخدامات والفوائد
نبات القرطم المعروف علميا باسم (Carthamus tinctorius L) أو زهور العُصفر، هو عضو في عائلة نباتات دوار الشمس الشوكية. وهو نبات سنوي مقاوم للجفاف ويمتلك تاريخا طويلا وقائمة طويلة من الفوائد.
يُعتقد أن القرطم واحد من أول المحاصيل البشرية، ويعود تاريخه إلى آلاف السنين. ولا يزال عنصرًا أساسيًا حتى يومنا هذا، حيث يتم استخدام الزيت والزهور في الطهي والعناية بالشعر والدهانات وروتين التجميل وتلوين الطعام وغيرها.
وترجع خصائص زيت القرطم وفوائده المتعددة لاحتوائه على 5 أنواع مختلفة من الأحماض الدهنية، لذا فهو متعدد الاستخدامات بلون أصفر خفيف مع رائحة غير قوية وملمس خفيف غير دهني، مما يجعله مناسبا لجميع أنواع البشرة خاصة الجافة.
خصائص فريدة في العناية بالجلد
وبحسب الخبراء في مجال العناية والجمال، فإن نبات القرطم هو كنز من الفوائد التي عادة ما يتم تجاهلها في عالم مستحضرات التجميل المليء بالصيحات اليومية التي تزعم الكثير من الفوائد دون أساس من الصحة.
وحول ذلك تقول أياكو فوكازاوا، التي تعمل بمجال البحث والتطوير في طب الأعشاب الياباني التقليدي، إن هذا النبات مشهور محليا في العلاج الطبيعي والطب بالأعشاب، وذلك بسبب آثاره المخففة للألم والمعززة للدورة الدموية.
وبحسبها، أظهرت الأبحاث المتخصصة أن مستخلصات القرطم تحتوي على مكونات تمنع الأكسدة (الأكسدة هي عامل من عوامل الشيخوخة وتلف الجلد وظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة)، وتعزز الدورة الدموية، وهو تحديدا السبب الذي دفع الباحثين في العناية بالبشرة لاستخدامه من أجل إمداد البشرة بالعناصر الغذائية اللازمة وحمايتها من التلف، وزيادة تماسك البشرة وتعزيز مرونتها وتوازنها. كذلك كلما تم تزويد الجلد بالدم بشكل أفضل، كان أكثر صلابة ومرونة ومقاومة، وهذا مفيد لعلاج التصبغ بسبب الأشعة فوق البنفسجية ومقاومة الترهل.
يحارب الالتهابات الجلدية
علاوة على ما سبق، يتمتع نبات القرطم ومستخلصاته الزيتية بفوائد لمن يعانون من الأكزيما أو البشرة المعرضة لحب الشباب. إذ يمكن الاستفادة من التأثيرات اللطيفة لزيت بذور القرطم الغني بالأوميغا 3 في تقليل التهيج والاحمرار.
وتكشف الدراسات أن الزيت قد يثبط الاستجابة المناعية المسؤولة عن الالتهاب عند استخدامه موضعيا، وهذا يمكن أن يؤدي إلى بشرة نقية ومنتعشة. ويمكن لمستويات حمض اللينوليك فيه أيضا تقليل ظهور البثور وتسريع عملية الشفاء.
زيت القرطم لعلاج حب الشباب
وعلى الرغم من أن استخدام زيت القرطم على حب الشباب قد يؤدي إلى نتائج عكسية، فإنه من الزيوت القليلة ذات القوام الخفيف التي لا تسد المسام. مما يجعله مثاليا لذوي البشرة الدهنية عند استخدامه بالصورة الصحيحة. كما قد تكون آثاره المضادة للالتهابات مفيدة أيضًا في علاج البثور وبقع حب الشباب عبر استخدامه في صنع ماسكات للوجه كالتالي:
- يُمزج زيت القرطم مع دقيق الشوفان والعسل.
- يوضع الخليط على الوجه بالكامل.
- يُشطف الماسك بالماء بعد 10 دقائق.
تلطيف وترطيب البشرة الجافة
قد يساعد تطبيق زيت القرطم موضعيًا على البشرة الجافة أو الملتهبة على تهدئتها ومنحها مظهرا ناعما ورطبا، مما يجعله عنصرا شائعا في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة الجافة والحساسة.
إذ يحتوي زيت هذا النبات على فيتامين هـ (E)، والذي قد يكون مسؤولا عن بعض فوائد هذا المستحضر الأهم للبشرة، مثل حماية الجلد من تأثيرات أشعة الشمس ومن الجذور الحرة، وهي جزيئات ضارة تدمر خلايا الجسم وتساهم في الإصابة بالأمراض.
كيف يمكنك استخدام زيت القرطم لبشرتك؟
بالنسبة لمستحضرات التجميل التي تحتوي على زيت القرطم، فهي لا تتطلب أي تعليمات خاصة. ما عليكِ سوى اتباع توجيهات المنتج. كذلك يمكن استخدام نسخ نقية صالحة للأكل من زيت العصفر أو القرطم على الجلد مباشرة.
من ناحية أخرى، يجب تخفيف زيوت القرطم الأساسية النقية قبل الاستخدام من خلال وضع بضع قطرات على كمية صغيرة من الزيت الناقل، مثل جوز الهند أو اللوز الملائمان للبشرة الجافة.
من ناحية أخرى، تعتبر زيوت الجوجوبا وبذور العنب أكثر ملاءمة للبشرة الدهنية عند مزجها مع زيت القرطم لتخفيفه والاستفادة منه دون سد مسام الجلد.
وبشكل عام، من الضروري قبل استخدام زيت القرطم على الجلد إجراء اختبار للحساسية أولا لتجنُّب أي آثار جانبية محتملة. ويتم ذلك من خلال فرك قطرة واحدة من الزيت على جزء محدود من جلد الذراع وانتظار رؤية أي رد فعل تحسسي لمدة 24 ساعة.
أما إذا لم يحدث أي رد فعل، فمن المحتمل أن يكون استخدامه آمنًا على الجلد، شريطة الحصول عليه من مصادر موثوقة بدون أي إضافات أو مواد كيميائية.