أفادت شبكة إيه بي سي نيوز نقلاً عن مصدر استخباراتي أمريكي مساء الأربعاء 29 سبتمبر/أيلول 2024 بأن إسرائيل كانت لها يد في تصنيع أجهزة البيجر التي انفجرت في أعضاء من حزب الله قبل 3 أيام، مؤكدًا أن مثل هذا الاختراق “خُطِّط له منذ 15 عامًا على الأقل”.
المصدر الاستخباراتي كشف أن التخطيط للهجوم شمل شركات وهمية، عملت مع ضباط الاستخبارات الإسرائيلية، وشركات لم يكن بعضها يعلم لمن يجري تصنيع مثل هذه الأجهزة.
كما أوضح المصدر أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كانت مترددة منذ فترة طويلة في استخدام هذا التكتيك، لأنه يعرض المدنيين لخطر كبير
وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد زُرِع ما يقارب 28 غراماً إلى 56 غراماً من المتفجرات ومفتاح تشغيل في كل جهاز.
الحكومة المجرية تعلق
كما نقلت شبكة “إيه بي سي نيوز” عن المتحدث باسم الحكومة المجرية قوله إن أجهزة “البيجر” لم تكن في المجر مطلقا، وكانت الشركة وسيطة تجارية، وليس لها موقع تصنيع أو تشغيل في المجر.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد كشفت الخميس أن إسرائيل نفذت العملية عبر تفعيل مواد متفجرة كانت قد زُرِعت داخل دفعة جديدة من أجهزة الـ(بيجر) المصنوعة في تايوان والتي استُورِدت إلى لبنان.
الصحيفة أضافت نقلاً عن مسؤولين أميركيين، قالت إنهم مطلعون على العملية، أن زراعة المتفجرات في الأجهزة التي طلبها حزب الله من شركة غولد أبولو (Gold Apollo) في تايوان جرت قبل وصولها إلى لبنان، وكان معظمها من طراز AP924 الخاص بالشركة، بالإضافة إلى ثلاثة طرازات أخرى في الشحنة.
إلى ذلك، استجوب ممثلو الادعاء في تايوان مساء الخميس رئيس ومؤسس شركة أجهزة البيجر ثم أطلق سراحه في وقت لاحق.
رئيس شركة غولد أبوللو ومؤسسها شو تشينج كوانج، ومقرها تايوان، قال إن الشركة لم تصنع الأجهزة المستخدمة في الهجوم بل صنعتها شركة “بي إيه سي”، ومقرها بودابست، والتي لديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية.
في سياق متصل، قال وزير الاقتصاد التايواني الجمعة إن هناك مكونات مستخدمة في صنع البيجر لم تُصنع في تايوان، مضيفًا أن السلطات القضائية تحقق في الأمر.
“مجزرتي الثلاثاء والأربعاء”
وتعليقا على العملية، وصف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الخميس، تفجير أجهزة البيجر والاتصالات اللاسلكية في لبنان بـ”مجزرتي الثلاثاء والأربعاء”، مشدِّدًا على رفض فصل جبهة لبنان عن قطاع غزة.
وقال نصر الله، في كلمة مصورة، إنّ ما حصل من تفجيرات أدت حتى الساعة إلى سقوط 37 شهيداً وجرح أكثر من 3000 شخص، “يستدعي كلاماً وتقييماً وموقفاً”.
كما أشار نصر الله إلى أن “نيّة العدو كانت قتل ما لا يقلّ عن خمسة آلاف إنسان في دقيقتين، وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء، من دون اكتراث لأي خطوط حمراء أو ضوابط أو قوانين، معترفًا بأنه “لا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنية وإنسانية وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان”.