صحة

إهمال الأعراض يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.. تاريخ مرض الكزاز وأسبابه، وطرق الوقاية والعلاج

مرض الكزاز، المعروف أيضاً باسم “التيتانوس”، هو مرض خطير يتسبب فيه سم تُنتجه بكتيريا تسمى “Clostridium tetani”.

هذا المرض يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الوفاة، إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح خصوصا في بداية ظهور الأعراض.

في هذا المقال، سنستعرض تاريخ مرض الكزاز، أسبابه، أعراضه، طرق العلاج والوقاية، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الحالات المصابة.

تاريخ مرض الكزاز

يعود تاريخ مرض الكزاز إلى العصور القديمة، حيث كان يُعرف منذ زمن بعيد، وقد تم وصفه لأول مرة في عام 1884 من قبل العالم الألماني أوليفر توماس.

في البداية، كان يُعتبر مرضًا نادرًا، ولكنه أصبح أكثر شيوعًا مع تقدم الحروب وزيادة الإصابات الناجمة عن الجروح، ومع تقدم الطب، تم تطوير لقاحات فعالة للوقاية من هذا المرض.


أسباب مرض التيتانوس

تحدث الإصابة بالكزاز عندما تدخل بكتيريا “Clostridium tetani” إلى الجسم عبر الجروح أو الإصابات.

إذ تعيش هذه البكتيريا في التربة، والغبار، وفضلات الحيوانات، وبمجرد دخولها الجسم، تبدأ في إنتاج سم يُعرف بـ “التيتانوس“، الذي يؤثر على الجهاز العصبي.

لذلك، يمكن أن تحدث العدوى نتيجة هذه الأمور التالية:

الجروح العميقة: مثل الجروح الناجمة عن الإصابات الحادة، مثل المسامير أو قطع الحديد، أو الجروح الناتجة عن الشظايا.

اللدغات: من الحيوانات أو الحشرات.

الحروق: خاصةً إذا كانت الحروق عميقة.

الإصابات الرياضية: مثل تمزق العضلات.

أعراض المرض

تظهر أعراض مرض الكزاز عادةً بعد فترة تتراوح بين 7 إلى 21 يومًا بعد الإصابة، و من أبرز هذه الأعراض:

  • تقلصات عضلية: تحدث في منطقة الفك (تصلب الفك) وقد تمتد إلى عضلات الجسم الأخرى.
  • صعوبة في البلع: بسبب تقلصات العضلات في الحلق.
  • تصلب في الرقبة: مما يجعل من الصعب تحريك الرأس.
  • تشنجات عضلية: مؤلمة يمكن أن تؤدي إلى الإصابة.
  • ارتفاع درجة الحرارة: نتيجة للعدوى.
  • تعرق غزير: نتيجة للنشاط المفرط للجهاز العصبي.
  • ارتفاع ضغط الدم: بسبب التوتر الناتج عن التشنجات.

طرق العلاج الممكنة لمرض التيتانوس

يعتبر علاج الكزاز عملية طبية طارئة، حيث يتطلب الأمر إدخال المريض إلى المستشفى. تشمل خطوات العلاج:

إدارة الألم إذ في هذه الحالة يتم استخدام مسكنات الألم للتقليل من شدة التشنجات.

كذلك يمكن التحكم في التشنجات عن طريق استخدام الأدوية المهدئة مثل الميكلوبيريدين.

التطعيم الذي يتم من خلال إعطاء جرعة من مصل التتانوس إذا لم يكن المريض ملقحًا.

العناية بالجروح وذلك عبر تطهير الجرح لمنع انتشار البكتيريا.

إضافة إلى الدعم التنفسي إذ في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض إلى جهاز تنفس اصطناعي.

طرق الوقاية

تعتبر الوقاية من مرض الكزاز فعالة من خلال اللقاحات، وهناك عدة طرق للوقاية وهي:

التطعيم: يجب أن يتلقى الأفراد لقاح التتانوس كل 10 سنوات، كما يُنصح بالحصول على جرعة معززة في حالة الإصابة بجروح عميقة.


العناية بالجروح: من المهم تطهير الجروح بشكل صحيح واستخدام مضادات حيوية عند الضرورة.

التثقيف الصحي: من خلال نشر الوعي حول كيفية الإصابة وكيفية الوقاية يمكن أن يقلل من عدد حالات الكزاز.

كيفية التعامل مع الإصابة بمرض الكزاز

في حالة الاشتباه في الإصابة بمرض الكزاز، يجب اتخاذ مجموعة من الخطوات الأساسية، للتعامل مع المرض قبل الوصول إلى مراحل خطرة منه.

وأولى هذه الخطوات تكمن في استشارة طبيب مختص، الذي يمكنه تقييم الحالة بشكل سريع ودقيق.

كذلك يكون من الضروري التبليغ عن الجروح التي من المحتمل أن تسبب في المرض، خصوصا في حال كان الجرح عميقًا أو ملوثًا، لذلك يجب إخبار الطبيب بالتفاصيل.

كما أنه يجب تجنب الإهمال، حتى لو كانت الأعراض خفيفة، ينبغي دائمًا أخذها على محمل الجد.

لماذا قد يؤدي الكزاز إلى الموت؟

مرض الكزاز قد يؤدي إلى الوفاة في حال لم يتم التعامل معه بشكل سريع وفعال، والسبب الرئيسي في ذلك هو التشنجات العضلية الشديدة التي يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية وهي:

  • فشل تنفسي: نتيجة لتقلصات عضلات التنفس.
  • مشاكل قلبية: بسبب تأثير السم على الجهاز العصبي.
  • إصابات ثانوية: مثل الكسور الناتجة عن التشنجات.
  • عدوى: قد تحدث نتيجة للإصابة الأصلية.

لهذا يجب معرفة أن مرض الكزاز هو حالة طبية خطيرة تتطلب اهتماماً عاجلاً، يمكن الوقاية منه بسهولة من خلال اللقاحات والعناية بالجروح.

من الضروري أن يكون الأفراد على دراية بأعراض المرض وكيفية التعامل معه، حيث أن الفحص المبكر والعلاج يمكن أن ينقذا الحياة، والتثقيف والوعي هما أفضل وسيلة للحماية من هذا المرض القاتل.