الأخبار

كل ما تريد معرفته عن قصف إسرائيل لمواقع عسكرية داخل سوريا؟

في حوالي الساعة 23:20 مساء الأحد، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد 8 سبتمبر/أيلول 2024، غارات عنيفة استهدفت مواقع عسكرية لقوات النظام السوري في ريف حماة الغربي بالمنطقة الوسطى حيث يتمركز ضمنها عسكريون من الحرس الثوري الإيراني، وخبراء لتطوير الأسلحة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان و وكالة الأنباء السورية سانا.


ماذا حدث؟

شن الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على منطقة مصياف بريف حماة الجنوبي الغربي بسوريا، راح ضحيتها 25 شخصا، وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في بلاغ له اليوم، أن الضحايا يتوزعون كالآتي: 25 شخصاً، هم 5 مدنيين، و4 من قوات النظام و2 من حزب الله اللبناني من الجنسية السورية و11 من السوريين العاملين مع الميليشيات الإيرانية، و3 مجهولي الهوية، بالإضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 32 آخرين.

وقال المرصد، إن 13 انفجاراً عنيفاً توزعوا في كل من منطقة البحوث العلمية بمصياف غربي حماة، كما سقط صاروخان إسرائيليان في موقعين بمنطقة الزاوي بريف مصياف، مما أدى إلى اشتعال النيران فيهما. كما استهدفت الصواريخ الإسرائيلية موقعاً على طريق مصياف وادي العيون، وموقعاً آخر بمنطقة حير عباس، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى المواقع المستهدفة لنقل الجرحى، وفقاً للمرصد. كما سقط صاروخ دفاعٍ جويٍ بضاحية المجد في طرطوس، مما أسفر عن أضرار مادية في الموقع.


لماذا شن الاحتلال الإسرائيلي تلك الغارات؟

نقلت القناة الإسرائيلية الرسمية -صباح اليوم الاثنين- عن مصادر أن “سلاح الجو شن الليلة الماضية وفجر اليوم 5 غارات على مواقع داخل سوريا”، مضيفة أن “المواقع المستهدفة بسوريا بينها مركز لتطوير أسلحة دمار شامل في مصياف بحماة”.

وتأتي تلك الضربات لتكون من “بين الأشد” على سوريا، وفقاً المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي قال إن 13 انفجاراً عنيفاً توزعوا في كل من منطقة البحوث العلمية وبالنسبة لمركز البحوث العلمية،

وقد ذكر المرصد أن مركز البحوث العلمية لا علاقة له بالأسلحة الكيميائية ومنذ 6 سنوات يتواجد فيه ضباط من “الحرس الثوري” الإيراني في إطار تطوير صواريخ دقيقة قصيرة ومتوسطة المدى، وخلال العام الجاري دخل عليه خط تطوير المسيّرات.

وأسفرت الغارات عن تدمير عدد من المباني والمراكز العسكرية، واندلاع حرائق في المناطق الحراجية على طريق مصياف وادي العيون ومنطقة حير العباس. كما سقطت بعض صواريخ الدفاعات الجوية في مناطق سكنية، ما أدى إلى أضرار مادية في القرى والمزارع المأهولة، بما في ذلك قرية سمكة التابعة لناحية خربة المعزة بريف طرطوس وضاحية المجد.


كيف رد النظام السوري؟

من جهتها قالت وزارة الإعلام التابعة للنظام السوري إن الدفاعات الجوية تصدت “لعدوان استهدف نقاطا عدة في المنطقة الوسطى من البلاد”، بينما قالت وسائل إعلام رسمية سورية إن إسرائيل شنت نحو 15 غارة على المنطقة الوسطى.

بينما أدانت الخارجية الإيرانية الهجوم الذي استهدف الأراضي السورية، وقالت إن “جرائم إسرائيل لا تقتصر على فلسطين”. ولم تؤكد الخارجية أن ما تم استهدافه هو مركز مرتبط بإيران في سوريا، مشيرة إلى أن محاولات إسرائيل ربط أي حدث في الأراضي المحتلة الفلسطينية بإيران هي محاولات للهروب من الحقيقة. بل وقالت طهران إن الوقت حان لكي يتراجع داعمو إسرائيل عن تسليحها.


لماذا يكثف الاحتلال ضرباته على سوريا منذ بدء الحرب في غزة؟

منذ عام 2011، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية على سوريا في إطار ما تقول إنه حملة لمنع إيران من ترسيخ وجودها العسكري هناك، في حين توعدت السلطات السورية بالرد مراراً دون تنفيذ ذلك على أرض الواقع، لكن نادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات.

لكن بعد شن الاحتلال حربه على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الماضي، صعد الاحتلال غاراته على ما يصفه بأهداف مرتبطة بإيران في سوريا، واستهدف أيضا الدفاعات الجوية للجيش السوري وبعض القوات السورية.

فقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ مطلع العام 2024، 64 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 47 منها جوية و 17 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 140 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

و في أبريل/نيسان الماضي، استهدفت إحدى الغارات الإسرائيلية القنصلية الإيرانية في دمشق، مما أسفر عن مقتل مستشارين عسكريين إيرانيين. مما دفع طهران للرد على هذا الهجوم بضربات غير مسبوقة استهدفت إسرائيل، كان في حينها خطوة لتصعيد خطير للوضع الإقليمي.

وفي 19 يونيو/حزيران، شنت إسرائيل غارة أخرى أسفرت عن مقتل ضابط في الجيش السوري، حيث استهدفت موقعين عسكريين في المنطقة نفسها. من الجدير بالذكر أن إسرائيل نادراً ما تصدر تعليقات رسمية حول الضربات التي تُنسب إليها، وتبقي على سياسة الصمت بشأن هذه العمليات.

وفي أواخر العام الماضي، قُتل أحد أبرز القياديين الإيرانيين في سوريا، سيد رضا موسوي، جراء قصف إسرائيلي استهدف مزرعة كان يقيم فيها في منطقة السيدة زينب. ووصفت وسائل إعلام إيرانية موسوي بأنه أحد كبار مستشاري الحرس الثوري في سوريا.

على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري بأن طائرة شحن عسكرية أمريكية هبطت ليل أمس الأحد في قاعدة “خراب الجير” في ريف رميلان شمال الحسكة، قادمة من الأراضي العراقية، وكانت محملة بمعدات عسكرية ولوجستية وجنود. تزامن ذلك مع تحليق مكثف للطائرات المروحية والمسيرة التابعة للقوات الأمريكية في أجواء المنطقة. وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز التحصينات العسكرية للقواعد الأمريكية تحسبًا لهجمات إيرانية محتملة رداً على اغتيال اسماعيل هنية في طهران.

وفي الخامس من سبتمبر /أيلول الجاري، شهدت القاعدة نفسها هبوط طائرة شحن أمريكية أخرى محملة بمعدات عسكرية ولوجستية، بالتزامن مع تحليق الطائرات المسيرة والمروحيات الأمريكية في المنطقة.