تشعر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بقلق بالغ من أن العنف المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله في الأيام الأخيرة سوف يتدهور إلى حرب شاملة، وتسعى جاهدة لمنع ذلك، وفقاً لما نقله موقع أكسيوس عن مسؤولين، الخميس 13 يونيو/حزيران 2024.
وقال الموقع الأمريكي إنه وسط الجهود الحساسة للغاية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فإن حرباً شاملة مع حزب الله من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإقليمية بشكل كبير وجر الولايات المتحدة إلى عمق الصراع.
وخلف الكواليس، حذرت إدارة بايدن إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من فكرة “الحرب المحدودة” في لبنان، والتي قالت إنها قد تؤدي إلى تدخل إيراني ومشاركة وكلائها الموالين من سوريا والعراق واليمن في القتال، حسب ما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين.
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من اندفاع إسرائيل إلى حرب مع حزب الله -أو الانجرار إليها- دون استراتيجية واضحة أو النظر في الآثار الكاملة لصراع أوسع.
وبحسب مسؤولين أيضاً، فإن إدارة بايدن تحاول احتواء القتال بين إسرائيل وحزب الله قدر الإمكان بينما تعمل على تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار للرهائن في غزة.
حيث يعتقد البيت الأبيض أن وقف إطلاق النار في غزة هو الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يخفف بشكل كبير من تصعيد التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
تصاعد وتيرة المواجهة
وقد تصاعدت وتيرة المواجهات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل أمس الأربعاء، حيث أطلق الحزب أكبر عدد من الصواريخ في يوم واحد على شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك منذ اندلاع المواجهات عبر الحدود قبل ثمانية أشهر دعماً لغزة، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن الحرائق التي تسببها الصواريخ تشكل خطراً على منشآت عسكرية استراتيجية.
وجاء تصعيد الأربعاء في إطار رد الجماعة على غارة إسرائيلية أدت إلى مقتل قائد ميداني كبير في حزب الله، الثلاثاء.
واستهدفت الغارة الإسرائيلية على قرية جويا في جنوب لبنان، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، قائداً ميدانياً كبيراً بجماعة حزب الله، وهو طالب عبد الله المعروف أيضاً باسم الحاج أبو طالب.
وقال أحد المصادر إن أبو طالب هو أبرز عضو في حزب الله يقتل في المواجهة المستمرة بين الجماعة وإسرائيل منذ ثمانية أشهر.
وقبل يومين، اتصل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت وناقش الوضع مع لبنان، حسب ما قالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحفيين.
وأضافت: “نحن قلقون بشأن زيادة العمليات في الشمال. ولا نريد أن يتصاعد هذا الأمر إلى صراع إقليمي واسع النطاق، ونحث على وقف التصعيد”.
وكانت بيانات نشرتها تقارير إسرائيلية أظهرت زيادة في هجمات حزب الله على المناطق الشمالية في إسرائيل خلال الفترة الماضية.
ورصدت البيانات أن حزب الله شن 325 هجوماً على المناطق الشمالية في إسرائيل خلال شهر مايو/أيار الماضي، كما لوحظت زيادة كبيرة في استخدام الحزب للصواريخ المضادة للدبابات والطائرات من دون طيار.
يأتي ذلك بينما يتوجه قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون إلى واشنطن هذا الأسبوع لعقد اجتماعات مع مسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون وأعضاء في الكونغرس حول الأزمة الحالية.
وبينما تحذر واشنطن من انجرار تل أبيب إلى حرب شاملة مع حزب الله، فقد رأى مراقبون أن القتال لم يتحول إلى حرب شاملة بسبب ما وصفوها بـ”قواعد اللعبة” الفريدة التي حكمت القتال بين الجانبين لما يقرب من ثلاثة عقود، ما قيده لمدة طويلة في أغلب الأحيان، مع احتمالية نشوب صراع أكثر خطورة، وفق ما نشره موقع إن بي سي الأمريكي.