هل أظهرت حرب أوكرانيا اقتراب نهاية هيمنة الدبابات في الحروب الحديثة؟، يتردد هذا السؤال في أوساط الخبراء العسكريين على نحو متزايد بسبب خسائر الدبابات الكبيرة في حرب أوكرانيا بما فيها الدبابات الغربية الحديثة.
والمحنة التي تواجه الدبابات بدأت قبل حرب أوكرانيا وتحديداً في حرب ناجورنو كاراباخ الثانية بين أرمينيا وأذربيجان.
ففي هاتين الحربين، جرى في وقت قصير تدمير أعداد مذهلة من الدبابات والتفوق عليها، وخاصة بواسطة الطائرات المسيرة العسكرية، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.
يبدو أن المشكلة ليست في الدبابات الروسية فقط بل كل الدبابات
في بداية حرب أوكرانيا نظر إلى خسائر الدبابات وآليات المشاة القتالية المجنزرة والعربات المدرعة لدى الروس بسبب طائرات بيرقدار التركية المسيرة والأسلحة الغربية المضادة للدبابات على أنها مشكلة في المدرعات الروسية، خاصة أن فلسفة الدبابات الروسية كانت تقوم على بناء أعداد كبيرة من الدبابات الأصغر حجماً من نظيرتها الروسية، على أمل أن الكثرة السوفييتية سوف تهزم التقنية الغربية الأكثر تقدماً وكلفة في أي غزو بري محتمل لأوروبا.
إضافة ذلك عزا المحللون الغربيون خسائر الدبابات الروسية إلى عيوب في تصميمها، يتعلق بآلية تخزين الذخيرة فيها، والتي تخزن في برج الدبابة بشكل مباشر قرب طاقم الدبابة، بخلاف الدبابات الغربية الحديثة.
وتؤدي طريقة التخزين هذه إلى إمكانية انفجار كامل مخزن القذائف في الدبابة الروسية، في حال استهدافها، وهو أمر يؤدي في النهاية إلى تدمير الدبابة بشكل كامل، أو إعطابها على الأقل، كما أنه عيب خطير جداً على حياة الجنود الروس، ويؤدي في العادة إلى قتلهم جميعاً، لأنهم لا يكونون معزولين بما فيه الكفاية، بعيداً عن أماكن تخزين الذخيرة مثل الدبابات الغربية.
ولكن مع تزايد خسائر الدبابات الغربية الحديثة التي زودت بها دول الناتو أوكرانيا، لمحنة مشابهة وإن كانت أقل حجماً، فإن التساؤل الملحّ هل عفا الزمن على الدبابات؟
خسائر الدبابات هائلة لدى الطرفين
حتى 1 مايو/أيار 2024، فقدت روسيا 2006 ناقلة جنود مدرعة (APC) ومركبات قتالية مدرعة (AFV)؛ تم تدميرها أو التخلي عنها أو الاستيلاء عليها، وذلك وفقاً لتقرير حديث نشرته صحيفة موسكو تايمز.
ويقول التقرير إن الوضع فيما يتعلق بالخسائر في مركبات المشاة القتالية أسوأ.
ويقتبس التقرير دراسة أجراها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ويضيف أنه على الرغم من أن روسيا كان لديها 14193 ناقلة جند مدرعة ومركبة مشاة قتالية في الخدمة في بداية عام 2022، إلا أنه حتى 13 مايو/أيار 2024، فقد فقد 42.08٪ منها.
وتشير تقارير أخرى إلى أن روسيا فقدت حتى الآن أكثر من 2900 دبابة، على الرغم من أن أوكرانيا تدعي أن العدد يتجاوز 7000 دبابة.
ولا تقل نتيجة أوكرانيا في خسائر الدبابات فظاعة، حسب وصف تقرير موقع Eurasian Times.
فوفقاً لتقرير حديث نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تمكنت القوات الروسية من تدمير خمس من أصل 31 دبابة أمريكية الصنع من طراز إم 1 أبرامز، والتي يقال إنها من بين أقوى الدبابات في العالم، والتي أرسلها البنتاغون إلى أوكرانيا في الخريف الماضي، ولحقت أضرار بثلاثة أخرى على الأقل، وهي نسبة كبيرة بالنظر لقلة عدد الدبابات التي بحوزة كييف من هذه الدبابات.
إلى جانب ذلك، ذكر تقرير نيويورك تايمز، استناداً إلى موقع التحليل العسكري Oryx الذي يحصي الخسائر بناءً على الأدلة المرئية، أن 796 دبابة قتالية رئيسية في أوكرانيا قد تم تدميرها أو الاستيلاء عليها أو التخلي عنها منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022.
