خلاف يضرب جنبات الحكومة الإسرائيلية بسبب الأوضاع في شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة، فمع اشتداد ضربات حزب الله اللبناني على الأراضي المحتلة، يتجدد الحديث داخل إسرائيل حول ضرورة شن حرب كبيرة على لبنان وحزب الله، في حين تعلو أصوات أخرى داخل إسرائيل كذلك، تطالب بالتهدئة في ظل اشتعال الحرب في قطاع غزة ومرور جيش الاحتلال بحالة من “الإرهاق الشديد”.
ما بين دعوات بشن حرب على لبنان والتهدئة، تبقى صواريخ حزب الله على الأراضي المحتلة شمالي فلسطين، هي “الكابوس” للاحتلال، في المقابل تظهر مساعٍ غربية لمحاولة تهدئة الأوضاع بدلاً من الانزلاق إلى حرب جديدة مع لبنان.
في هذا التقرير نرصد الوضع شمالي الأراضي المحتلة وحجم الخسائر التي سببها قصف حزب الله وكذلك أنواع الصواريخ التي يستخدمها في القصف، بالاضافة الى حجم الخلاف داخل إسرائيل بخصوص شن حرب جديدة على جنوب لبنان.
رفض خفض التصعيد مع لبنان
حاولت فرنسا وأمريكا، تقديم مقترح لتهدئة الأوضاع بين حزب الله وإسرائيل، لكن الاحتلال قابل هذا المقترح بالرفض، وقرر عدد المشاركة في “إطار ثلاثي” إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة للعمل على خريطة طريق لخفض التصعيد على الحدود اللبنانية.
الرفض جاء في بيان لوزير الدفاع يوآف غالانت، عزا فيه الرفض الإسرائيلي إلى وجود فرنسا “في الإطار”، وتأتي تصريحات غالانت عقب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الخميس، أن باريس وواشنطن وتل أبيب ستعمل ضمن “إطار ثلاثي” على خريطة طريق فرنسية للتهدئة على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
الاحتلال قال على لسان غالانت: “في الوقت الذي نخوض فيه حرباً عادلة دفاعاً عن شعبنا، تبنّت فرنسا سياسات معادية ضد إسرائيل”. وأضاف: “وبذلك، تتجاهل فرنسا الفظائع التي ترتكبها حماس ضد الأطفال والنساء والرجال الإسرائيليين”، وفق تعبيراته. وتابع: “إسرائيل لن تكون طرفاً في الإطار الثلاثي الذي اقترحته فرنسا”.
لماذا ترفض إسرائيل الانضمام لمحاولات فرنسا التهدئة مع حزب الله
رغم المساعي الفرنسية الأمريكية لتهدئة الوضع بين إسرائيل وحزب الله، لكن الاحتلال يرفض ذلك، خاصة بعدما منعت السلطات الفرنسية في (مايو/أيار 2024) شركات الدفاع الإسرائيلية من المشاركة في أحد أكبر المعارض الدفاعية بالعالم”.
وقد جاء قرار فرنسا بعد أيام من “غارة إسرائيلية استهدفت اثنين من كبار عناصر حماس في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى اندلاع حريق في مجمع يؤوي الفلسطينيين النازحين، وأسفر عن مقتل عشرات المدنيين وإثارة غضب دولي واحتجاجات في فرنسا”.
لذلك اعتبرت إسرائيل قرار فرنسا بمنع مشاركة شركات الدفاع الإسرائيلية في أحد أكبر المعارض الدفاعية في العالم، موقفاً “معادياً” من جانب فرنسا لإسرائيل، وبالتالي اتخذ الاحتلال موقفاً رافضاً لأي مقترح فرنسي يخص التهدئة مع حزب الله في جنوب لبنان.
إسرائيل تشكو من حجم القصف الإسرائيلي
لكن ورغم الرفض الإسرائيلي للانخراط في أي مبادرة غربية لتهدئة الوضع مع حزب الله، إلا أن جيش الاحتلال “يشكو” من حجم القصف الذي يقوم به حزب الله على الأراضي المحتلة، حتى إن الحزب قد أطلق أكثر من 5 آلاف صاروخ على الأراضي المحتلة منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي التفاصيل التي ذكرها متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري.
