أعلن “حزب الله” شن 17 هجوماً على جنود ومواقع وآليات عسكرية ومستوطنات شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة الخميس 19 سبتمبر/ أيلول 2024، فيما تعرضت مستوطنة المطلة لاندلاع عدد من الحرائق ولأضرار كبيرة في المنازل بفعل الصواريخ المطلقة من جنوب لبنان.
وهذا أكبر عدد هجمات يشنه الحزب ضد إسرائيل منذ 98 يوماً، ورابع أكبر معدل هجمات يومي منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الجانبين قبل نحو عام.
يأتي ذلك في ظل موجة تصعيد جديدة بين إسرائيل و”حزب الله” بعد سلسلة تفجيرات واسعة طالت، الثلاثاء والأربعاء، آلافاً من أجهزة الاتصالات في لبنان، التي يحملها عناصر الحزب بصورة خاصة؛ ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً، وإصابة آلاف، فيما حمّلت بيروت والحزب، تل أبيب المسؤولية عن الهجوم.
من جانبه، قال رئيس مجلس مستوطنة المطلة شمالي إسرائيل ديفيد أزولاي إن الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان نحو المستوطنة، أدت لاندلاع عدد من الحرائق والتسبب في أضرار كبيرة لمنازل بها.
وقال أزولاي، لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إن “الصواريخ التي أطلقها حزب الله على المستوطنة تسببت في عدد من الحرائق وأضرار كبيرة لبعض بالمنازل، بالإضافة إلى إصابة امرأة بجروح طفيفة”.
وبحسب رئيس مجلس المطلة، فإنّ “تعرض المستوطنة لعدد كبير من الصواريخ أدى إلى تأثر كبير في شبكة الاتصالات والكهرباء”.
وتدول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً يظهر انتشار حرائق ضخمة وتصاعد ألسنة الدخان في مستوطنة المطلة الإسرائيلية.
هجمات “حزب الله”
“حزب الله” قال، في سلسلة بيانات نشرها عبر منصة تلغرام، إن هجماته على شمالي إسرائيل شملت “قصف بصليات من صواريخ الكاتيوشا استهدف ثكنات ليمان، وادميت، والشوميرا، وميتات، ومقر قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني”.
وأضاف أنه “استهدف بسربين من المسيرات الانقضاضية مرابض المدفعية في مستوطنة بيت هلل وأماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، إضافة إلى المقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في مستوطنة يعرا”.
وذكر الحزب كذلك أنه “استهدف بأسلحة صاروخية ثكنة زرعيت، وموقع المطلة، والمقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في ثكنة يعرا”.
وتابع أنه “استهدف بقذائف المدفعية ثكنة زرعيت، ومواقع حانيتا، وراميا، والمالكية العسكرية”.
لفت إلى أنه “استهدف بأسلحة مناسبة (لم يحددها) موقع السماقة العسكري، ومباني يستخدمها جنود بمستوطنة المطلة، ونقطة تموضع لجنود في موقع المرج العسكري”.
وأشار الحزب إلى أن غالبية هجماته “أصابت أهدافها بدقة”، وأنها “جاءت دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة، ورداً على اعتداء العدو الإسرائيلي على القرى الصامدة والمنازل الآمنة في جنوب لبنان”.
وفي وقت سابق الخميس، كشف الأمين العام للحزب حسن نصرالله، أن رسائل وصلت إلى حزبه عبر قنوات رسمية وغير رسمية الثلاثاء تفيد بأن الهدف من تفجيرات أجهزة الاتصالات وقف جبهة لبنان عن إسناد قطاع غزة، الذي يواجه حربا إسرائيلية مستمرة أوشكت على دخول عامها الثاني.
وفي هذا الصدد، شدد نصرالله، عبر خطاب متلفز، على أن “جبهة لبنان لن تتوقف قبل توقف الحرب على غزة”.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
فيما يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقادة الجيش لضغوط داخلية كبيرة لإعادة مستوطني الشمال إلى مناطقهم التي نزحوا منها مع بدء الحرب مع “حزب الله”، ليقوم المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر “كابينيت” مؤخرا بوضع “إعادة مستوطني الشمال” ضمن أهداف الحرب الحالية.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.