الأخبار

استبعاد نجاد للمرة الثالثة من الترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية.. لماذا يرفضه المرشد؟

للمرة الثالثة على التوالي يفشل الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد في الترشح للانتخابات الرئاسية، وذلك بعد أن أعلن مجلس صيانة الدستور في إيران، الأحد 9 يونيو/حزيران 2024، قائمة المرشحين النهائية للانتخابات الرئاسية وقد خلت من اسم نجاد إضافة إلى الرئيس السابق لمجلس الشورى علي لاريجاني.

وكان مجلس صيانة الدستور الإيراني قد استبعد نجاد مرتين من الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2017، التي فاز فيها حسن روحاني، وفي عام 2021 التي فاز فيها إبراهيم رئيسي. فما أسباب استبعاد نجاد؟

تجربة نجاد السابقة في حكم إيران

  • كان الرئيس السابق أحمدي نجاد قد انتخب رئيساً لإيران لمدة ثماني سنوات، وكان يُنظر إليه خلال هذه الفترة على أنه “وجه” البرنامج النووي الإيراني. وأصبح نجاد أول شخص عادي (ليس رجل دين) يفوز بالرئاسة منذ عام 1981. وخلال ولايتين رئاسيتين مثيرتين للجدل (من 2005 حتى 2013)، ندد بأمريكا وإسرائيل والدول العربية، ما أدى إلى توتر العلاقات. 
  • في الداخل، زاد نجاد الإنفاق وأبقى على الدعم، فنال دعم الفقراء لكن تسبَّب في عجز كبير، على الرغم من عائدات النفط القياسية. وعانى أيضاً مع رجال الدين بسبب مسائل شخصية، فضلاً عن أسباب أخرى. وقد دعموا إعادة ترشحه في عام 2009 وقمع الاحتجاجات، لكنَّ العداء بين الطرفين تنامى.
  • كثيراً ما كان نجاد يهدد بتدمير دولة الاحتلال الإسرائيلي، وعندما انتخب عام 2009 لولاية ثانية، اتُّهم النظام الإيراني بتزوير النتائج لصالحه، وخرجت حشود إلى شوارع إيران للتظاهر للمطالبة بإسقاط نظام المرشد فيما أصبح يُعرف باسم “الحركة الخضراء”.
  • تحول ذلك الاحتجاج الشعبي إلى سقوط ضحايا بجانب اعتقال المئات، وكان هذا أكبر احتجاج ضد النظام الإسلامي منذ وصوله إلى السلطة عام 1979 وحتى ذلك الحين.
  • في حقبته أيضاً، كان نجاد أول رئيس إيراني يزور العراق ومصر منذ الثورة الإسلامية التي جلبت رجال الدين الشيعة للحكم في طهران عام 1979.
  • ويحظر الدستور الإيراني على الرئيس الترشح لولاية ثالثة على التوالي، لكنه يسمح له بالترشح للمنصب مرة أخرى بعد توقف دام أربع سنوات، وفي عام 2017، بعد هذا الهدوء، قرر أحمدي نجاد تقديم ترشيحه على الرغم من أن المرشد الأعلى خامنئي طلب منه ألا يفعل، مدعياً أن ترشيحه “سيضر بالبلاد”.