وقال هاغاري، في مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام الأجنبية بثته قناة “12” العبرية الخاصة إن “حزب الله أطلق أكثر من 5 آلاف صاروخ وقذيفة مضادة للدبابات وطائرات مسيّرة منذ أحداث السابع من أكتوبر”.
وقد بدأت جماعة حزب الله تبادل إطلاق النار مع إسرائيل في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، 2023 بعد يوم من هجوم حليفتها الفلسطينية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل الذي أدى إلى اندلاع حرب غزة، ويقول حزب الله إنه لن يوقف إطلاق النار إلا إذا توقفت الحرب في غزة.
في حين فرّ عشرات الآلاف من على جانبي الحدود وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 300 من مقاتلي حزب الله ونحو 80 مدنياً في لبنان وفقاً لإحصاء رويترز وأسفرت الهجمات من لبنان عن مقتل 18 جندياً إسرائيلياً و10 مدنيين.
وقصفت إسرائيل المناطق التي ينشط فيها حزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع وفي إسرائيل، أصبح نزوح هذا العدد الكبير من الأشخاص قضية سياسية كبيرة فاقمت الضغط على الحكومة للتحرك.
وقبل حرب غزة، تجنبت إسرائيل وحزب الله وقوع مواجهة كبيرة منذ حرب استمرت شهراً في 2006، وردعهما منذ ذلك الحين التهديدات المتبادلة بالدمار الكارثي وتعززت ترسانة حزب الله كثيراً جداً منذ 2006.
وأسقط حزب الله خمس طائرات إسرائيلية مسيّرة، حتى الآن وأطلق طائرات مسيّرة على أهداف إسرائيلية واستخدم صواريخ موجهة متطورة تلتقط صوراً أثناء اقترابها من أهدافها، وهي صور بثتها لاحقاً قناة المنار التلفزيونية التابعة للجماعة.
وأطلق حزب الله صواريخ فلق 2 إيرانية الصنع للمرة الأولى في الثامن من يونيو/حزيران 2024، وهي قادرة على حمل رأس حربي أكبر من صاروخ فلق 1 الذي أطلقه في الماضي. وأشعلت صواريخ الجماعة حرائق في الأحراج في شمال إسرائيل.
آلاف القذائف على إسرائيل
في حين وفق تصريحات الاحتلال الإسرائيلي، فقد أطلق حزب الله ما مجموعه 3100 قذيفة في الفترة ما بين 8 أكتوبر/تشرين الأول و2 أبريل/نيسان 2024 وقد أطلق حزب الله معظم هذه الصواريخ؛ صواريخ غير موجهة عادة، ولكن أيضاً صواريخ موجهة مضادة للدبابات وطائرات انتحارية بدون طيار. وترد إسرائيل على بعض هذه الهجمات، وغالباً ما تستخدم طائرات حربية مزودة بذخائر هجومية دقيقة، لكنها تلجأ في بعض الأحيان إلى استخدام المدفعية.
فيما رصد مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاع المسلح (ACLED)، الهجمات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل والأسلحة المستخدمة فيها. فأظهر أن 65% من الهجمات، خلال الفترة ما بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و15 مارس/آذار 2024، كانت عبارة عن قصف مدفعي أو هجوم صاروخي، و25% منها، عبارة عن ضربات جوية أو من طائرات بدون طيار.
كما سجل المشروع 138 عملية اعتراض لصواريخ حزب الله من جانب إسرائيل، وكذلك 7 عمليات اعتراض لمسيرات إسرائيلية، أو اعتراض صواريخ إسرائيلية من طرف حزب الله.
وبينما تجاهلت غالبية بيانات الجيش الإسرائيلي ذكر الأسلحة المستخدمة في القتال، كشف حزب الله من جهته عن استخدامه لأنواع محددة من الصواريخ فأعلن في 16 فبراير/شباط 2024 مثلاً قصف كريات شمونة (الخالصة) بصواريخ من نوع “فلق” وكاتيوشا، لكنه أضفى نوعاً من الغموض على أسلحة أخرى استخدمها في هجمات أخرى، مكتفياً في بياناته الرسمية بعبارة “باستخدام الأسلحة المناسبة”.
وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت مقر قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي في مدينة صفد في منطقة الجليل بصاروخ “عياش 250”.
في المقابل، نشر معهد أبحاث الأمن القومي في إسرائيل في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على موقعه تقديراته لحجم قوات حزب الله بما في ذلك صواريخه الدقيقة والطائرات المسيّرة.
من المعطيات التي أوردها التقرير يتبين أن لدى حزب الله 40 ألف صاروخ من نوع غراد لمدى قصير بين 15 و20 كيلومتراً، و80 ألف صاروخ من طراز فجر 3 وفجر 5، فضلاً عن “خيبر” أو “رعد 2 و3” متوسط المدى حوالي 100 كيلو.
وهناك 30 ألف صاروخ من طراز زلزال أو فاتح 110 “إم 600” (M600) الذي يبلغ مداه 200-300 كيلومتر.
أما الترسانة الإسرائيلية فتضم أكثر منظومات الصواريخ تطوراً في الشرق الأوسط، وهي تستخدم في التصدي لصواريخ المقاومة، 3 أنظمة متكاملة للدفاع الجوي، وهي: القبة الحديدية. نظام أرو (السهم) مقلاع داود. وهذه المنظومات ذات أبعاد مختلفة، فبعضها يستخدم لصد الصواريخ القصيرة المدى، وأخرى للصواريخ المتوسطة، والبعيدة المدى.
وفيما يعلن حزب الله عن كامل قتلاه وكذلك تعلن البلديات والمنظمات العاملة في لبنان عن مختلف تقديراتها حول أنواع الخسائر في الجنوب اللبناني، فإن إسرائيل تتكتم عن حقيقة خسائرها كماً ونوعاً. ففي 21 مارس 2024 أفادت هيئة العبرية الرسمية بأن “17 مدنياً وجندياً إسرائيلياً قتلوا، سقط غالبيتهم جراء إصابتهم بصواريخ مضادة للدروع وطائرات مسيرة أطلقها حزب الله، من جنوب لبنان، منذ بداية المواجهات بعد حرب غزة”.
أما بخصوص قتلى الجانب اللبناني، فيتوزع عدد القتلى العسكريين على الفصائل الآتية: 250 قتيلاً لحزب الله، 13 قتيلاً لحركة أمل، وعشرات الشهداء لحركتي الجهاد وحماس.
منطقة عسكرية مغلقة
القصف المتبادل، جعل من منطقة الحدود منطقة شبه خالية، فبعد أيام من طوفان الأقصى أعلن الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى، بأن المنطقة الواقعة من الحدود اللبنانية إلى مسافة 4 كيلومترات “منطقة عسكرية مغلقة” يمنع دخولها على المستوطنين، وطلب من المستوطنين عند الحدود مع لبنان على مسافة كيلومترين من الحدود البقاء في ملاجئهم، لكن هذه الإجراءات تطورت في وقت لاحق لتشمل 28 مستوطنة تم إجلاء سكانها.
أما بالنسبة لجنوب لبنان، فتكشف التقارير الدولية والمنظمات المحلية والسلطات الحكومية، خسائر هائلة جراء العدوان الإسرائيلي وتقول المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، إن غالبية النازحين اللبنانيين، الذين فروا بسبب القصف الإسرائيلي، ينحدرون من 3 مناطق تمتد على طول الحدود الجنوبية للبنان: 71% من بنت جبيل، 14% من مرجعيون، و11% من صور.
وبحسب تقديرات مجلس الجنوب الحكومي، فإن أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية تضررت من القصف الإسرائيلي، وبينها نحو 700 وحدة دمرت كلياً، لا سيما في بلدتي الضهيرة وبليدا. بالإضافة إلى قصف عشرات السيارات، وتدمير البنى التحتية، وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات.
