استشهد 26 فلسطينياً على الأقل، بينهم 6 أطفال في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من قطاع غزة منذ صباح السبت 14 سبتمبر/أيلول 2024، فيما حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من كارثة إنسانية تواجه 2 مليون نازح فلسطيني في مناطق مختلفة من القطاع مع حلول فصل الشتاء.
جاء ذلك في بيان إحصائي يومي صدر عن المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بغزة محمود بصل، قال فيه إن 26 فلسطينيا استشهدوا بغارات إسرائيلية في مناطق مختلفة من القطاع.
وفي تفصيله لأعداد الشهداء، قال بصل، إن فلسطينيين اثنين استشهدا “نتيجة قصف إسرائيلي مدفعي على بلدة بيت حانون، شمالي قطاع غزة”.
وأما في مدينة غزة، فاستشهد 21 فلسطينياً في 3 غارات متفرقة، استهدفت الأولى منزلا يعود لعائلة “بستان” في حي التفاح (شرق) ما أسفر عن استشهد 11 فلسطينياً بينهم 4 أطفال و3 سيدات.
أما الغارة الثانية، فاستهدفت مدرسة “شهداء الزيتون” بحي الزيتون (جنوب شرق) وأسفرت عن استشهاد 5 فلسطينيين بينهم طفلان وسيدة.
فيما قتلت الغارة الثالثة، التي كانت قريبة من مدرسة دار الأرقم (شمال غرب)، نحو 5 فلسطينيين، دون ذكر الهدف.
وفي المحافظة الوسطى، أوضح بصل، أن فلسطينيين على الأقل استشهدا بقصف إسرائيلي.
وقال عن ذلك: “شهيدان نتيجة قصف إسرائيلي على منزل في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وشهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على منزل يعود لعائلة شيحة شمال مخيم النصيرات (دون تحديد عددهم)”.
وفي محافظة خان يونس (جنوب)، أوضح بصل، أن فلسطينيا استشهدا نتيجة قصف إسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين في منطقة العطار (غرب).
يأتي ذلك فيما حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مساء السبت، من كارثة إنسانية تواجه 2 مليون نازح فلسطيني في مناطق مختلفة من القطاع مع حلول فصل الشتاء.
منخفض متوقع
وأطلق المكتب الحكومي، في بيان، نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ واقع النازحين مع دخول فصل الشتاء.
وقال إن “74 بالمئة من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية”.
وأفادت تلك الفرق، بحسب المكتب الحكومي، “بوجود 100 ألف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهترائها”.
واستكمل البيان قائلاً، إن تلك الخيام “مصنوعة من الخشب والنايلون والقماش، واهترأت مع حرارة الشمس وظروف المناخ في غزة، وخرجت عن الخدمة بشكل كامل، بعد مرور 11 شهراً متواصلاً من النزوح وهذه الظروف غير الإنسانية”.
وحذر من “كارثة إنسانية حقيقية مع دخول فصل الشتاء ما ينذر بأن يصبح 2 مليون إنسان بلا مأوى”.
وأشار البيان، إلى أن إغلاق إسرائيل للمعابر منع إدخال “قرابة ربع مليون خيمة وكرفان إلى قطاع غزة في ظل هذا الواقع المرير”، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي، المجتمع الدولي والدول والمنظمات الدولية والأممية والعربية لتقديم الإغاثة الفورية لـ2 مليون نازح “هم بأمس الحاجة إلى مأوى مناسب يقيهم برد الشتاء وحرارة الصيف، من خلال الضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني بغزة”.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح المتكرر، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل فيها.
ويضطر 2 مليون نازح من أصل 2.3 مليون نسمة (إجمالي السكان)، خلال نزوحهم إلى اللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم أو معارفهم، أو إقامة خيام في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.