ويقال إن الغالبية العظمى من هذه الدبابات المدمرة هي دبابات من الحقبة السوفيتية أو الروسية أو الأوكرانية الصنع. لكن من بين تلك التي تم تدميرها أيضاً 140 دبابة قدمتها دول الناتو لأوكرانيا منها ما لا يقل عن 30 دبابة ألمانية من طراز ليوبارد تم استهدافها وتدميرها أيضاً.
ليوبارد وأبرامز في مأزق
وتفيد تقارير بأن مهام دبابات «ليوبارد 2» الألمانية الشهيرة في أوكرانيا باتت دفاعية مع تعثر هجوم كييف المضاد في نهاية 2023.
وكانت أوكرانيا تأمل في أن ترى هذه المدرّعات تخرق الخطوط الروسية وتصل إلى شبه جزيرة القرم، غير أن ما تفعله هو قصف الروس على طريقة المدفعية بعيدة المدى بدلاً من أن تكون دبابات قتالية تتحرك في عمق الأراضي التي تحتلها القوات الروسية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية.
لكن الاختراق لم يحدث. فرغم استعادة الجيش الأوكراني بعض القرى، توقف تقدّمه في نهاية أغسطس/آب 2023، بعدما أنهكه الدفاع الصلب الذي أعدّته القوات الروسية لأشهر. في مواجهة شبكة معقّدة من حقول الألغام والخنادق والفخاخ المضادة للدبابات والمدفعية القوية والتفوق الجوي، تعثر الهجوم المضاد لكييف وظلّت الجبهة مجمّدة. وخسرت أوكرانيا خلال القتال نحو 12 دبابة ألمانية الصنع.
وحتى الدبابة الأمريكية الشهيرة أبرامز بات الأوكرانيون يشكون منها أحياناً.
إذ يقول بعض العسكريين الأوكرانيين لقد صُنعت دبابات M1 Abrams الأمريكية لمحاربة الروس، لكن في ساحة المعركة في أوكرانيا، تخوض هذه الدبابات نوعاً غير مألوف من الحرب أثناء مواجهتها لترسانة موسكو من الطائرات المسيرة المتفجرة القاتلة – وهو شيء لم يمتلكه السوفييت أبداً وشيء لم تعد الأبرامز لمواجهته لأنه لم يرَ حروبها الأخرى وهو الطائرات المسيرة، حسبما ورد في تقرير لموقع Business Insider الأمريكي.
فهناك مخاوف من أن الدروع الثقيلة التي تحملها أبرامز قد لا تكون كافية بمفردها لحماية طاقمها من التهديدات خاصة الجديدة منها.
ولقد وصلت 31 دبابة قتال رئيسية من طراز M1A1 Abrams مقدمة من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا في الخريف الماضي. ومع ذلك، وبحلول أواخر أبريل/نيسان 2024، كانت كييف قد فقدت بالفعل خمسة من هذه الدبابات في القتال، على الأقل بعضها بسبب طائرات بدون طيار.
الصواريخ المحمولة على الأكتاف ما زالت تهدد الدبابات
في بداية الصراع في أوكرانيا، كما هو الحال في الحروب الماضية، كان على الدبابات والمركبات المدرعة الأخرى أن تقلق في المقام الأول بشأن تهديدات العدو مثل الصواريخ المضادة للدبابات، وقذائف المدفعية، والألغام. لكن الآن، على جانبي الحرب، تواجه هذه المركبات أيضاً طائرات بدون طيار صغيرة ورخيصة الثمن محملة بالمتفجرات التي يمكن للمشغل عن بعد أن يطير بها بسهولة إلى الهدف وينفجر.
هذه الأسلحة الطائرة منتشرة في كل مكان في أوكرانيا، والضربة الصحيحة يمكن أن تلحق الضرر الدائم بالدبابة أو تدمرها – بل وتقتل طاقمها، وهم أفراد مدربون ليس من السهل استبدالهم.
وبطبيعة الحال، كما هو الحال مع كل سلاح أو منصة قتالية، كانت الدول دائماً تبتكر إجراءات مضادة للتعامل مع الدبابات، لكنها نجت وأصبحت أقوى. لسنوات، تم استهداف الدبابات بشكل رئيسي بالألغام الأرضية، والأجهزة المتفجرة المرتجلة، والقذائف الصاروخية، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.
ويقول الخبراء إن الدبابات دوماً معرضة للخطر من الأعلى حيث يكون درعها أضعف من الأعلى هو الأرق، كذلك من الخلف، والمسافة بين الهيكل والبرج.
