الأخبار

غانتس يهاجم نتنياهو: لا يريد إعادة الأسرى الإسرائيليين أحياء، ومحور فيلادلفيا لا يشكل تهديداً وجودياً 

أكد رئيس حزب “معسكر الدولة” الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، الثلاثاء، 3 سبتمبر/أيلول 2024، أن محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر “لا يشكل تهديداً وجودياً” لإسرائيل كما يدعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأن الأخير “لن يعيد الأسرى أحياء” من قطاع غزة.

حديث غانتس، الوزير المستقيل من مجلس الحرب، أدلى به خلال مؤتمر صحفي مشترك رفقة زميله المستقيل أيضاً من مجلس الحرب رئيس الأركان الأسبق غادي أيزنكوت، وفق وسائل إعلام عبرية.

وخُصص المؤتمر لدحض مزاعم نتنياهو حول محور فيلادلفيا، والذي يتذرع به لإحباط إبرام اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقال غانتس: “بعض الحجج التي قدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس كانت غير منطقية”.

والاثنين، زعم نتنياهو في مؤتمر صحفي أن تحقيق أهداف الحرب في غزة “يمر عبر محور فيلادلفيا”، وشدد على أن الجيش لن ينسحب منه “على الإطلاق”.

وأضاف غانتس: “نتنياهو لم يقل الحقيقة، حيث لن يعيد المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) أحياءً، ولن يعيد (النازحين) سكان الشمال (بالقرب من حدود لبنان) إلى منازلهم، ولن يمنع إيران من الحصول على السلاح النووي”.

وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 أسير فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير في غزة، بينما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى في غارات إسرائيلية عشوائية.

واستعرض غانتس شهادته عن الفترة التي كان فيها عضوا بمجلس الحرب، الذي تأسس مع اندلاعها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانسحب منه في يونيو/حزيران المنصرم.

وقال إن “نتنياهو قيَّد بشكل ممنهج القدرة على المضي قدماً في صفقات لإطلاق سراح المختطفين، وعندما طلبنا توسيع الضغط العسكري على خان يونس ورفح (جنوبي قطاع غزة)، تردد وأوقف العملية”.

واعتبر أن “هذا ليس مفاجئاً؛ فنتنياهو منشغل بالبقاء السياسي، ويضر بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، بينما تتقدم إيران نحو الأسلحة النووية”.

ومنذ أشهر، يتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.

ويهدد وزراء اليمين المتطرف، وبينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.

وشدد غانتس على أن “محور فيلادلفيا لا يشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل.. يمكننا الانسحاب منه والعودة متى أردنا”.

وزاد بقوله: “السيطرة على المحور مهمة ضد التهريب، لكن نتنياهو يعلم أن أبراج المراقبة وحدها تجعل جنودنا مثل البط في ميدان الرماية ولا تغلق الأنفاق”.

واستطرد: “نتنياهو يعلم أن هناك خطة تروج لها المؤسسة الأمنية لسد الأنفاق تحت الأرض، وهو الحل الحقيقي للمحور”.

واستدرك: “لكن نتنياهو لا يدفع نحو تنفيذ هذه الخطة أمنياً وسياسياً، ولا يلتقي بالرئيس المصري (عبد الفتاح) السيسي”.

و”قبل أشهر فقط قال نتنياهو إنه بعد تدمير كتائب حماس في رفح سنحقق النصر الكامل (وهو ما لم يحدث). القصة ليست فيلادلفيا، بل عدم اتخاذ القرارات الاستراتيجية”، وفق غانتس.

وبوساطة مصر وقطر، ودعم الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحركة حماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.

وأحد أبرز نقاط الخلاف الراهنة هو تمسك نتنياهو ببقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، بينما تصر حماس على انسحابه بشكل كامل من قطاع غزة.

أسوأ حالات إسرائيل

ومهاجماً نتنياهو، قلل عضو الكنيست (البرلمان) غادي أيزنكوت من أهمية الاحتفاظ بالمحور قائلاً إن “موقع إسرائيل الاستراتيجي لن يرتفع وينخفض على محور فيلادلفيا”.

واعتبر أنه خلال ولاية نتنياهو الحالية منذ ديسمبر/ كانون الأول 2022 “تم نسيان التهديد الإيراني، الذي ذكره هو نفسه في الكنيست باعتباره الهدف الرئيسي، وتم إهماله”.

وأضاف أيزنكوت، الذي ُقتل ابنه وابن شقيقته خلال الاجتياح البري المتواصل لغزة، أن “إسرائيل في أسوأ حالاتها منذ قيامها (عام 1948 على أراض فلسطينية محتلة)”.

وتابع: “ولم نحقق بعد أياً من أهداف الحرب المحددة”، في إشارة إلى القضاء على قدرات حماس وإعادة الأسرى.

وتطرق أيزنكوت إلى التوتر بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بقوله إن “رئيس الوزراء ينزع الشرعية عن وزير الدفاع وقادة الجيش”.

ومن حين إلى آخر، يوجه غالانت انتقادات حادة لنتنياهو، مع اتهامات بتفضيل منصبه السياسي على إعادة الأسرى من غزة.

رد نتنياهو

من جانبه، رد مكتب نتنياهو على انتقادات غانتس بقوله، عبر بيان، إن “الواقع يتحدث عن نفسه. منذ استقالة غانتس وحزبه من الحكومة، تخلصت إسرائيل من رئيس أركان حماس”.

وتزعم تل أبيب أنها قتلت محمد الضيف قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، وهو ما نفته الحركة.

وتابع: “كما تخلصت إسرائيل من رئيس أركان حزب الله (اغتالت فؤاد شكر في 30 يوليو/ تموز الماضي)، وهاجمت الحوثيين، واستولت على محور فيلادلفيا، خط أنابيب تسليح حماس”.

كذلك “نفذت إسرائيل (في 25 أغسطس/ آب الجاري) ضربة استباقية ضد حزب الله أحبطت خطته ودمرت آلاف الصواريخ”، حسب ادعاء البيان.

​​​​​​​وأضاف مكتب نتنياهو أن “مَن لا يساهم في النصر وعودة مختطفينا، فالأجدر به عدم التدخل”.

ومنذ أشهر، يتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.

ويهدد وزراء اليمين المتطرف، وبينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حرباً على غزة، خلَّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.