الأخبار

بعد تفجيرات الأجهزة اللاسلكية.. الشائعات ترعب اللبنانيين وتخيفهم من انفجار هواتفهم المتنقلة 

بعد تفجيرات واسعة طالت أجهزة اتصالات لاسلكية في لبنان، تزايد الخوف والقلق لدى كثير من اللبنانيين إزاء هواتفهم المحمولة وبطاريات الليثيوم في منازلهم وأصبحوا يبتعدون عنها.

والثلاثاء والأربعاء، قتل 37 شخصاً وأصيب أكثر من 3250 آخرين بينهم أطفال ونساء، إثر موجة تفجيرات ضربت أجهزة اتصال لاسلكية من نوعي “بيجر” و”أيكوم” في لبنان، فيما حمّلت بيروت و”حزب الله” إسرائيل المسؤولية عن الهجوم.

والخميس، 19 سبتمبر/أيلول 2024، كشف أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، عن تلقي الحزب رسائل تفيد بأن هدف إسرائيل من تفجير آلاف من أجهزة الاتصالات في لبنان إجباره على التوقف عن إسناد غزة.

وشدد نصر الله، عبر خطاب متلفز، على أن جبهة لبنان “لن تتوقف قبل توقف الحرب” على القطاع.

وأعرب لبنانيون التقتهم الأناضول في شوارع بالعاصمة بيروت عقب تفجيرات الأجهزة، عن شعورهم بالقلق حتى عند استخدام الهواتف المحمولة، وأصبحوا يخافون من جميع الأجهزة التي تعمل بالبطاريات تقريبا.

خوف من كل الأجهزة

اللبنانية رباب عياش (50 عاماً) قالت: “الناس خائفة من الأجهزة لا سيما الهواتف (..) لا أعتقد أن يحصل انفجار لأن الأجهزة التي انفجرت أتى بها حزب الله مؤخراً إلى لبنان”.

ولفتت عياش، إلى أن “البعض خائف، خاصة أن انفجار أجهزة الاتصال شيء جديد علينا لم نسمع به أو نرَه من قبل”.

وعن توقعها أن تؤدي الأحداث الأخيرة إلى توسيع الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل قالت: “نحن حاليا في حرب وهناك كثيرون سافروا إلى خارج لبنان، فيما من تبقى لديهم أعمال في البلاد”.

شائعات تخيف اللبنانين

من جهتها، قالت اللبنانية رولا نادر (57 عاما): “في البداية انتشرت شائعات بعد التفجيرات أنه من الممكن انفجار بطاريات الليثيوم في المنازل كونها مخترقة لأن الناس لم يكونوا على علم بتفاصيل ما حصل”.

وأضافت لمراسل الأناضول: “عندما علمنا أن المتفجرات كانت موضوعة في الأجهزة عن قصد أصبح الأمر عاديا، وعرفنا أن ذلك شائعات وغير حقيقي”.

وتابعت: “لا أعتقد أن تتوسع الحرب لأن العدو (إسرائيل) لديه مشاكل وغارق بحرب في غزة إضافة إلى مشاكله الداخلية، وجيشه منهك ولا يستطيع فتح جبهة أخرى وموسعة، وهو إضافة إلى حزب الله ليس لديهم مصلحة بحرب واسعة”.

وبشأن المستهدفين بتفجيرات اللاسلكي قال اللبناني محمد دقماق (54 عاما): “هناك خوف كبير لدى بعض الناس ممن يجهلون بشؤون التكنولوجيا، وبعضهم الآخر يعلم أنها لن تكون باتجاه المدنيين لأنه إنسانيا لا يجب أن يحصل”.

وأضاف دقماق وهو سائق تاكسي، لمراسل الأناضول: “تفجيرات الأجهزة كانت محصورة بأشخاص معينين، خاصة وأن حزب الله حصل عليها من الخارج ولا تملكها عامة الناس”.

وتابع: “أشاهد الخوف على وجوه الناس يوميا لدرجة أنني كنت أجلس على الطريق أتحدث عبر الهاتف وأضعه على أذني فقال لي شخص مرّ بجانبي: أبعد الهاتف عن وجهك”.

وبخصوص توقعه توسّع الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” قال دقماق: “لا أعتقد بنشوب حرب شاملة لسبب بسيط وهو أن الجانبين لن يستطيعا تحمل نتائجها”.


تفجير “استثناني”

بدوره، وصف اللبناني محمد عباس (61 عاما) ما حصل بأنه “استثنائي”، مشيرا إلى أن “الناس يستخدمون الهواتف منذ زمن والخوف دائما موجود من الشواحن أو بطارات الأجهزة من الانفجار”.

وأضاف للأناضول: “الذي حصل استثنائي لأن العدو (إسرائيل) زرع متفجرات داخل بطاريات الأجهزة ما تسبب بالتفجيرات”.

وأوضح عباس أنه “من الملاحظ أيضا أنه عندما انفجرت الأجهزة كانت تحتوي على عبوة موجهة عند فتح الرسالة لذلك معظم الإصابات كانت في العيون والأصابع”.

وتابع: “قبل الحدث الكبير في لبنان كنت أضع الهاتف بجانبي دائما، ولكن بعد الانفجارات أصبحت أبعده عني عندما لا أكون بحاجة إليه”.

ووجه عباس نصيحة لمن لديهم أطفال أن “يبعدوهم عن كافة الأجهزة التي تحتوي على بطاريات الليثيوم قدر المستطاع”.

ولفت إلى ابنه الصغير “أصبح لديه خوف” ويسأله أنه “هل يمكن أن ينفجر هذا الهاتف بيدنا؟”.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

ومساء الخميس، أعلن وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت خلال اجتماعه مع قادة عسكريين وأمنيين كبار، بينهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي، أن “الحرب مع حزب الله دخلت مرحلة جديدة فيها فرص كبيرة، لكنها تنطوي أيضا على مخاطر كبيرة”.

وأضاف أن هدف إسرائيل “إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان، ومع مرور الوقت سيدفع حزب الله ثمنا متزايدا”، وفق تعبيره.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.