2000 هجوم
كذلك وحسبما نقلت وكالة ” الأناضول” فرسميا، لم يصدر عن “حزب الله” رقم بشأن حصيلة عملياته ضد إسرائيل، في حين قال الإعلام الحربي، التابع له، إن عمليات “حزب الله “ضد أهداف إسرائيلية متنوعة “تخطت الـ2000 منذ بدء الحرب”.
والعملية رقم 2000، التي أعلن عنها الحزب السبت مطلع يونيو/حزيران 2024 كانت إسقاط مسيّرة إسرائيلية من نوع “هرمز 900”.
وقال الحزب، في بيان حينها، إن المسيّرة “كانت تعتدي على أهلنا وقرانا”، وتم استهدافها بأسلحة مناسبة وإسقاطها في لبنان. ومنذ 7 أبريل/نيسان 2024 ارتفع معدل هجمات “حزب الله” ضد إسرائيل إلى 10 عمليات يومياً، وفق رصد الأناضول لبياناته.
وحسب معهد “علما” الإسرائيلي للأبحاث، في تقرير، فإن مايو شهد العدد الأكبر من هجمات “حزب الله” ضد إسرائيل، وبلغت 325 مقارنة بـ238 في أبريل. وأفاد بحدوث “85 عملية تسلل لطائرات بدون طيار إلى الأراضي الإسرائيلية في مايو مقارنة بـ 42 في أبريل و24 في مارس، و7 في فبراير 2024”.
و”منذ بداية القتال في الشمال وحتى 31 مايو، نفذ حزب الله ألفاً و964 هجوماً على الحدود الشمالية (إسرائيل)، 46% منها ضد البنية التحتية المدنية والمناطق المدنية”، كما ادعى المعهد. وأكدت القناة “12” الإسرائيلية (خاصة) ارتفاع عدد هجمات “حزب الله” على شمالي إسرائيل بنسبة 36% خلال مايو.
منذ أكتوبر/تشرين الاول 2023 وحتى 21 مايو/أيار 2024، بلغ إجمالي اعتداءات إسرائيل على لبنان 4 آلاف و841، وفق أحدث تقرير للمنصة الوطنية للإنذار المبكر، التابعة للمجلس الوطني للبحوث العلمية بلبنان.
وشملت الاعتداءات، حسب التقرير، 4 آلاف و377 قصفاً وغارات، و175 قنابل مضيئة أو حارقة، و140 قذائف فوسفورية، و88 إطلاق نار، و24 قذائف لم تنفجر.
وتجاوزت اعتداءات إسرائيل الحدود الجنوبية للبنان× إذ زادت وتيرة قصف مدينة بعلبك والبقاع الغربي (شرق) على بُعد أكثر من 100 كلم عن جنوبي لبنان.
كما طالت الاعتداءات مدينة صيدا، على بعد أكثر من 60 كلم عن الحدود الجنوبية؛ ما أسفر عن قتلى وجرحى.
ووفق المحافظات، توزعت معظم اعتداءات إسرائيل بواقع 3 آلاف و109 على النبطية، وألف و704 على الجنوب، و20 على بعلبك – الهرمل، و5 على البقاع، و3 على جبل لبنان، حسب التقرير.
وجراء قصف إسرائيلي، اندلعت حرائق في 15 مليوناً و700 ألف متر مربع بلبنان؛ مع خسائر كبيرة في أشجار الزيتون والسنديان والأشجار المثمرة.
الاستعداد لحرب في الشمال
نتيجة لكل ذلك، أوصى جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة 14 يونيو/حزيران 2024، بإنهاء العملية العسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة “في أقرب وقت” وإطلاق عملية أخرى على حدود لبنان، وفق ما ذكرته وسائل إعلام عبرية.
وقالت القناة “12” العبرية، الجمعة، إن “القيادة الشمالية بالجيش الإسرائيلي تركز على أهداف من شأنها أن تقلل قدرات حزب الله الهجومية”. وأضافت أن “الجيش يوصي في هذه المرحلة بتحويل الاهتمام نحو الشمال، أي إنهاء العملية في رفح في أقرب وقت من أجل الانتقال إلى لبنان”. وأشارت إلى أن “الجيش الإسرائيلي أوصى الحكومة بهذا الموقف”.
