شن الجيش السوداني، الخميس، 26 سبتمبر/ أيلول 2024 هجوماً برياً وجوياً واسعاً على مواقع لقوات “الدعم السريع” بالعاصمة الخرطوم، فيما طرح رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان خارطة لإنهاء الحرب خلال كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
حيث قال شهود عيان إن أصوات المدافع وقصف الطيران الحربي بدأت منذ فجر الخميس وسط مدينة الخرطوم والخرطوم بحري شمال العاصمة.
وأفاد آخرون بأن عناصر من الجيش انتشروا في أحياء بمدينة الخرطوم بحري، بينها “الكدرو الحلفايا”.
وتداول مستخدمون لمواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر ما يبدو أنهم جنود من الجيش يعبرون جسر النيل الأبيض الرابط بين مدينتي أم درمان والخرطوم.
كما تداولوا مقاطع تظهر ما تبدو أنها قوات من الجيش تنتشر في مواقع وسط العاصمة، التي كانت تسيطر عليها قوات “الدعم السريع” منذ اندلاع القتال عام 2023.
ونقلت وسائل إعلام محلية، بينها صحيفة السوداني (خاصة)، عن مصادر عسكرية لم تسمها إن الجيش شن فجر اليوم هجوما بريا وجويا واسعا على “الدعم السريع” في الخرطوم والخرطوم بحري.
وأضافت المصادر أن “قوات الجيش عبرت جسر النيل الأبيض، وجسر الفتيحاب (يربط أم درمان بالخرطوم) وجسر النيل الأزرق (يربط بحري بوسط الخرطوم)، وجسر الحلفايا (يربط بين أم درمان ومدينة بحري)”.
وتابعت أن الجيش “كبد المليشيا (تقصد قوات الدعم السريع) خسائر فادحة في الأرواح والعتاد”.
البرهان يطرح خطة سياسية
يأتي ذلك فيما طالب رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان بتنصيف قوات الدعم السريع “مليشيا إرهابية” على “جرائمها المرتكبة بحق الشعب السوداني”.
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي تستمر حتى نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري.
وقال البرهان: “تدركون حجم التحديات والتآمر الذي يتعرض له بلدي السودان جراء حرب شنتها مجموعة تمردت على الدولة بدعم سياسي ولوجستي محلي إقليمي”.
وأضاف: “وتابعتم حجم الجرائم والفظائع والانتهاكات التي ارتكبتها تلك المجموعة المتمردة ضد الشعب السوداني وكيان الدولة السودانية حيث بدأت هذه الحرب بمحاولة للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح وسرعان ما تغيرت إلى حرب شاملة ضد الشعب السوداني ودولته”.
واعتبر البرهان، أن قوات الدعم السريع “تستحق من خلال ما رُصد لها من جرائم تطهير عرقي وتهجير قسري وإبادة جماعية أن تُصنف جماعة إرهابية”.
وأردف “بكل أسف، تجد هذه المليشيا الدعم والمساندة من دول في الإقليم (لم يذكرها) تمدهم بالمال والمرتزقة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية في تحد صارخ للقانون والإرادة الدولية”.
كما اتّهم البرهان، قوات الدعم السريع بأنها “تتحدى القوانين والالتزامات الدولية دون الاكتراث للعواقب”.
وتساءل عن عدم اتخاذ “المنظومة الدولية إجراءً حاسماً ورادعاً حيال هذه المجموعة ومن يقف خلفها رغم كل ما ذكرت، وشاهد العالم من ارتكاب لجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية”.
وأكد أن حكومة السودان “ماضية بعزم في سياستها لتسهيل العمل الإنساني وحماية القوافل والطواقم الإنسانية والطبية”.
وأضاف، “إننا أمام تحد كبير وهذه المنظمة الأممية يجب أن تضطلع بمسئولياتها في حماية الدول النامية من أطماع الدول التي ما زالت تعتقد أنها ستتحكم في مقدرات الشعوب بما تملكه من قوة أو مال، ونقول: لهم إن الشعوب إرادتها أقوى من كل ذلك وستنتصر إرادتها”.
وبشأن فرص إنهاء الحرب في السودان، لفت البرهان إلى أن خارطة إنهاء الحرب في السودان واضحة المعالم، أولاً: يجب أن تنتهي العمليات القتالية ولن يتم ذلك إلا بانسحاب المليشيا المتمردة من المناطق التي احتلتها وتجميعهم في مناطق محددة وتجريدهم من السلاح”.
وثانياً، يتابع البرهان، “يعقب ذلك عملية سياسية شاملة تعيد مسار الانتقال السياسي الديمقراطي ووضع الحلول المستدامة بملكية وطنية تمنع تكرار الحروب والانقلابات العسكرية” على حد قوله.
وأكد البرهان التزام الجيش السوداني الذي يتولى قيادته بالمساهمة الإيجابية في تسهيل عملية الانتقال إلى الحكم المدني.
وشدد أن “حكومة السودان مستعدة للانخراط في أي مبادرة تنهي هذه الحرب متى ما كانت هذه المبادرة تدعم الملكية الوطنية للحل وتنهي احتلال المليشيا المتمردة للمناطق المختلفة (…) كخطوة أولى وضرورية لاستعادة المسار الديمقراطي”.
وأسفر القتال بين الطرفين منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 عن أكثر من 20 ألفا و800 قتيل ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.