صحة

من بينها التلاشي التدريجي أو المواجهة بلطف.. كيف تعلن نهاية علاقتك مع الأصدقاء بطريقة صحية؟

في حياتنا نتفاعل مع العديد من الأشخاص ونبني معهم علاقات وثيقة، وخاصةً مع الأصدقاء. ومع ذلك، فإن البشر في حالة دائمة من النمو والتغيير، وقد لا تتماشى مساراتنا دائماً مع تلك التي يسلكها الآخرون.

 أحياناً، نجد أنفسنا مضطرين إلى إعادة تقييم علاقاتنا وقطع بعض منها، مثل هذه القرارات قد تكون مؤلمة، لكنها ضرورية لتحقيق توازن شخصي وصحي في حياتنا.

وعلى اعتبار أننا في الصداقات، على عكس العلاقات الرومانسية التي غالباً ما تكون فيها حواف تتبلور فيها أساليب واضحة حول كيفية الانفصال، تنتابنا الحيرة حول كيفية إنهاء الصداقة، حين لم نعد نرغب في استمرار علاقتنا مع شخص ما. 

فما هي الخطوات الرئيسية التي يجب اتباعها عند اتخاذ قرار قطع العلاقة؟ وما هي الطرق الفعالة لإخبار الشخص الآخر بقرار الانفصال بشكل محترم وغير مؤذٍ لمشاعره؟

علامات تدل على أن الوقت حان لقطع علاقتنا مع الأصدقاء

مع التغيرات والنمو الشخصي قد تجد أن بعض الصداقات القديمة لم تعد تناسبك بنفس الطريقة. قد تحدث هذه الانفصالات بشكل طبيعي أو قد تدرك فجأة أن العلاقة لم تعد صحية.

هنا بعض العلامات التي تشير إلى أن الوقت قد حان للمضيّ قدماً وفقاً لما أرشدنا إليه موقع web md :

  • لم تعد أولوية بالنسبة لأصدقائك، حيث قد تلاحظ عدم بذل جهد كافٍ من صديقك للحفاظ على العلاقة. قد يكون هناك أسباب مؤقتة مثل الانشغال بأمور شخصية، لكن إذا كان هذا الشعور دائماً موجوداً، فقد يكون الأفضل  إعلان إنهاء الصداقة.
  • عدم التواصل على نفس المستوى، حيث يكون الاتصال الشخصي العميق ضرورياً لصحة علاقة الصداقة، وإذا كان الاتصال غير متوازن فقد يصبح من الصعب المحافظة على العلاقة.
  • التفاوت في الاستثمار في العلاقة، حيث يجب أن تكون الصداقة متبادلة في الدعم والاهتمام، وإذا كانت أحد الأطراف دائماً يأخذ ولا يُعطي بالمقابل، فقد تكون هذه علامة على ضرورة الانفصال.
  • عدم احترام الشخص أو سلوك غير لائق من الصديق، حيث يجب أن تكون الصداقات الصحية مبنية على الاحترام والدعم، وإذا كان هناك افتقاد لهذه القيم فقد يكون من الأفضل إنهاء العلاقة.
  • عدم الأمان وعدم الحديث بصدق من قبل الصديق، حيث تعتمد الثقة على الصراحة والصدق، وإذا كان هناك شعور بالقلق أو أن الأشخاص الذين تعتبرهم أصدقاءك يتعمدون إخفاء ما يفكرون فيه وما يعيشونه في حياتهم دائماً، فقد تكون هذه علامة على العلاقة السطحية.
  • عدم دعم إنجازاتك والشعور بالغيرة، حيث يجب أن تكون الصداقات مشجعة ومفرحة لإنجازات بعضهم البعض.

تلك هي بعض العلامات التي قد تشير إلى أن الوقت قد حان لإنهاء الصداقة، ما يمكن أن يسهل على الأشخاص اتخاذ القرارات الصحيحة لحياتهم.

