قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الأحد 16 يونيو/حزيران 2024، إن رد حركته على مقترح وقف إطلاق النار متوافق مع الأسس التي وردت في خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقرار مجلس الأمن الدولي.
جاء ذلك في كلمة لهنية، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وجّه فيها عدة رسائل إلى الشعب الفلسطيني، والمقاومة، والشعوب والحكومات العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي.
رسالة إلى أهل غزة والمقاومة
في رسالته الأولى، التي وجهها إلى الشعب الفلسطيني بغزة، أكد هنية أن الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب وما زال الإبادة الجماعية والوحشية التي لم تعرفها البشرية قد فشل في تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها.
وأضاف: “كما بدأت ملامح التفكك في حكومته وبنيانه بما يؤذنُ بهزيمته وانكساره وما ذلك على الله بعزيز، وإنكم بصبركم وثباتكم وتضحياتكم تصنعون النصر والتحرير بإذن الله (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون)”.
في رسالته الثانية وجّه هنية التحية إلى مقاتلي كتائب القسام وكل فصائل المقاومة داخل فلسطين وخارجها، قائلاً إنهم قدموا للعالم “نموذجاً عظيماً فريداً للمجاهد المقاوم المتمسك بحقه والثابت في مواقع المواجهة رغم ضراوة المعركة وشراسة العدو”.
كما شدد على أن “طوفان الأقصى كان معركة تاريخيّة فيها من الدلائل والنتائج ما لا يمكن الإحاطة به لكن يكفي أن نرى بوادر نتائجه في مختلف الاتجاهات”.
إلى ذلك، أشار إلى أن رغم كل محاولات الاحتلال في تدمير قدرات المقاومة إلا أن “العمليات البطولية مازالت تتواصل بشجاعة وإبداع”، مشيرا إلى أن عمليات القسام في رفح أمس، وغزة وشمال القطاع صباح اليوم.
كما وجه هنية التحية لما أسماها “جبهات المساندة”، بدءا بحزب الله في لبنان، الذي وسّع ضرباته حتى أجبر مئات الآلاف من المستوطنين على النزوح من شمال فلسطين المحتلة.
في الإطار، وجّه هنية التحية لجماعة الحوثي في اليمن التي “جعلت البحر الأحمر وبحر العرب مياهاً محرمة على العدو الصهيوني”، وكذلك لـ”المقاومة الإسلامية في العراق الذين يقومون بدور كبير في استهداف مواقع عديدة للاحتلال”.
رسالة هنية إلى الشعوب العربية والإسلامية
أما في رسالته الثالثة، فقد كانت للشعوب والحكومات العربية والإسلامية، قائلاً: “قد آن لأمتنا أن تطور من دعمها، وتصعد من سقف مواجهتها مع الكيان الصهيوني نصرة لغزة، وانتصاراً للقدس والأقصى”.
كما حيّا هنية “الشعوب العربية والإسلامية التي وقفت وتحركت ومازالت في كل الميادين وقدمت كافة أشكال الدعم لشعبنا ومقاومته الباسلة”.
رد الحركة متوافق مع خطاب بايدن
في رسالته الرابعة المتعلقة بمحاولات إنهاء الحرب، فقد أكد هنية أن حركته أبدت ومعها كل فصائل المقاومة جدية كبيرة ومرونة عالية من أجل الوصول لاتفاق يحقن دماء الشعب الفلسطيني، ويوقف العدوان.
وأشار هنية إلى موافقة حركته على اقتراح الوسطاء في 6 مايو/أيار الماضي، والإيجابية التي عبرت عنها تجاه خطاب بايدن، وترحيبها بقرار مجلس الأمن الذي صدر قبل أيام.
كما نوه إلى تسليم حركته مع الجهاد الإسلامي في قطر، ردهم الذي وصفه بـ”المتوافق مع الأسس التي وردت في خطاب بايدن وقرار مجلس الأمن بشأن المراحل الثلاث للصفقة وشروط وقف إطلاق النار”.
فيما شدد على أن “الاحتلال وحلفاءه” لم يتجاوبوا مع مرونة الحركة، “وواصلوا مناوراتهم ومحاولاتهم للتحايل والخداع من خلال مقترحات وأفكار هدفها الحصول على الأسرى والعودة لاستئناف حرب الإبادة من جديد، وشنوا حملات إعلامية وتحريضية للضغط على الحركة وفصائل المقاومة للموافقة على مخططاتهم”.
لكنه أكد على أن حركته مازالت وستبقى ثابتة على موقفها الذي يضع مصالح الشعب الفلسطيني وأمنه وحمايته فوق كل اعتبار.
وأضاف أن حماس وفصائل المقاومة “جادة لإنجاز اتفاق يتضمن البنود الأربع (وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل من غزة، والإعمار وصفقة تبادل للأسرى)، وأن يكون ذلك كله واضحاً لا لبس فيه ولا يحتمل تفسيرات ولا تأويلات ولا يخضع للتأجيل أو المساومة أو المناورة”.
رسالة إلى المجتمع الدولي
في رسالته الخامسة والأخيرة، فقد وجهها هنية إلى المجتمع الدولي، قائلاً: “آن الأوان أن تنتهي هذه المَظلمة التي يتعرض لها شعبنا منذ أكثر من مائة عام، آن الأوان أن تنجز حقوقنا الأصيلة والمشروعة”.
كما شدد على أن الشعب الفلسطيني الذي ثار في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، “على القيد والقهر، لن يتراجع حتى يستكمل مسيرته بالتخلص من الاحتلال، وتتويجها بالحرية والاستقلال والعودة”، مؤكداً أن ذلك “بوابة الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأوضح أن “الغطاء الذي توفره بعض الدول للاحتلال خاصة الإدارة الأمريكية بات مكشوفاً شعبياً وسياسياً وقانونياً وإنسانيا”.
وتابع بأنه “على هذه القوى أن تعلم بأنه لم تفشل الحرب العسكرية على شعبنا فحسب بل فشلت معها الحرب السياسية والإعلامية، وبحجم الصمود الأسطوري لشعبنا في غزة كانت صلابة الموقف السياسي وإيجابيته”.
فيما أكد أن “صور المجاعة المروعة التي يشاهدها العالم وتضرب في كل مناحي القطاع وتحصد أرواح الأبرياء وخاصة في الشمال هي مسؤولية المجتمع الدولي وتحديداً الدول الداعمة لهذا الاحتلال القاتل”.
وطالب بأن يتحرك الجميع من أجل إجبار الاحتلال على فتح كل المعابر، وإدخال كل احتياجات الشعب الفلسطيني بغزة بشكل فوري وعاجل.
في ختام حديثه، طالب هنية أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم، بالالتحام في “المعركة التاريخية” التي تخوضها غزة.