الأخبار

حماس تصف تصريحات نتنياهو عن عدد الشهداء بـ”الاستخفاف بالرأي العام  العالمي”.. وهنية يؤكد على مطالب المقاومة

جدّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الجمعة 21 يونيو/حزيران 2024، التأكيد على أن حركته “منفتحة على التعاطي مع أي مبادرة لوقف الحرب على قطاع غزة تلبي مطالب المقاومة”.

فيما اعتبرت حركة حماس في بيان لها مزاعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن نسبة الضحايا المدنيين إلى القتلى المسلحين في غزة تبلغ واحداً إلى واحد “كذب واستخفاف بالرأي العام العالمي”.

وقالت الحركة، في بيان: “ادعاء مجرم الحرب نتنياهو في مقابلة تلفزيونية بأن نسبة (القتلى) من المدنيين إلى المقاتلين في غزة واحد إلى واحد. كذب واستخفاف بالرأي العام العالمي”.

وأشارت إلى أن “تقارير وزارة الصحة اليومية، وغيرها من التقارير والتوثيقات التي قامت به جهات أممية وحقوقية دولية تؤكد أن الغالبية العظمى من الضحايا في قطاع غزة من المدنيين”.

وأردفت “خصوصاً من الأطفال والنساء، الذين قضوا في القصف الهمجي العشوائي لجيش الاحتلال على منازلهم، وعلى المستشفيات ومراكز الإيواء والأماكن التي ادعى الجيش المجرم أنها آمنة ليقوم بقتلهم فيها بدمٍ بارد، ولتبقى شاهداً على إجرامه وهمجيته”.

وأضافت حماس: “تلك التصريحات استمرار لنهج التضليل المفضوح الذي يسعى من خلاله إلى تغطية فداحة ما اقترفه جيشه من جرائم حرب وإبادة غير مسبوقة في تاريخنا المعاصر”.

وفي مقابلة مع موقع “بانشبول” الإخباري الأمريكي نشرت الجمعة، زعم نتنياهو، أن “نسبة الضحايا المدنيين إلى القتلى المسلحين في غزة تبلغ واحداً إلى واحد تقريباً، وهي أدنى نسبة في حروب المدن الحديثة”.

هنية: هناك مطالب محددة

وفي كلمة له أمام ندوة حوارية نظمها “منتدى التفكير الاستراتيجي” (بحثي غير حكومي) بالعاصمة اللبنانية بيروت، وناقشت سيناريوهات الحرب الإسرائيلية على غزة، قال هنية إن حماس “منفتحة على التعاطي مع أي ورقة أو مبادرة تؤمن أسس موقف المقاومة في مفاوضات وقف إطلاق النار”.

وأوضح أن “حماس لديها مطالب محددة بوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب كامل (للجيش الإسرائيلي) من غزة، وتحقيق إعمار (القطاع بعد انتهاء الحرب)، وتبادل الأسرى، وتوفير الإغاثة لشعبنا”.

وأضاف أن “هذه مطالب شعبنا والمقاومة وكل أحرار الأمة، والحركة تخوض المفاوضات (مع إسرائيل عبر الوسطاء) على قاعدة هذه المطالب، وقد وصلت إلى المحطة الأخيرة منذ 6 مايو/ أيار بموافقتها على الورقة المصرية القطرية المدعومة أمريكياً، لكن الكيان عاود ووضع ملاحظات عليها تمس جوهر هذه المطالب”.

وبوساطة مصر وقطر، ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

وتتهم حماس وبقية الفصائل الفلسطينية إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة بعدم الرغبة في إنهاء الحرب على غزة، والسعي عبر المفاوضات إلى كسب الوقت، على أمل أن تحقق تل أبيب أية مكاسب تحفظ ماء وجهها بعد إخفاقها في تحقيق ما أعلنته من أهداف لهذه الحرب.

الفلسطينيون أثناء محاولاتهم العودة لشمال غزة - الأناضول

وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في 6 مايو/أيار على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضه بزعم أنه “لا يلبي شروطها”.

قبل أن يتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 31 مايو/أيار، عن تقديم إسرائيل مقترحاً جديداً لاتفاق من 3 مراحل يشمل “تبادلاً للأسرى” بأول مرحلتين، و”إدامة وقف إطلاق النار” بالمرحلة الثانية، و”إعادة إعمار غزة” بالمرحلة الثالثة.

وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “لم أوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح”، وإنما فقط “مناقشة” تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب، مؤكداً أنه “يُصر على عدم إنهاء الحرب على غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها”.

فيما قالت حماس إنها ستتعامل مع المقترح بـ”إيجابية” رغم تأكيدها أنه ليس “جديداً” كما روّج بايدن، وإنما “اعتراض” إسرائيلي على مقترح الوسيطين المصري والقطري.

وتابع هنية أن “الاستراتيجية التفاوضية للكيان (إسرائيل) تقوم على تحشيد ضغط إقليمي ودولي للضغط على حماس للقبول بالرؤية الإسرائيلية التي تمس أسس المطالب الفلسطينية”.

ولفت إلى أن إسرائيل “نصبت فخاً سياسياً بفرض شروط محددة ترفضها المقاومة”، دون ذكر توضحيات بالخصوص.

وشدد هنية على أن “طوفان الأقصى جاء إيذاناً برسم معادلات جديدة للقضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام”.

وأوضح أن “الوضع الراهن بربط الهدوء في جبهات المقاومة في لبنان والعراق واليمن هو تكريس لواقع جديد في مسار الصراع، لم يكن حاضراً على مدار سنوات نشأة الكيان الصهيوني”.

و”طوفان الأقصى” هو التسمية التي تطلقها الفصائل الفلسطينية في غزة على الهجوم الذي شنته ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعملية التصدي للعدوان الإسرائيلي على القطاع الذي تبعها.

وقال هنية إن “الحرب المستمرة على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي لا يديرها فقط جيش الاحتلال، بل الإدارة الأمريكية وحلفاؤها من قوى الاستعمار الغربي”.

وأضاف: “واشنطن وحلفاؤها سارعوا إلى حماية الكيان الإسرائيلي، وخوض ما اعتبروه حرباً وجودية، لأن ما جرى في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول كان زلزالاً ضرب أسس وقواعد وأصول بناء المشروع الاستعماري الصهيوني”.

وتابع: “طوفان الأقصى حقق ثلاث نتائج استراتيجية، الأولى إعادة القضية الفلسطينية لمكانتها، واحتلالها مجدداً الأجندات الإقليمية والدولية، بعد أن تم تهميشها من بعض الدول الإقليمية والأطراف الدولية، واعتبارها بمثابة شأن داخلي إسرائيلي”.

وأوضح هنية أن “النتيجة الثانية أن هزيمة الكيان حقيقة وليست وهماً، وهذا أمر يمكن أن يكون قريباً، فيما الثالثة هي إعادة توحيد الأمة على فلسطين وقضيتها بشكل جامع، في وقت يعاني الكيان الصهيوني من تصدعات داخلية ستستمر حتى زواله”.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلّفت أكثر من 123 ألف قتيل وجريح فلسطيني، إضافة إلى آلاف المفقودين.

وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.