الأخبار

حصيلة عدوان إسرائيل على لبنان تصل لنحو 500 شهيد.. الاحتلال يشن هجمات جديدة ومساعٍ دولية لاحتواء التصعيد

حصيلة عدوان إسرائيل على لبنان تصل لنحو 500 شهيد.. الاحتلال يشن هجمات جديدة ومساعٍ دولية لاحتواء التصعيد

ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على مناطق شرق وجنوب لبنان، الإثنين 23 سبتمبر/أيلول 2024، إلى نحو 500 شهيد، في أرقام “غير مسبوقة” منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في حين شن الاحتلال موجة جديدة من الهجمات في عمق لبنان، وسط مساع دولية لاحتواء التصعيد.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، أن “الحصيلة الجديدة للغارات الإسرائيلية المتمادية على البلدات والقرى في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك منذ صباح اليوم (الاثنين)، أدت إلى استشهاد 492 شخصًا من بينهم 35 طفلاً و58 سيدة وإصابة 1645 بجراح”.

وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض في مؤتمر صحفي إن الغارات استهدفت مستشفيات ومراكز طبية وسيارات إسعاف.

هجمات جديدة

من جهتها، قالت القناة “12” الخاصة: “يشن الجيش الإسرائيلي موجة جديدة من الهجمات في عمق لبنان”، دون مزيد من التفاصيل.

من جانبها، ذكرت وكالة أنباء لبنان الرسمية، مساء الاثنين، أن أطراف بلدة ميفدون وبلدة زوطر الشرقية ومرتفعات جبل الريحان جنوبي البلاد تعرضت لغارات جوية إسرائيلية.

في سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن رئيس الأركان هرتسي هاليفي أطلق اسم “سهام الشمال” على العملية العسكرية الجارية ضد “حزب الله”.

وفي حصيلة أعلنها مساء الاثنين، قال الجيش إنه هاجم 1300 هدف تابع لحزب الله في جميع أنحاء لبنان، مشيرًا إلى أنه نفذ أكثر من 650 طلعة هجومية خلال 24 ساعة.

وقال وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت إن إسرائيل تقوم “بهدم ما بناه حزب الله منذ 20 عامًا”.

مساعي لاحتواء التصعيد

وفي محاولة لاحتواء التصعيد في لبنان دوليًا، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الإثنين أن وزيرها الجديد جان نويل بارو “سينسق” في نيويورك مع نظرائه الرئيسيين من أجل “المضي بثبات نحو احتواء لا غنى عنه للتصعيد” في لبنان، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية

ومن المتوقع أن يصل الوزير الذي تولى منصبه الإثنين بعد تشكيل حكومة فرنسية جديدة خلفًا لستيفان سيجورنيه، إلى نيويورك بعد الظهر لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضافت الخارجية الفرنسية أن الوزير الذي “يعرب عن قلقه البالغ إزاء التصعيد العسكري في لبنان والعدد الكبير للضحايا المدنيين”، “سيتطرق إلى الموضوع هذا المساء (الإثنين) في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم مع وزراء مجموعة السبع في نيويورك بمبادرة من فرنسا”.

من جهته، عبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اليوم الاثنين عن “قلقه العميق” إزاء إطلاق صواريخ وضربات جوية في لبنان وإسرائيل وما أسفر عنها من سقوط مدنيين.

وقال لامي في منشور على إكس “أكرر دعوتي إلى وقف فوري لإطلاق النار من الجانبين، وهو ما سأؤكده عندما ألتقي بوزراء مجموعة السبع الليلة”.

بينما أشار مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية لوكالة رويترز أن واشنطن لا تعتقد أن التصعيد الإسرائيلي لإجبار حزب الله على خفض التوتر سيؤدي إلى النتيجة المرغوبة بخفض التصعيد معبرًا عن اختلافه مع الاستراتيجية الإسرائيلية.

وأكد المسؤول الأمريكي أن واشنطن “لديها بعض الأفكار الملموسة ستبحثها مع الحلفاء والشركاء لمنع التصعيد في المنطقة”.

من جانبه، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن الأضرار التي لحقت بالمدنيين في لبنان على خلفية الهجمات الإسرائيلية، “غير مقبولة.”

جاء ذلك في منشور له على منصة “إكس”، الاثنين، تعليقًا على التصعيد بين لبنان وإسرائيل، إثر هجمات نفذتها الأخيرة على البلد العربي، وأضاف المسؤول الأممي تعليقًا على أوضاع المدنيين أن “الأزمة المتصاعدة في لبنان مرعبة.”

وتابع: “اليوم، أُجبر آلاف الأشخاص على ترك منازلهم في منطقة مزقتها الحرب”، داعيًا “غراندي” القادة السياسيين لإيجاد حل لـ “الأزمة”، مطالبًا بـ “وقف فوري للاشتباكات الجارية.”

ومنذ صباح الاثنين، يشن الجيش الإسرائيلي هجومًا هو “الأعنف والأوسع والأكثر كثافة” على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام.

في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق “حزب الله” عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر “الخط الأزرق” الفاصل؛ أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.