ما هي أسباب الخلافات بين نجاد والمرشد خامنئي؟

  • كان خامنئي دعم نجاد بعد أن أثارت إعادة انتخابه في 2009 احتجاجات قُتل فيها عشرات واعتقل مئات الأشخاص في إيران، ما هز صورة النخب الحاكمة، قبل أن تتمكن قوات الأمن بقيادة الحرس الثوري الإيراني من قمع الاضطرابات، بحسب رويترز. لاحقاً، نشأ خلاف بين أحمدي نجاد وخامنئي بعد أن دعا الرئيس الأسبق صراحة إلى فرض ضوابط على سلطة المرشد الأعلى المطلقة، وفقاً لرويترز. وفي 2018، وفي انتقاد نادراً ما يوجه لخامنئي، كتب أحمدي نجاد إليه يدعوه إلى إجراء انتخابات “حرة”.
  • إحدى أهم المواجهات بين الرئيس الأسبق والمرشد كانت في عام 2011 عندما قرر أحمدي نجاد فصل وزير الاستخبارات حيدر مصلحي من منصبه. ولكن ما إن مضت بضع ساعات على قرار الفصل حتى قرر خامنئي حينها دحض القرار وأمر بإعادة مصلحي إلى منصبه، ما وتّر العلاقة بين الرجلين.
  • عندما طلب نجاد من خامنئي الإذن بالترشح مجدداً في 2017، أخبره آية الله بأنَّ ذلك “ليس في مصلحة إيران”. ورفض مجلس صيانة الدستور في نهاية المطاف ترشحه، وهو الجهة التي تشرف على المسائل الانتخابية ويسيطر عليها خامنئي. اندلعت احتجاجات بسبب الوضع الاقتصادي في وقتٍ لاحق من ذلك العام. كان رد فعل نجاد حذِراً في البداية (ما أغضب البعض)، لكنَّه انتقد بعد ذلك كافة قادة إيران. 
  • وكتب نجاد رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2021، يخبره فيها بألا يبقى في الحكم إلى الأبد، وأن “البقاء طويلاً في السلطة مفسدة وديكتاتورية”. نُظِر إلى تلك الخطوة باعتبارها رسالة مُوجَّهة إلى المرشد آية الله خامنئي، فأغلقت السلطات الإيرانية موقع نجاد وألقت القبض على بعض مستشاريه.
  • وفي حين تدهورت علاقة نجاد مع رجال الدين أكثر، يبدو أنَّ عداءه لأمريكا كان يتضاءل. فخلال مدته في منصب الرئاسة، حشدت أمريكا الدعم الدولي لعقوبات اقتصادية تهدف إلى وقف برنامج إيران النووي. وجعل خطاب نجاد التهديدي ذلك أسهل. لكنَّه دعا في عام 2019، الحكومة الإيرانية إلى التحدث مع الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.
  • وكان نجاد ينشر تغريدات على منصة تويتر خلال السنوات الأخيرة مثيرة للجدل وجريئة، فيكتب ملاحظات إلى نجمة السينما الأمريكية أنجلينا جولي، ويقتبس عن مغني الراب الأمريكي الراحل توباك شوكار. وتحدث في يناير/كانون الثاني 2021 مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية التي كثيراً ما يكون ضيوفها متشددين حيال إيران. وقال نجاد: “بعثتُ برسالة إلى الرئيس جو بايدن بعد انتخابه”. ولا يُعرَف نص الرسالة، لكنَّ نجاد كان يلمح إلى أنه إذا انتخب مجدداً فقد يكون منفتحاً على الحوار مع الرئيس الأمريكي. 

من أبرز المرشحين بعد رحيل إبراهيم رئيسي؟

  • وافق مجلس صيانة الدستور الإيراني، الأحد، على ترشح رئيس البرلمان، و5 آخرين، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 يونيو في البلاد، وذلك بعد حادثة تحطم مروحية أسفرت عن مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي وسبعة آخرين.
  • بالإضافة إلى نجاد، خلت القائمة النهائية من اسم الرئيس السابق لمجلس الشورى علي لاريجاني، بينما ضمت مرشحاً واحداً مما يعرف بالتيار الإصلاحي هو مسعود بزشكيان، الذي كان نائباً عن مدينة تبريز (شمال غرب)، ووزيراً سابقاً للصحة.
  • والمرشحون الآخرون الذي أجاز المجلس خوضهم السباق الانتخابي هم رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، وسعيد جليلي الذي سبق أن تولى أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي وقاد التفاوض مع القوى الكبرى بشأن الملف النووي، ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني
  • كذلك، أُجيز ترشيح أمير حسين قاضي زاده هاشمي الرئيس المحافظ لمؤسسة الشهداء والمحاربين القدامى، ووزير الداخلية السابق مصطفى بور محمدي.