تُعتبر إصابات الالتواء وتمزق الأربطة من أكثر الإصابات الرياضية شيوعًا، ورغم أن المصطلحين يستخدمان بشكل متبادل في كثير من الأحيان، إلا أنهما يشيران إلى إصابات مختلفة تمامًا في الجسم.
في هذا التقرير، سنناقش بالتفصيل ماهية كل من الالتواء وتمزق الأربطة، وكيفية حدوث هذه الإصابات، والأعراض التي تكشف عن كل واحد منهما، بالإضافة إلى طرق العلاج الفعالة.
ما هو الفرق بين الالتواء وتمزق الأربطة؟
الالتواء هو إصابة تحدث عندما يتم تمديد أو تمزق الرباط، والرباط هو نسيج ضام قوي يربط العظام ببعضها البعض عند المفاصل، ويعمل على تثبيت المفصل ومنعه من الحركة الزائدة.
من ناحية أخرى، فإن تمزق الأربطة يحدث عندما تتمدد أو تتمزق العضلة أو الوتر، و الوتر هو نسيج ضام يربط العضلات بالعظام، ويساعد في نقل قوة العضلات إلى العظام لإنتاج الحركة.
كيف تحدث الالتواءات؟
تحدث الالتواءات عادةً نتيجة لحركة مفاجئة أو عنيفة تجبر المفصل على التحرك خارج نطاق حركته الطبيعية.
هذه الإصابات شائعة في الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي، مثل كرة القدم والهوكي والملاكمة، حيث يتعرض الرياضيون لضربات قوية أو يسقطون بطريقة خاطئة.
كما يمكن أن تحدث الالتواءات في الحياة اليومية، على سبيل المثال، عندما يلتوي الكاحل عند المشي على سطح غير مستوٍ.
والتواء الكاحل هو الأكثر شيوعًا بين هذه الإصابات، حيث يصاب حوالي 25000 شخص يوميًا بهذا النوع من الالتواء.
يحدث ذلك غالبًا عندما يلتوي الكاحل نتيجة للحركة الخاطئة أثناء النشاطات الرياضية أو حتى الأنشطة اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر التواءات المعصم والإبهام شائعة بين الأشخاص الذين يمارسون الرياضات مثل التزلج، حيث السقوط على اليد الممدودة يمكن أن يتسبب في التواء المعصم.
أعراض الالتواء وتمزق الأربطة
تشمل أعراض الالتواء ألمًا حادًا وتورمًا في المنطقة المصابة، مع إمكانية ظهور كدمات، إذ قد يشعر الشخص بتمزق أو طقطقة في المفصل أثناء الإصابة، ويلي ذلك شعور بعدم استقرار المفصل أو تيبسه.
بناءً على شدة الالتواء، قد يكون الألم بسيطًا أو شديدًا، وفي بعض الحالات قد يصبح من الصعب تحريك المفصل المصاب.
أما تمزق الأربطة، فتظهر أعراضه على شكل ألم شديد في العضلة المصابة، مع احتمال حدوث تشنجات أو تقلصات، و في الحالات الشديدة، قد يصبح من الصعب أو المستحيل تحريك العضلة المصابة.
تشخيص الالتواء وتمزق الأربطة
يعتمد التشخيص الدقيق للإصابة على الفحص البدني والأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب.
في حالة الالتواء، قد يُطلب من المريض إجراء أشعة سينية للتأكد من عدم وجود كسر في العظم، أو تصوير بالرنين المغناطيسي للتحقق من حالة الأربطة.
أما في حالات تمزق الأربطة، يمكن أن يساعد الفحص السريري واختبارات الحركة في تحديد مدى الضرر.
علاج المناسب للحالتين
يعتبر علاج “RICE” (الراحة، الثلج، الضغط، الرفع) المعيار الذهبي لعلاج الالتواء وتمزق الأربطة، خاصة في المراحل الأولى من الإصابة.
الراحة: يجب تجنب تحميل الوزن على المنطقة المصابة خلال أول 24 إلى 48 ساعة بعد الإصابة، وهذا يشمل تجنب الأنشطة التي يمكن أن تزيد من الضغط على المفصل المصاب.
الثلج: يُوصى بتطبيق الثلج على المنطقة المصابة لمدة 10 دقائق في كل مرة، مع فترات راحة لمدة 30 دقيقة بين التطبيقات، إذ يساعد الثلج في تقليل التورم والالتهاب.
الضغط: يمكن استخدام ضمادة مرنة أو كم ضاغط للحد من التورم، ولكن يجب الحرص على عدم لف الضمادة بإحكام شديد لتجنب تقليل تدفق الدم.
الرفع: أي رفع الطرف المصاب فوق مستوى القلب الشيء الذي يساعد في تقليل التورم.
وفي الحالات الأكثر شدة، قد يحتاج المريض إلى استخدام دعامة أو جبيرة لتثبيت المفصل المصاب، وربما العكازات لتجنب تحميل الوزن على الطرف المصاب.
كما أنه في بعض الحالات النادرة، قد تكون الجراحة ضرورية لإصلاح الرباط الممزق أو الوتر، للقدرة على المشي مرة أخرى.
إعادة التأهيل والوقاية من الإصابات المستقبلية
بعد تحسن الأعراض الأولية، يبدأ برنامج إعادة التأهيل الذي يتضمن تدريبات موجهة لاستعادة الحركة الكاملة والقوة في المنطقة المصابة.
إذ من الضروري عدم التسرع في العودة إلى الأنشطة البدنية العنيفة، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى إعادة الإصابة.
أما فيما يتعلق بالوقاية، يُنصح بالقيام بتمارين تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل، والمحافظة على وزن صحي، بالإضافة إلى الإحماء قبل ممارسة الرياضة.
كما أن التغيير المتكرر في نوع النشاط الرياضي يمكن أن يقلل من خطر الإصابات الناتجة عن الإفراط في استخدام نفس المجموعة العضلية.
نصائح لمناقشة الإصابة مع الطبيب
من المهم أن تكون ملمًا بتفاصيل إصابتك حتى تتمكن من إدارة العلاج بشكل فعال، إذ يجب أن تسأل طبيبك عن طبيعة الإصابة، الأنشطة التي يجب تجنبها، المدة الزمنية المتوقعة للشفاء، وما إذا كان من الآمن تحميل الوزن على الطرف المصاب.
كما يجب أيضًا معرفة متى يمكن العودة إلى النشاط الكامل ومتى يجب مراجعة الطبيب لإعادة تقييم الإصابة، والتمكن من المشي بشكل سليم مرة أخرى.