بثت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الجمعة 6 سبتمبر/أيلول 2024، فيديو مسجلًا للأسير الإسرائيلي القتيل ألموغ ساروسي، الذي أعلن جيش الاحتلال انتشال جثمانه مع جثامين 5 أسرى آخرين من رفح السبت الماضي.
ونشرت “كتائب القسام” على قناتها بمنصة “تلغرام” الفيديو للأسير القتيل دون ذكر تاريخ التسجيل، حيث أكد ساروسي أن “الاستهدافات الإسرائيلية كانت تهدف لقتلي أنا والمخطوفين الآخرين”.
وتابع ساروسي: “حكومة إسرائيل وجيشها والأجهزة الأمنية فشلت في 7 من أكتوبر وأهملتنا، بعدما طلبنا المساعدة منهم وقالوا لنا ساعدوا أنفسكم ولا يوجد أحد لإنقاذكم، وهذا أدى إلى أسرنا”.
وزاد: “استمريتم بالفشل في الفترة الأخيرة في عمليات تحرير فاشلة وكاذبة في عمليات الاجتياح البري لغزة محاولات كانت ستؤدي إلى قتلي”.
وفي الرسالة قال ساروسي: “أعيدونا إلى بيوتنا فحياتنا وحياة الشعب ليست عبثًا، وأنتم يا شعب إسرائيل كونوا أقوياء واخرجوا إلى الشوارع وتظاهروا”.
واختتمت القسام الفيديو بالإشارة إلى أنه بالضغط العسكري لن يحقق الإسرائيليون إلا “الموت والفشل”، وللتأكيد على أنه بصفقة التبادل تتحقق “الحرية والحياة”.
والخميس بثت “كتائب القسام” فيديو مسجلاً للأسير الإسرائيلي الأمريكي المحتجز لديها هيرش غولدبرغ بولن، ناشد فيه قبل مقتله الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، لوقف الحرب على قطاع غزة وإعادته إلى منزله بإبرام صفقة تبادل.
ويعتبر بولن أحد الأسرى المحتجزين الذين قتلوا في قطاع غزة بغارات إسرائيلية على القطاع، واستعاد الجيش الإسرائيلي جثته، وفق ما أعلن في مطلع سبتمبر/أيلول الجاري.
ومنذ الأحد، تصاعد الغضب والاحتجاجات في إسرائيل، لا سيما بين أهالي الأسرى، عقب إعلان الجيش إعادة 6 جثث من نفق بمدينة رفح لأسرى قالت وسائل إعلام عبرية إن أسماء 3 منهم على الأقل وردت ضمن صفقة كان يجرى الإعداد لها قبل شهرين، قبل أن يضيف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شروطا جديدة أعاقت تنفيذها.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 أسير فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير إسرائيلي في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.
ويأتي المقطع المصور بعد أيام من إعلان الجيش الإسرائيلي عثوره على 6 جثث لأسرى داخل نفق بمدينة رفح جنوبي القطاع، قالت حركة حماس إنهم قتلوا بنيران إسرائيلية.
ويتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، نتنياهو منذ أشهر بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.
ووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وعدم الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا وسط وجنوب القطاع، بينما تتمسك حماس بإنهاء الحرب وعودة النازحين والانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع.
وبوساطة مصر وقطر، ودعم الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل أسرى.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربًا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.