دعا 27 وزيرًا ونائبًا في الكنيست الإسرائيلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تنفيذ “خطة الجنرالات” التي تعتبر شمال قطاع غزة “منطقة عسكرية مغلقة” وتتضمن إخلاءه من الفلسطينيين، وفق إعلام إسرائيلي الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول 2024.
و”خطة الجنرالات” أعدها قادة وضباط سابقون بجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتقضي بتهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة، ثم محاصرته وإبقاء المقاتلين أمام خيار الاستسلام أو الموت.
“شمال غزة منطقة عسكرية”
تم الكشف عن الخطة مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، وكُتبت بمبادرة من اللواء غيؤرا آيلاند، الرئيس السابق لقسم العمليات في الجيش، بدعم من عشرات الضباط ونشرها منتدى القادة وضباط الاحتياط.
قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن 27 من أعضاء الكنيست ووزراء بالائتلاف الحكومي كتبوا رسالة إلى رئيس الوزراء.
وأوضحت أنهم طلبوا عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت” وتبني “خطة الجنرالات” التي تشمل إخلاء شمال غزة وحجب المساعدات الإنسانية عنه، وإعلانه منطقة عسكرية مغلقة.
وبادر عضو الكنيست من حزب “الليكود” (يمين- بزعامة نتنياهو) أفيحاي بوارون إلى كتابة الرسالة وجمع توقيعات عليها، حسب الصحيفة.
تفاصيل الخطة الإسرائيلية بشأن شمال غزة
فيما قال موقعو الرسالة التي تم تسليمها الاثنين إن “قرار مجلس الوزراء مؤخرًا بشأن الوجود الدائم لجنودنا (استمرار الاحتلال) على محور فيلادلفيا (جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر) يتطلب استكمالا استراتيجيا لمزيد من العمل”.
واعتبروا أن الاستكمال يتجسد في “السيطرة على المساعدات الإنسانية التي توزعها حركة حماس حاليا وتمنحها سيطرة كاملة على السكان”، على حد زعمهم.
وتابعوا: “في الأيام الأخيرة، تم وضع خطة الجنرالات على الطاولة للمساعدة في هزيمة حماس وتتضمن مراحل، أولا، إجلاء (تهجير) السكان المتبقين من شمال قطاع غزة إلى الجنوب، أي جنوب ممر نتساريم (وسط)”.
و”ثانيا، فرض حصار على المنطقة التي تم إخلاء المدنيين منها، وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة”، وفق الموقعين على الرسالة.
وأردفوا: “وثالثا، منع وصول الإمدادات (المساعدات الإنسانية) إلى المنطقة، لحين تطهيرها وإخضاع المسلحين المتبقين فيها، مع ممارسة ضغط عسكري شديد، ورابعا، بعد تنفيذ الخطة، يمكن تنفيذها في أجزاء أخرى من قطاع غزة”.
وحتى الساعة 11:40 (ت.غ) لم يتوفر تعقيب من مكتب نتنياهو بشأن هذه الرسالة ولا “خطة الجنرالات”.
حسب تلك الخطة، فإن المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم بالكامل، أي مدينة غزة وجميع أحيائها، ستصبح منطقة عسكرية مغلقة.
وكتب معدوها: “جميع السكان في المنطقة، والذين يقدر الجيش عددهم بنحو 300 ألف شخص، سيضطرون إلى المغادرة فورا عبر ممرات آمنة للجيش”.
وأضافوا: “وبعد أسبوع مهلة لإخلاء (تهجير) السكان، سيتم فرض حصار عسكري كامل على المنطقة؛ مما سيترك المسلحين (المقاومة) في مدينة غزة أمام خيار الاستسلام أو الموت”.
وقدم منتدى القادة وضباط الاحتياط (ينتمي إليه جنرالات متقاعدون) الخطة إلى أعضاء “الكابينت” وكبار وزراء الحكومة مطلع سبتمبر الجاري.
يعوق نتنياهو إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، عبر إصراره على استمرار احتلال ممر نتساريم ومعبر رفح ومحور فيلادلفيا، وهو ما ترفضه حماس.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.