الأخبار

طيارون أمريكيون يرفضون الخدمة العسكرية!.. احتجوا على دعم بلادهم لإسرائيل بحربها على غزة

نقلت شبكة “NBC” الأمريكية، السبت 22 يونيو/حزيران 2024، عن عسكريين أمريكيين أنهم يسعون للحصول على وضعية دراسة حالة لترك الخدمة احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

بحسب الشبكة الأمريكية، فإن طيارين أمريكيين يطالبان بأن يصبحا من “المستنكفين ضميرياً” بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل، وهو القرار الذي قالوا إنه شجعه الحرب المستمرة في غزة.

وأثارت استشهاد هند رجب (6 سنوات) في فبراير/شباط الماضي، إدانات دولية، وبالنسبة للاري هيبرت، وهو طيار أمريكي، سرّع الحادث قراره بالسعي للحصول على وضع “مستنكف ضميرياً” من الجيش الأمريكي.

طيارون أمريكيون غاضبون من دعم بلادهم للاحتلال

حيث قال هيبرت الذي أقر بمشاركته في عملية أمريكية لتوفير مبيعات الأسلحة لإسرائيل، إن الطفلة هند تشبه ابنته، وما حدث كان من الصعب فهمه، وإن كل هؤلاء الأطفال لديهم تطلعات وأحلام، و”من غير المبرّر على الإطلاق دعم ما يحدث”.

من جانبه، يؤكد الطيار خوان بيتانكورت بعد أن شاهد لقطات الموت والدمار بغزة، أنه لم يعد بإمكانه تجاهل دور الحكومة الأمريكية في الحرب، بما في ذلك إمداداتها من الأسلحة والغطاء الدبلوماسي والاستخباراتي.

وأضاف: “أرى ذبح الآلاف من المدنيين الأبرياء، وكل ذلك بينما يراقب العالم هذا من خلال هواتفهم الذكية”.

وتشير الشبكة الأمريكية إلى أن الجنديين في القوات الجوية الأمريكية، يطالبان حالياً أن يصبحا من “المستنكفين ضميرياً” بسبب دعم بلادهما لإسرائيل، وتحديداً الحرب المستمرة في قطاع غزة، موضحة أنهما أكدا أنهما يعبّران عن آرائهما الشخصية، ولا يتحدثان بالنيابة عن القوات الجوية، وقد اختاروا عدم ارتداء الزي العسكري خلال المقابلة معهما.

كما يؤكد هيبرت وبيتانكورت، اللذان جُنّدا في عام 2022، أن حجم الفظائع دفعهما إلى التشكيك في مشاركتهما في نظام عسكري يعتقدان أنه يساعد في إدامة عدد القتلى الفادح. وإذ أشار كلاهما إلى الهجوم الإسرائيلي على غزة باعتباره “إبادة جماعية”، قالا إن اللقطات القادمة من المنطقة لا تؤثر عليهما فحسب، بل على العديد من الأمريكيين أيضاً.

فيما أوضح بيتانكورت أن المشاهدة من غزة التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، هي التي جعلته عدم تجاهل حقائق الحرب، مضيفاً أنها أصبحت “عاملاً مفجراً” في قراره بأن يصبح “مستنكفاً ضميرياً”، مشيراً إلى أن هذا الشعور لا ينتابه وحده.

وتابع قائلاً: “آمل أن يرى قادتنا أن جرائم الحرب التي تحدث، وآلاف مقاطع الفيديو لأطفال مشوهين التي تصل إلى هواتفنا، أنها تغير ضمير الشعب الأمريكي، داخل الجيش وخارجه”.

بالنسبة لبيتانكورت، كانت نقطة التحول لديه هي وفاة آرون بوشنل، عضو القوات الجوية الأمريكية، البالغ من العمر 25 عاماً، هذا العام، والذي أضرم النار في نفسه خارج السفارة الإسرائيلية في واشنطن احتجاجاً على الحرب.

وتذكر الشبكة الأمريكية نقلاً عن القوات الجوية الأمريكية أنها تعاملت مع 36 طلباً للاستنكاف ضميرياً منذ بداية عام 2021، جرت الموافقة على 29 منها. 

ما هي حالة “الاستنكاف الضميري”؟

يشار إلى أن “الاستنكاف الضميري” من الخدمة العسكرية، يستند إلى المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يضمن الحقّ في حرية الفكر والوجدان والدين والمُعتَقَد.

وفي حين أن العهد لا يشير صراحة إلى الحق في الاستنكاف الضميري، ذكرت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان في تعليقها العام رقم 22 (1993) أن هذا الحق يمكن أن يُستمد من المادة 18، حيث إن الالتزام باستخدام القوة المميتة يتعارض بشكل صارخ مع حرية الوجدان وحق الفرد في إظهار دينه أو معتقده.

وقد أقر مجلس حقوق الإنسان، وقبله لجنة حقوق الإنسان، بحق كل فرد في الاستنكاف الضميري من الخدمة العسكرية باعتبارها ممارسة مشروعة للحق في حرية الفكر والوجدان والدين، بحسب  المفوضية السامية لحقوق الإنسان.