أعلن لبنان، الجمعة، 20 سبتمبر/أيلول 2024 ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت إلى 14 قتيلاً، فيما كشف مصدر أمني لبناني أن الغارة الإسرائيلية على الضاحية استهدفت لجنة قيادة الرضوان التابعة لحزب الله.
وما زالت عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاذ مستمرة، مع وقوع عشرات الجرحى بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وفق ما أفادت به مصادر لبنانية رسمية.
وفي وقت سابق الجمعة، قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن طائرة حربية إسرائيلية من طراز “F35” شنت غارة على شقة سكنية بمنطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبينما قال الجيش الإسرائيلي، عبر بيان، إنه اغتال في الغارة القيادي العسكري البارز في “حزب الله” إبراهيم عقيل، وقادة كباراً آخرين (لم يسمهم)، لم تنف أو تؤكد أية مصادر لبنانية رسمية أو في “حزب الله” حتى ساعة نشر التقرير.
من جانبها، قالت وزارة الصحة اللبنانية، عبر بيان، إن “عدد شهداء الغارة ارتفع إلى 14”.
وأضافت أن “فرق الإنقاذ العاملة على الأرض تتوقع وجود المزيد من الشهداء الذين قضوا تحت الأنقاض، وسط استمرار عمليات رفعها حتى الساعة”.
وبينما لم تتحدث الوزارة في تحديثها الجديد عن أعداد الجرحى، سبق أن ذكرت في آخر بيان أن عددهم بلغ 66، بينهم 9 حالتهم “حرجة”.
فيما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن المبنى المستهدف في الغارة المكون من 10 طوابق أُصيب بـ4 صواريخ، لافتة إلى الغارة تسببت كذلك بانهيار مبان أخرى مجاورة.
وأضافت أن سيارات الإسعاف تواصل نقل المصابين والقتلى من المنطقة، وبينهم “عدد كبير من الأطفال والنساء، لأن المنطقة المستهدفة “مكتظة بالسكان”.
بينهم أطفال ونساء.. ارتفاع ضحايا هجوم بيروت لـ14 قتيلا وعشرات الجرحى (محدث)
وفق بيان لوزارة الصحة اللبنانية، “تتوقع فرق الإنقاذ العاملة على الأرض وجود المزيد من الشهداء الذين قضوا تحت الأنقاض”
من جانبه، قال مصدر أمني لبناني لقناة الجزيرة القطرية إن الغارة الإسرائيلية على الضاحية استهدفت لجنة قيادة الرضوان التابعة لحزب الله، مشيرا إلى أن أكثر من 20 شخصاً كانوا في الاجتماع المستهدف.
وقال المصدر إن الغارة استهدف اجتماعاً بالطابق الثاني تحت الأرض، وتمت بـ4 صواريخ أدت إلى انهيار المبنى وصولاً للطابق الثاني تحت الأرض.
فيما أشار المصدر الأمني أن مصير القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل غير واضح حتى الآن.
وأشار المصدر إلى أن عدد من قادة قوة الرضوان خرجوا مصابين بعد الغارة التي استهدفتهم.
من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال اجتماع حكومي الجمعة، إن استهداف إسرائيل مرة أخرى للضاحية الجنوبية لبيروت، يثبت مجدداً أنها “لا تقيم وزنا لأي اعتبار إنساني وقانوني وأخلاقي”، واعتبر أنها “ماضية في ما يشبه الإبادة الجماعية”.
يأتي ذلك، فيما قال البيت الأبيض، في بيان الجمعة، إن واشنطن “لم تتلق” إخطاراً مسبقا من إسرائيل بخصوص الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأردف البيت الأبيض: “لا نزال نؤمن بأن الحل الدبلوماسي في الشرق الأوسط أفضل طريق”، ناصحا الأمريكيين بـ”عدم السفر إلى لبنان”.
وهذا الهجوم الثالث الذي تشنه إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لـ”حزب الله” في لبنان، منذ بدء موجة الاشتباكات المتبادلة الحالية قبل قرابة عام.
إذ سبق أن اغتالت إسرائيل في 2 يناير/ كانون الثاني الماضي، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وفي 30 يوليو/ تموز الفائت، اغتالت القيادي البارز في “حزب الله” فؤاد شكر.
ويأتي الهجوم في ظل “موجة جديدة” من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع حزب الله “مرحلة جديدة”.
وتمثلت ملامح هذا التصعيد في تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم.
وتواجه القيادة السياسية في إسرائيل ضغوطا داخلية على خلفية التأخر في إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم بأمان، ما دعاها قبل أيام إلى وضع هذا الأمر على قائمة أهداف الحرب.
فيما يؤكد أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، أن الطريق الوحيد لإعادة مستوطني الشمال؛ وقف الحرب على غزة.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.