هاجمت عائلات الأسرى الإسرائيليين مقترح “الخروج الآمن” الذي قدمه منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش إلى الإدارة الأمريكية لإنجاز صفقة تبادل مع حركة “حماس”، ووصفت المقترح بأنه “احتيال وتلاعب رخيص”.
وقالت العائلات في بيان على منصة “إكس” مساء الخميس 19 سبتمبر/أيلول 2024: “اختار هيرش مرة أخرى القيام بعملية تلاعب ساخرة ورخيصة وخاسرة على حساب المختطفين وعائلاتهم وشعب إسرائيل”.
ومساء الخميس قالت هيئة البث العبرية إن إسرائيل قدمت لواشنطن مقترحا جديدا لوقف الحرب على غزة، ينص على إطلاق سراح جميع المختطفين دفعة واحدة، وتأمين خروج رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار من غزة.
وأضافت العائلات: “هذا احتيال هدفه إفشال المبادرة الأمريكية الجديدة لإطلاق سراح المختطفين ووقف الحرب في غزة”.
وتابعت: “بينما تتخلى حكومة (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو عن 101 مختطف في أنفاق الموت التابعة لحماس، يعمل هيرش من وراء ظهر فريق التفاوض لإحباط مبادرة دولية لإعادة جميع المختطفين إلى وطنهم”.
واعتبرت العائلات إن “هذه العملية الاحتيالية تنضم إلى سلسلة طويلة من الخطوات التي نسقها نتنياهو وشركاؤه وتثبت مرة أخرى أن نتنياهو قرر التخلي عن المختطفين”. وقالت: “هذا إفلاس في الأخلاق والقيم لم تشهده الدولة من قبل”.
“خروج آمن”
وقالت هيئة البث الخميس، إن المقترح الإسرائيلي ينص على إطلاق سراح جميع الأسرى دفعةً واحدة، وتوفير “خروج آمن” للسنوار ومن يريد الخروج معه من غزة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين (لم تحدد عددهم)، ونزع سلاح القطاع وتطبيق آلية لإدارته وإنهاء الحرب، على حد زعمها.
الهيئة اشارت إلى أن “منسق شؤون الأسرى والمفقودين جال هيرش، التقى بعائلات المختطفين وأبلغهم بالمقترح الجديد”، دون تحديد موعد الاجتماع.
ونقلت عن هيرش قوله في اجتماعه مع عائلات الأسرى إن “الخطوط العريضة تم تقديمها خلال اجتماعاته الأسبوع الماضي مع المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية”.
وأضافت: “حسب المصادر التي التقت بهيرش، فإن المقترح سُمي صفقة الخروج الآمن”. فيما لم يعلق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أو حركة “حماس” على هذا المقترح على الفور.
وبوساطة مصر وقطر، ودعم الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة، بسبب إصرار نتنياهو على استمرار احتلال ممر نتساريم (يقسّم شمال القطاع عن جنوبه)، ومعبر رفح ومحور فيلادلفي على الحدود مع مصر، بينما تتمسك حماس بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.
وأعلنت حماس مرارا استعدادها لتنفيذ الاتفاق المستند إلى مقترح أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية مايو/ أيار الماضي، وتتهم نتنياهو بالتراجع عنه ومحاولة فرض شروط ومقترحات جديدة، لإطالة الحرب، والبقاء في منصبه.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 أسير فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير إسرائيلي في غزة، بينما أعلنت “حماس” مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية عشوائية.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.