قالت القناة 12 الإسرائيلية، الإثنين 16 سبتمبر/أيلول 2024، إن الجيش مقتنع بأن الحكومة تجاوزت نقطة اللاعودة للتصعيد في الشمال ضد حزب الله، وأن التسوية السياسية للأوضاع هناك لم تعد ممكنة، في حين اقترح قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال فكرة إقامة منطقة عازلة إسرائيلية في لبنان.
القناة الإسرائيلية أوضحت أن الجيش يسعى لتجنب ما حدث في قطاع غزة، بوضع أهداف واضحة لأي عملية عسكرية في الشمال، مبينة أن الأهداف التي يعمل عليها الجيش هي إعادة السكان وتعزيز القوات وإبعاد حزب الله عن الحدود.
وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين، الإثنين، أنه لا يمكن إعادة سكان الشمال إلى منازلهم دون “تغيير جوهري” في الوضع الأمني، في إشارة إلى تصعيد محتمل ضد “حزب الله”.
ووصل هوكستين إلى إسرائيل، الإثنين، والتقى وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت الذي أكد أن “الطريقة الوحيدة لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم هي العمل العسكري (ضد حزب الله)”.
منطقة عازلة
في سياق متصل، اقترح قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، اللواء أوري غوردين، في اجتماعات خاصة مؤخرا، تفويض جيش الاحتلال بإنشاء منطقة عازلة أمنية تحت السيطرة الإسرائيلية في جنوب لبنان، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة على المناقشات لصحيفة “يسرائيل هيوم” .
وقال غوردين “إن الظروف الحالية مواتية للجيش الإسرائيلي لتنفيذ مثل هذه الخطوة بسرعة” زاعماً أن العديد من أعضاء وحدة رضوان، (وهي الوحدة النخبوية التابعة لحزب الله والتي كانت متمركزة في السابق بالقرب من السياج الحدودي، إما قُتلوا خلال الأشهر الأحد عشرة الماضية من الصراع أو تراجعوا شمالاً”.
وعلاوة على ذلك، شهدت المنطقة نزوحاً كبيراً للمدنيين من قرى جنوب لبنان، ومن شأن هذا الانخفاض الكبير في الوجود المدني أن يسمح لقوات الدفاع الإسرائيلية بتنفيذ المناورة المقترحة بكفاءة وسرعة أكبر، وفقا للصحيفة.
وتابعت الصحيفة:” إن الأهداف الأساسية لهذه الاستراتيجية تتلخص في تحييد التهديد ودفع قوات حزب الله إلى التراجع، وبالتالي حماية المجتمعات الإسرائيلية الشمالية”.
كما تهدف الاستراتيجية بحسب الصحيفة “إلى خلق نفوذ للتفاوض على تسوية دائمة، حيث من المرجح أن يكون لدى حزب الله الدافع للتوصل إلى اتفاق يحثُّ الجيش الإسرائيلي على الانسحاب”.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر “الخط الأزرق” الفاصل، خلّف مئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء حرب مدمرة تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على غزة منذ 7 أكتوبر، ما أسفر عن أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.