وبناءً على ذلك، حاولت الدول سد هذه الثغرات عن طريق إعادة تجهيز الدبابات بالصفائح المعدنية. وكانت الفكرة هي أنه عندما تصطدم القذيفة بالطبقة الأولى من المعدن، فإنها تضعف وتخرج عن مسارها، مما يجعلها أقل فعالية عندما تصل إلى الدرع الرئيسي.
كما تم استخدام الدروع المتباعدة في الدبابات لحمايتها من الرؤوس الحربية “ذات الشحنة المشكلة“، التي تحملها القذائف الصاروخية وهي شحنة متفجرة تم تشكيلها لتركيز تأثير طاقة المادة المتفجرة تجاه جسم الدبابة. يتم استخدام أنواع مختلفة من الشحنات المشكلة.
وتم اتخاذ تدابير وقائية متعددة، حيث يتم على سبيل المثال، تزويد الدبابات بدعم مدفعي وجوي عالي الجودة لمنع الأعمال الهجومية.
ومع ذلك، يبدو أن الوضع قد تغير الآن. تتمتع القوات الراجلة بالقوة النارية اللازمة لإيذاء الدبابات.
لقد أظهرت الحرب في أوكرانيا مدى فعالية الأسلحة الرخيصة التي يمكن التخلص منها، مثل صواريخ الجيل التالي من الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات المعروف باسم(NLAW) السويدي البريطاني، والطائرات المسيرة، في إخراج الدبابات من الخدمة.
وأثبتت صواريخ NLAW مرونتها في الهجوم من أي موقع تقريباً، سواء من أعلى مبنى إلى خلف شجرة أو في خندق.
وبحسب ما ورد، هاجم الجيش الأوكراني الدبابات الروسية من على متن الدراجات النارية، والعربات، وعربات الغولف أو شاحنات الأورال السوفيتيية غير المدرعة المغطاة بأقفاص مضادة للطائرات بدون طيار.
الطائرات المسيرة الرخيصة باتت كابوس الدبابات
علاوة على ذلك، تمكنت طائرات مسيرة رخيصة الثمن مسلحة بالمتفجرات، والتي تقل تكلفة كل منها عن 500 دولار، من تدمير دبابة أبرامز أمريكية بقيمة 10 ملايين دولار في أوكرانيا من قبل روسيا.
ومن هذه المسيرات ما يُعرف باسم الطائرات المسيرة من منظور الشخص الأول، أو FPVs، وهي مجهزة بكاميرا تقوم ببث الصور في الوقت الفعلي إلى وحدة التحكم الخاصة بها، والتي يمكنها توجيهها لضرب الدبابات في أكثر الأماكن ضعفاً.
تحمل مثل هذه الطائرات المسيرة شحنات صغيرة الحجم قد لا تكون قوية بما يكفي لاختراق الدرع الأمامي السميك للدبابة، ولكنها بدلاً من ذلك تستهدف الأجزاء الرقيقة الضعيفة، مثل سقف وجوانب الدبابة.
على ما يبدو، في عدة حالات، تم إرسال مسيرات FPV “للقضاء” على الدبابات التي تضررت بالفعل بسبب الألغام أو الصواريخ المضادة للدبابات، بحيث لا يمكن استعادتها من ساحة المعركة وإصلاحها.
ومن المسلم به الآن أن العدد الهائل من الطائرات بدون طيار الرخيصة والفعالة المستخدمة في أوكرانيا يمثل مشكلة لكلا الجانبين، حيث يمكنها تدمير حتى الدبابات الحديثة الأكثر تسليحاً، بما في ذلك دبابة أبرامز الأمريكية وتشالنجر 2 البريطانية.
الروس والأوكرانيون يحاولون التصدي للطائرات المسيرة بطرق متشابهة
وسعت كل من القوات الأوكرانية والروسية إلى حماية مركباتها من خلال تجهيزها بأقفاص شبكية كخط دفاع أخير ضد الذخائر الواردة، وخاصة الطائرات بدون طيار من منظور الشخص الأول (FPV) التي اجتاحت ساحة المعركة.
يسلط الاستخدام المتزايد للدروع القفصية الضوء على الدور الهام الذي لعبته الطائرات بدون طيار في أوكرانيا ويطرح اعتبارات جديدة للجيوش الحديثة وهي تبحث عن طرق أفضل لحماية قواتها من الأنظمة غير المأهولة في الصراعات المستقبلية. هناك دروس للولايات المتحدة وغيرها.
وتشير أحدث التقارير إلى أن دبابات M1A1 Abrams التي زودتها بها الولايات المتحدة في أوكرانيا تحصل على دروع جديدة مضادة للطائرات بدون طيار تتوافق مع معايير الإنتاج على أبراجها وتعديلات إضافية على الدروع التفاعلية المتفجرة (ERA).
