مع دخول اليوم الرابع من حملة القصف الدموية الواسعة التي بدأتها إسرائيل على لبنان، شن طيران الاحتلال يوم الخميس 26 سبتمبر/أيلول 2024، غارات جوية على عدة قرى وبلدات جنوب لبنان، تزامناً مع نداء دولي لتهدئة مؤقتة بين الجانبين في حين رفض وزراء في حكومة الاحتلال أي هدنة مع حزب الله دون مقابل ملموس.
وكالة الأنباء اللبنانية أفادت بأن عمليات قصف الاحتلال طالت بلدات كفر تبنيت وكفرمان والنبطية، كما طالت الكرك بالبقاع شرقي لبنان ما أسفر عن استشهاد 9 أشخاص وجرح أكثر من 10 آخرين.
كما نفذت إسرائيل غارات خلال ساعات الفجر طالت بلدات يحمر وسمحر ولبايا في البقاع الغربي وعريض دبين في قضاء مرجعيون.
الوكالة أضافت أيضاً نقلاً عن وزارة الصحة أن “غارة العدو الإسرائيلي اليوم، على بلدة قانا جنوب لبنان، أدت إلى استشهاد شخص وإصابة آخر بجروح والاثنان من الجنسية السورية”.
نداء دولي للتهدئة
وتأتي سلسلة الغارات يوم الخميس تزامناً مع إصدار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، يوم الأربعاء، نداء مشتركاً لإرساء “وقف مؤقت لإطلاق النار” لمدة 21 يوماً في لبنان، وهو النداء الذي رفضه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إلا بشروط.
وقال لابيد: “لن نقبل أي اقتراح لا يتضمن إبعاد حزب الله عن حدودنا الشمالية”، مشيراً إلى أن أي اقتراح “يجب أن يسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم فوراً ويؤدي إلى تجديد المفاوضات بشأن صفقة المحتجزين”.
” استسلام حزب الله أو الحرب”
من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: “إن السبيل الوحيد لإعادة السكان والأمن إلى الشمال هو استسلام حزب الله أو الحرب”.
המערכה בצפון צריכה להסתיים בתרחיש אחד – ריסוק חיזבאללה ושלילת יכולותיו לפגוע בתושבי הצפון.
אסור לתת זמן לאוייב להתאושש מהמכות הקשות שחטף ולהתארגן מחדש להמשך המלחמה אחרי 21 יום.
כניעה של חיזבאללה או מלחמה, רק ככה נחזיר את התושבים והביטחון לצפון ולמדינה.— בצלאל סמוטריץ’ (@bezalelsm)
September 26, 2024
بينما اعتبر وزير الرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار في تغريدة على منصة إكس أن أي وقف محتمل لإطلاق النار دون “مقابل ملموس” من حزب الله “خطأ جسيماً”.
كما قالت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك على منصة إكس “إنه لا يوجد تفويض أخلاقي لوقف إطلاق النار مع حزب الله لا لمدة 21 يوماً ولا 21 ساعة”.
وأطلق الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين الماضي أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 600 شخص، بينهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 2500 بجروح، في حين تشير تقديرات رسمية إلى نزوح قرابة 400 ألف شخص.
في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار في إسرائيل، إثر إطلاق “حزب الله” مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات ومقر “الموساد” في تل أبيب، وسط تعتيم صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، والتي خلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.