قال الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إنهما منفتحان على الحلول السلمية للحرب المستمرة منذ أكثر من 17 شهراً، وذلك رداً على دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن للطرفين المتحاربين للانخراط مجدداً في محادثات، فيما قالت الأمم المتحدة إنَّ أرواح مئات آلاف الأشخاص في الفاشر مهددة جراء القتال الدائر في المدينة الواقعة في غرب السودان.
الحكومة منفتحة على مفاوضات وقف إطلاق النار
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قال إن الحكومة تظل “منفتحة أمام كافة الجهود البناءة الرامية إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة” وأضاف في بيان: “اطلعنا على البيان الذي أصدره الرئيس الأمريكي، بشأن الوضع في السودان. وبالنيابة عن الحكومة السودانية والشعب السوداني، أرحب بتعبير الرئيس بايدن عن قلقه”.
وتابع: “أقدر دعم الولايات المتحدة للجهود الإنسانية داخل السودان وفي الدول المجاورة؛ ونحن نشاركه قلقه البالغ إزاء التكلفة البشرية للصراع الدائر، والذي جلب آلامًا ومصاعب لا حصر لها لشعب السودان” .
كما أشار البرهان إلى أن الحكومة السودانية تظل “مصممة وملتزمة تماماً بإنهاء معاناة المواطنين، وأردف: “نحن عازمون على بذل جهودنا الرامية إلى إنهاء الصراع الحالي بشكل سريع وحاسم وضمان استعادة السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد”.
كما أكد أن هدفهم “ليس مجرد إنهاء العنف، بل القيام بذلك بطريقة تضع الأساس لسلام مستدام، سلام يعالج الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار ويعزز الوحدة والمصالحة على المدى الطويل بين جميع السودانيين”.
وأشار إلى أن “الهجمات الممنهجة لقوات الدعم السريع على (مدينة) الفاشر (غرب)، لا تعكس سوى جزء بسيط من الفظائع التي ارتكبتها هذه الميليشيا الإجرامية”.
وشدد البرهان على ضرورة إدانة هذه الجرائم، ومحاسبة الدول التي تواصل دعم وتمكين السلوك المدمر للميليشيات (الدعم السريع)” دون تسميتها.
الدعم السريع مستعد لوقف إطلاق النار
وفي وقت لاحق، حذا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حذوه معبرًا عن الموقف نفسه في وقت مبكر من اليوم الخميس. وقال دقلو على منصة إكس “نجدد التزامنا بمفاوضات وقف إطلاق النار. إذ إننا نؤمن بأن طريق السلام يكمن في الحوار، وليس في العنف العشوائي، وسنواصل الانخراط في عمليات السلام لضمان مستقبل خال من الخوف والمعاناة لجميع المدنيين السودانيين”.
أشار دقلو إلى أن “الحرب كانت خياراً فقط للقوى التي عطلت التسوية السياسية التي كان من الممكن أن تمنع هذه الكارثة”.
وأكد قائد قوات الدعم السريع أن قواته عملت جادَّة لإعادة الحكم المدني وإنهاء الصراع، وشاركت في مفاوضات برعاية الولايات المتحدة، والسعودية، والإمارات في جدة والبحرين. كما أنه انتقد غياب القوات المسلحة عن هذه المفاوضات، مما أشار إلى سيطرة النظام القديم على الجيش.
ويُشار إلى أن الرجلين تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن عدم إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 12 ألف شخص منذ بدايته في أبريل /نيسان 2023، واتهم كل منهما الآخر بارتكاب انتهاكات. ولم يحددا خطوات معينة للتوصل إلى حل سلمي.
الأمم المتحدة تحذر
وجددت الأمم المتحدة تحذيراتها بعد المعارك العنيفة في الفاشر يوم السبت الماضي، حيث تشن قوات الدعم السريع هجومًا دموياً للسيطرة على المدينة الواقعة جنوبي غرب البلاد، إذ تعتبر الفاشر المدينة الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم أنها تحاصرها منذ أيار/مايو.
وقالت مارثا بوبي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، أمام مجلس الأمن الدولي إنَّ “مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن مخاطر عنف جماعي” ، ثم أضافت أن “المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرض للخطر هذه الفئات الهشة أصلاً، بما في ذلك العديد من النازحين الذين يعيشون في مخيّمات ضخمة قرب الفاشر”.
ويُشار إلى أن الصراع تفجر عندما تحولت المنافسة بين الجيش وقوات الدعم السريع، اللذين تقاسما السلطة في وقت سابق بعد قيامهما بانقلاب، إلى حرب مفتوحة.
وفي 14 أغسطس/آب الماضي بدأت الولايات المتحدة مناقشات في سويسرا لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية والتوصل لوقف لإطلاق النار بالسودان.
وانتهت المحادثات بعد حوالي عشرة أيام دون التوصل لاتفاق على وقف لإطلاق النار، لكنّ الطرفان المتحاربان التزما بضمان وصول آمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر ممرين رئيسيين.