كيف تعلن نهاية علاقتك مع الأشخاص بطريقة صحية؟  

لإنهاء العلاقات مع الأشخاص بطرق صحية، يتعين عليك التفكير بعناية في الخيارات المتاحة واحترام مشاعر الطرف الآخر، إليك بعض الطرق التي يمكنك الاعتماد عليها بحسب موقع verywellmind: 

  • التلاشي التدريجي:

يشمل التلاشي التدريجي التخفيف من التفاعل مع الشخص الآخر، ما يسمح للصداقة بالانتهاء بشكل طبيعي. يمكن أن يكون هذا الخيار مناسباً إذا كنت ترغب في تجنب المواجهة المباشرة أو إذا كان الشخص غير متفهم لما تشعر به.

  • التخلي عن العلاقة بشكل مباشر:

إذا كان التلاشي غير ممكن أو غير مناسب، فقد يكون من الأفضل إجراء محادثة صريحة. يمكن أن تتضمن هذه المحادثة التعبير عن مشاعرك وأسباب رغبتك في إنهاء الصداقة، مع التركيز على استخدام عبارات “أنا” لتعبر عن مشاعرك بدلاً من إلقاء اللوم.

  • المواجهة بلطف:

إذا كنت تعتقد أنه من المهم أن يكون الشخص مدركاً تماماً لأسباب انتهاء الصداقة، فقد تختار المواجهة بلطف. يتطلب هذا الخيار أن تكون مستعداً لمواجهة ردود الفعل المحتملة والأسئلة.

  • الاستراحة:

في بعض الأحيان يمكن أن تكون الاستراحة الوقتية هي الحل المؤقت الأمثل. يمكن أن تعطيك هذه الاستراحة الفرصة لتقييم العلاقة والتفكير في مستقبلها دون الحاجة إلى قطعها نهائياً.

يمكنك أن تذكر لصديقك أي سبب تراه مناسباً لأخذ هذه الاستراحة، أما إذا كنت تفضل أن تكون غامضاً، يمكنك ببساطة أن تخبره أنك ستكون مشغولاً جداً في الفترة القادمة. أو إذا كنت قد أجريت محادثة معه مؤخراً، يمكنك أن تقول إنك بحاجة إلى وقت للاستيعاب والتفكير في كل ما تمت مناقشته.

أثناء فترة الاستراحة، يمكنك أيضاً تقليل الاتصال بصديقك عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الاتصالات الشخصية، ما يساعد في توفير المسافة اللازمة للتفكير والتأمل.  

  • إنهاء الصداقة فوراً

إنهاء الصداقة فوراً يمكن أن يكون ضرورياً في بعض الحالات، خاصة إذا كان الصديق يشكل تهديداً لسلامتك أو يتجاوز حدودك الشخصية بشكل متكرر، في هذه الأوقات، من المهم أن تعبر عن احتياجاتك بوضوح وبدون تردد.

ببساطة، يمكنك أن تذكر أن احتياجاتك لم يتم تلبيتها في الصداقة وتتمنى للشخص الآخر التوفيق في المستقبل. هذا النوع من الانفصال يكون واضحاً وغير ملتبس، ويمنحك الفرصة للتعبير عن أي مشكلة كنت تخفيها. على الرغم من ذلك، قد يكون مواجهة شخص بهذه الطريقة محرجة.

هذه الاستراتيجية مناسبة إذا كنت ترغب في وداع شخص قد تعرفت عليه لفترة طويلة وتحترمه بشكل عام، أو إذا كان هناك سلوك فظيع للغاية يجعل الاستمرار في الصداقة صعباً للغاية. في بعض الحالات، يمكنك ببساطة أن تقول: “أريد أن أودعك الآن”، وهذا قد يكون كافياً.

إن إنهاء التواصل دون إخبار الشخص الآخر قد يثير جدلاً، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن يكون مبرراً لأنك تحتاج إلى حماية نفسك من علاقة غير صحية أو سامة. 

عندما يتعلق الأمر بالتلاعب أو الإساءة الجسدية أو العاطفية أو انتهاك الحدود، ليس لديك واجب أخلاقي أن تبرر سبب إنهاء الصداقة. يجب أن تكون أولويتك  هي الحفاظ على سلامتك وعدم التعرض للضغوطات الإضافية.

عند اضطرارك لإنهاء الصداقة بهذا الشكل، بإمكانك حظر أرقام الأشخاص ومنعهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وأخبار الأصدقاء المشتركين بقرارك بالتوقف عن التفاعل مع هذا الشخص.