صحة

عندما يصبح الشعور بالخوف سبباً في الخوف!  أعراض وأسباب الفوبوفوبيا وطرق علاجها الممكنة

الرهاب من الخوف، أو الفوبوفوبيا، هو عبارة عن استجابات ذعر شديدة ومكثفة من الجسم، يتم تحفيزها بواسطة عدة عوامل خارجية، قد تكون  عند التعامل مع بعض الأشخاص  أو الحيوانات أو التفكير في بعض الأفكار المعنية، والتي تسبب حالة من الذعر غير المبرر.

يمكن أن يؤدي وجود رهاب الخوف إلى تجربة بعض الأعراض نفسها التي تسببها أنواع الرهاب الأخرى.

ويعتبر هذا النوع من الرهاب من بين أغرب وأندر أنواع الفوبيا، لذلك قد يصفه الطبيب المختص على أنه من الحالات المخيفة، والتي يكون علاجها صعباً بعض الشيء، إلا أن الطرق المعتمدة تكون شبيهة بالتي يتم اعتمادها في علاج حالات الرهاب الأخرى.

ما هو رهاب الخوف أو الفوبوفوبيا؟

الخوف من الخوف هو رهاب حقيقي للغاية يمكن أن يؤثر على الحياة اليومية للناس، خصوصاً عندما يرتبط بالخوف من أخذ القرارات، أو التعامل مع بعض الأشخاص أو الأشياء المهمة.

ويعتبر رهاب الخوف هو أقل وضوحاً من أنواع الرهاب الأخرى، وذلك ببساطة لأن الشخص يخاف من الخوف نفسه، مما يضيف هذا مستوى إضافياً من التعقيد إلى أي شيء يخاف منه الشخص بشكل طبيعي كونه يخشى شعور الخوف الذي يشعر به.

وعند الإصابة بحالة الهلع التي تؤدي إلى رهاب الخوف، فإنها تؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض المختلفة.

ما هي أعراض الفوبوفوبيا؟

تتشابه أعراض رهاب الخوف أو الفوبوفوبيا مع أعراض أنواع رهاب محددة أخرى، وذلك لأن الرهاب بشكل عام يؤدي لمشاكل صحية متشابهة، وهي كالتالي:

  • ألم في الصدر أو ضيق
  • صعوبة في التنفس
  • رجفة
  • الشعور بالضعف أو الدوار
  • غثيان
  • الافكار الدخيلة

الخوف من الخوف ليس مثل اضطراب الهلع أو القلق العام.

فيما يميل الأشخاص الذين يعانون من القلق العام إلى الشعور بأفكار القلق والأعراض الجسدية التي تتراكم ببطء، مما يؤدي في بعض الأحيان (ولكن ليس دائماً) إلى نوبة الهلع.

ويعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الفوبوفوبيا من نوبات هلع شديدة تحدث لأن الجسم يصبح متأكداً من أن الخطر الجسدي وشيك، حتى عندما لا يكون كذلك.

وبالرغم من ظهور هذه الأعراض، إلا أنه قد يعلم المصاب أن خوفه هذا غير منطقي ويدخل في خانة الغرابة، إلا أن رد فعله هذا يكون بشكل غير متحكم به.

الأسباب المحتملة 

كل حالة فردية من حالات رهاب الخوف مختلفة وفريدة من نوعها، إذ على سبيل المثال، قد يكون الشخص قد نشأ في منزل عانى فيه أحد الأفراد من رهاب شديد، الشيء الذي يجعل تجربته تنعكس بالسلب على شخص آخر، وتؤدي إلى الخوف من الخوف.

ربما يكون هذا المرض وراثة من أحد الوالدين، وهناك بحث يعود تاريخه إلى عام 2001 يشير إلى أن أنواع الرهاب المحددة لها مكون وراثي ويمكن أن تنتشر في العائلات.

كما أنه من بين الأسباب الأخرى، هي في حال كان الشخص يعاني من أحد أنواع الفوبيا المختلفة، قد تؤدي بشكل من الأشكال إلى الإصابة بالفوبوفوبيا كذلك.

وبمجرد أن يواجه الشخص استجابة ذعر قوية، قد يطور عقله دلالة سلبية مرتبطة بتجربة تلك المشاعر، ثم يبدأ الجسم والعقل بعد ذلك في العمل معاً لتجنب رد الفعل المذعور بالقتال أو الهروب منه.

التركيز على تجنب أعراض القلق أو الرهاب الراسخة يمكن أن يتطور أيضاً إلى رهاب الخوف، حيث يكون المصاب خائفاً جداً من الاستجابة للرهاب لدرجة أن الخوف يؤدي إلى الاستجابة التي تحاول تجنبها.

كيف يتم تشخيص فوبيا الخوف؟

ما لم تكن الأعراض شديدة لدرجة أنها تؤثر على الحياة اليومية، فقد يمكن أن يختار البعض التعايش مع فوبيا الخوف دون أي نوع من التشخيص الرسمي، فيما يمكن أن يساعدك الحصول على التشخيص في وضع خطة علاجية.

إذ لا يوجد اختبار رسمي يحدد ما إذا كان المصاب مؤهلاً لتشخيص رهاب معين، لكن جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية تقدم أداة فحص ذاتي يمكنك استخدامها للبدء في تشخيص نوع معين من الرهاب.

إذا كان الشخص مهتماً بمعالجة الرهاب الذي يعاني منه، يمكنه التحدث مع الطبيب المختص حول المسببات والأعراض لوضع خطة علاجية مناسبة.

من المرجح أن يحيل الطبيب إلى أخصائي الصحة العقلية، مثل طبيب نفساني، الذي سيطرح بعض الأسئلة حول:

  • منذ متى كنت تعاني من الأعراض؟
  • تاريخ عائلتك مع القلق والرهاب
  • أسئلة أخرى حول صحتك العقلية

ستشكل الإجابات على هذه الأسئلة أساس التشخيص وستصبح أساس العلاج.

كيف يتم علاج هذا النوع من الفوبيا؟

عادة ما يكون الخط الأول من علاج رهاب الخوف (وجميع أنواع الرهاب المحددة) هو العلاج السلوكي.

إذ يركز العلاج على التعرض التدريجي للشيء الذي يشكل مصدر خوف، و قد يكون هذا أمراً صعباً عندما يكون الشيء الذي يسبب الخوف هو الخوف نفسه، ولكن من الممكن، وفقاً لبحث مؤرخ، التوصل إلى استراتيجيات علاج التعرض للخوف من الخوف.

إذ استخدمت دراسة حالة يعود تاريخها إلى عام 1983 التعرض لثاني أكسيد الكربون كوسيلة لخلق بيئة علاج التعرض لعلاج رهاب الخوف؛ لأن التعرض لثاني أكسيد الكربون يمكن أن يساعد في تحفيز الأعراض، ويساعدك على تعلم التعرف عليها والاستجابة لها بشكل بناء.

يستخدم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) تقنيات تحدد التشوهات المعرفية، وتساعدك على تغيير أنماط تفكيرك لإدارة أعراض الذعر.

يمكن كذلك للجوء إلى تغيير نمط الحياة، إذ قد تكون تغييرات نمط الحياة وسيلة لتكملة العلاج المهني للرهاب هذا.

ومن بين الطرق التي ينصح بها كل من:

  • زيادة النشاط 
  • قضاء الوقت في الخارج
  • التأمل
  • ممارسة اليوغا
  • التقليل من الوجبات الجاهزة