في السنوات الأخيرة، أصبح العالم الرقمي ملاذاً وعبئاً في آن واحد، ما أدى إلى ظاهرة تُعرف بالإنهاك الرقمي “Digital Burnout” . هذه الحالة، التي بدأ العلماء والمتخصصون في الصحة النفسية بالاعتراف بها بشكل متزايد، ناجمة عن التفاعل المستمر مع الشاشات الرقمية سواء للعمل أو التواصل الاجتماعي أو الترفيه.
الضغط المستمر من البريد الإلكتروني، والإخطارات المتواصلة من وسائل التواصل الاجتماعي، والاجتماعات المتتالية عبر الفيديو، تفرض عبئاً كبيراً على القدرات المعرفية، ما يؤدي غالباً إلى الإرهاق، وانخفاض الإنتاجية، وتقليل الرفاهية العامة.
تُظهر الدراسات أن أغلب الأشخاص العاديين يقضون الآن أكثر من سبع ساعات في اليوم أمام شاشات رقمية، وهذه الممارسة مرتبطة بمجموعة من الأعراض النفسية والجسدية مثل القلق، والأرق، والشعور العام بالضيق.
نمط الحياة هذا “المستمر دائماً” لا يؤثر فقط على أنماط النوم بسبب تعرضنا للضوء الأزرق، بل يعزلنا أيضاً عن التفاعلات الإنسانية المباشرة، والتي تعتبر حيوية للصحة العقلية. لمواجهة ذلك، يقترح الخبراء التخلص من الرقمنة المنظمة وتحديد أوقات بدون شاشات للمساعدة في إعادة ضبط تجاربنا اليومية وتقليل تأثير الإنهاك الرقمي.