وبحسب ما ورد، جاءت هذه الإجراءات المضادة بعد شهر تقريباً من اعتراف المسؤولين الأمريكيين على ما يبدو بأن القوات الأوكرانية قد سحبت دبابات أبرامز M1A1 من الخطوط الأمامية، لا سيما بسبب المخاوف بشأن تعرضها للطائرات المسيرة من طراز FPV وغيرها من التهديدات الجوية غير المأهولة.
ففي مواجهة تحدي الطائرات المسيرة الروسية، تقوم شركة “ميتينفيست” الأوكرانية، ببناء ألواح فولاذية يمكنها أن توفر للدبابات طبقة إضافية من الحماية.
وقال أولكسندر ميرونينكو، المدير التشغيلي لمجموعة ميتينفيست الأوكرانية، لموقع Business Insider في مقابلة أجريت معه مؤخراً: “أعتقد أن مستقبل الحرب هو حرب الطائرات المسيرة، لذا من المهم جداً حماية المركبات المدرعة من ظهور الأنظمة غير المأهولة”.
ميتينفيست، هي شركة عملاقة للصلب والتعدين يقع مقرها الرئيسي في مدينة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا. لأكثر من عام ونصف، كانت الشركة تصنع حواجز فولاذية واقية للدبابات الأوكرانية السوفيتية الصنع القديمة من طرازي T-64 وT-72.
وقبل بضعة أسابيع فقط، توسعت هذه العملية لتشمل دبابات أبرامز الأمريكية، التي تم تصميمها وتطويرها خلال الحرب الباردة لمحاربة تهديد الدبابات السوفيتية.
كما قامت روسيا أيضاً بتحسين دباباتها من طراز T-72 بأنواع جديدة من الدروع تسمى “درع القفص الفائق”. وتشمل هذه الأسطح المعدنية المرتجلة ذات الطبقات المعدنية.
وأطلقت قنوات التواصل الاجتماعي الأوكرانية على هذه المركبات اسم “دبابات السلاحف”، بينما أشارت إليها حسابات وسائل الإعلام الروسية باسم “القيصر مانغال”، أو “حفلات شواء القيصر”، أو “فاتح كراسنوهوريفكا”.
الغرض من هذه الإجراءات المضادة هو تفجير الشحنات المتفجرة للطائرات المسيرة قبل أن تصل لجسم الدبابة الرئيسي، مما يقلل من فرصة اختراق مقذوفات الطائرات بدون طيار لهيكل الدبابة.
وبحسب تقارير إعلامية روسية، فإن هذه الدبابات تعتبر “إضافة رائعة” للترسانة الروسية. لكن الخبراء يقولون إن النتائج مختلطة. وبينما كان أداء هذه الدبابات جيداً في البداية، إلا أنه خلال الشهر الماضي، أفادت التقارير بأن القوات الأوكرانية تمكنت من معرفة كيفية تدميرها.
يقال إن الدروع الواقية للدبابة T-72 المعدلة لها جوانب سلبية كبيرة، فهي ثقيلة وبالتالي تبطئ الدبابة. كما أنها تمنع المركبة من تدوير برجها، مما يحد من قدرتها على إطلاق النار على المهاجمين وتقيد الرؤية بشدة.
الوزن الزائد يقيد بشكل خاص استخدام معدات عبور العوائق المائية ويمنع تشغيل قاذفات قنابل الدخان. وتقلل هذه القيود بشكل كبير من قدرات الدبابة، ويشير الخبراء إلى أنه على الرغم من النية لزيادة قدرتها على البقاء في ساحة المعركة، إلا أنها تحد من تنوعها وفعاليتها في القتال.
الطرفان يخوضان لعبة القط والفأر
ويبدو أن أن الحرب في أوكرانيا تشهد قيام موسكو وكييف بخلق “لعبة قط وفأر مستمرة”.
وتعني هذه اللعبة أن أياً منهم ليس مستعداً للتخلي عن الدبابات باعتبارها أجزاء حيوية من قواته المسلحة. وفي المحصلة، تواصل أوكرانيا طلب الدبابات من مؤيديها في أوروبا والولايات المتحدة، بينما تحاول روسيا تحديث مخزونها الهائل من الدبابات القديمة.
يقول فيكتور موراخوفسكي، وهو جندي روسي متقاعد، إن “العمليات القتالية عالية الكثافة بين دول متقاربة من الناحية التكنولوجية لا يمكن تصورها دون استخدام الدبابات على نطاق واسع”، نظراً لقوة نيران الدبابات، وقدرتها على الحركة، والبقاء، والتحمل، وفعالية تكلفتها.