ونقلت القناة عن مسؤول أمني، لم تسمه، قوله إن “هناك حاجة إلى تحرك أكثر حسماً في الساحة الشمالية للسماح بالعودة إلى البلدات الشمالية” التي تم إجلاء سكانها مع بداية الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف المسؤول الأمني أنه “يمكن تحقيق الأمن من خلال اتفاق (مع حزب الله)، ولكن لا يمكننا جلب الشعور بالأمن للسكان دون اتخاذ إجراءات فعالة”. وتابع: “يجب إجراء تغيير عميق على الحدود الشمالية (مع لبنان) إذا أردنا عودة السكان إلى ديارهم” شمال إسرائيل.
كذلك ووفقاً للمصدر الإسرائيلي، فإن الهجوم الذي نفذه “حزب الله” على شمال إسرائيل، قبل أيام يعد “أكبر هجوم منذ 8 أكتوبر الماضي”، وهو اليوم الذي بدأ فيه التصعيد على الحدود الإسرائيلية واللبنانية بعد يوم واحد من شن الحرب على غزة.
وخلال يومين فقط أطلق “حزب الله” أكثر من 200 صاروخ، رداً على اغتيال الجيش الإسرائيلي مسؤولاً كبيراً في الحزب، مساء الثلاثاء.
الوقت غير مناسب!
ورغم ما يحدث من جانب حزب الله، ألا أن هناك أصواتاً داخل إسرائيل ترى أن الحرب على لبنان ليست الحل، وقد قال موقع ” تايمز اوف إسرائيل” إنه ولمدة ثمانية أشهر، قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الوقت ليس مناسباً للقتال في الشمال، على الأقل ليس حرباً شاملة.
وللتعامل مع إطلاق حزب الله المستمر للصواريخ وهجمات الطائرات بدون طيار من لبنان، قرر نتنياهو إجلاء عشرات الآلاف من المدنيين من منازلهم في وقت مبكر من القتال، ثم الشروع في حملة متصاعدة ببطء ضد مقاتلي الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران والبنية التحتية.
التقرير الإسرائيلي قال كذلك إن التحديات التي سيواجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان ستكون أكبر من حيث الحجم. ويمتلك حزب الله أسلحة مضادة للدبابات وطائرات بدون طيار هجومية أكثر تقدماً. ومن خلال القتال في دفاعات معدة في منطقة مفتوحة، سيكون بمقدورهم استهداف قوات الجيش الإسرائيلي على بعد كيلومترات.
علاوة على ذلك، سيواجه جنود الاحتياط الجولتين الثالثة والرابعة من الخدمة هذا العام. وسوف يظهرون في الغالب، لكن الضغط على العائلات والشركات سيكون أكبر ولن تكون هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي بنقل قوات برية إلى لبنان.
كذلك يرى أنه بينما يقاتل مئات الآلاف من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي حماس منذ أكثر من ثمانية أشهر في غزة، فإن حزب الله يحرق مخزونات القذائف والقنابل الدقيقة وصواريخ القبة الحديدية الاعتراضية. وفي الوقت نفسه، يتمتع حزب الله بتدفق الطائرات بدون طيار والأسلحة الأخرى من إيران، ويستخدمها لدراسة الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وفي الواقع، ستكون هذه حرباً أخرى ليس المقصود منها هزيمة حزب الله، بل ردعه من خلال العقاب؛ وهو نفس النوع من الحملة التي ثبت عدم فعاليتها على الإطلاق في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وسوف ينتهي الأمر باتفاق وقف إطلاق النار، وهو اتفاق من غير المرجح أن يعول عليه سكان الشمال كثيراً. وكان من الممكن أن توسع إسرائيل حرب الاستنزاف الحالية في الشمال، لكنها ستكون في وضع أسوأ بعد ذلك وفقاً لتقديرات الصحيفة الإسرائيلية.