ويشير إلى أن “الدبابات المستقبلية يمكن أن تستخدم طائرات مسيرة مرافقة لتوسيع قدراتها على الاستشعار، مما يسمح للمشغلين برؤية الزوايا أو العوائق التي من شأنها أن تشكل كمائن محتملة”.
الطرفان يطوران جيلاً جديداً من الدبابات لمواجهة هذه التحديات
من الواضح مما سبق أن الدبابة لا تزال جزءاً مهماً من ساحة المعركة، حسب موقع Eurasian Times.
ومن السابق لأوانه شطب الدبابات باعتبارها عفا عليها الزمن في الحروب الحديثة. في الواقع، تعمل الدول الرائدة الآن على تطوير دبابات الجيل الرابع لتجنب تقادمها.
إذ تعمل روسيا على تطوير دباباتها القتالية الرئيسية من الجيل الرابع والتي تسمى T-95 وT-14 Armata.
وتعمل الولايات المتحدة على نموذجها الأولي AbramsX. وتقوم أيضاً بتطوير M10 Booker مع إجراءات مضادة لحماية الدبابات من الطائرات المسيرة ذات الاتجاه الواحد، والتي يقول الخبراء إنها تمثل تحدياً متزايداً حتى بالنسبة للمركبات التي تسير بسرعة.
وتخطط المملكة المتحدة لاستبدال دبابات تشالنجر 2 بنماذج تشالنجر 3 المطورة. وتعمل ألمانيا أيضاً جاهدة على إنتاج دبابة ليوبارد 3، وهي خليفة دبابتها الشهيرة ليوبارد 2.
ويقال إن هذه الدبابات من الجيل الرابع يجب أن تكون أقل عرضة للخطر، مع مجموعة من الإجراءات الإلكترونية والرقمية المضادة والتصميمات الأكثر خلسة.
ومن المفترض أن تستخدم “أنظمة الحماية النشطة” المتقدمة – التي تستخدم الرادار للكشف تلقائياً عن المقذوفات القادمة ثم إسقاطها على بعد أمتار قليلة من السيارة باستخدام جهاز اعتراض عالي السرعة – بدلاً من الدروع البدائية.
أجهزة التشويش قد تكون الوسيلة الأكثر فعالية ضد الطائرات المسيرة
ويعتبر العديد من الخبراء أن الحرب الإلكترونية هي وسيلة الدفاع الواعدة ضد أنواع الطائرات المسيرة الصغيرة، حسب موقع Eurasian Times.
إذ تظهر حرب أوكرانيا أن التشويش قد يكون الوسيلة الأكثر فعالية في مواجهة الطائرات المسيرة عن بعد، وهو مجال يتفوق فيه الروس على الأوكرانيين.
فبعد النجاح المبهر لطائرات بيرقدار المسيرة التركية في الفصل الأول من الحرب، حيث دمرت طابور الدبابات الروسي الشهير الذي متجهاً للعاصمة الأوكرانية كييف في ربيع 2022 لغزوها، نجحت موسكو في تحييد المسيرات جزئياً عبر إدخال عدد ضخم من أجهزة التشويش.
ويمتلك الجيش الروسي موارد هائلة للحرب الإلكترونية، في شكل وحدات متحركة على شاحنات ترافق القوات البرية، حسبما ورد في تقرير لمجلة The Economist البريطانية.
ولكن يبدو أنه أخفق في استخدامها في بداية الحرب، خاصة في محاولاته لمحاصرة أو غزو العاصمة الأوكرانية، إن الامر تغير بعد ذلك.
وقال صامويل بينديت، المحلل والخبير في الأنظمة العسكرية الآلية والروبوتية في مركز التحليلات البحرية: “ما حدث هو أن الحرب الإلكترونية والدفاعات الجوية لروسيا أصبحت أفضل تنظيماً وميدانية مقارنة بالأشهر السابقة للحرب”، حسبما نقل عنه موقع Business Insider الأمريكي.
وانخفضت معدلات دقة إصابة الأهداف للقوات الأوكرانية رغم استخدامها لأسلحة غربية متطورة.
وبحسب تقييمات “سرية” حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست ومسؤولون عسكريون أوكرانيون في مايو/أيار 2024″أخفقت العديد من الذخائر الأمريكية الموجهة عبر الأقمار الصناعية في أوكرانيا، في مقاومة تكنولوجيا التشويش الروسية”، الأمر الذي دفع كييف إلى وقف استخدام بعض الذخائر بسبب “تراجع معدلات فعاليتها”.