الأخبار

أسير إسرائيلي في تسجيلٍ قبل مقتله بغزة: حكومتنا تحاول قتلنا الواحد تلو الآخر

قال الأسير الإسرائيلي أوري دانينو الذي انتشلت قوات الاحتلال جثته مؤخراً من قطاع غزة إن حكومة بنيامين نتنياهو ومجلس الحرب المصغر فشلوا في حماية الإسرائيليين يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وأضاف دانينو في مقطع بثته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” الثلاثاء 3 سبتمبر/ أيلول 2024، أنه من مدينة القدس وأنه واحد ممن تم أسرهم خلال تواجدهم في حفل نوفا الموسيقي خلال عملية “طوفان الأقصى”.

وخاطب الأسير نتنياهو ومجلس حربه قائلاً: “أين كنتم عندما أطلق النار عليّ وعندما لم نعرف أين نهرب؟ أين كنتم عندما كنا وحدنا؟”.

ووجه دانينو قبل مقتله رسالة إلى الإسرائيليين دعاهم فيها إلى عدم إهمالهم وفعل كل شيء من أجل إعادتهم لبيوتهم أحياء عبر صفقة تبادل.

وأكد الأسير الذي عاد إلى إسرائيل جثة هامدة، أنه يعيش ظروفاً صعبة جداً في الأسر، مؤكدا عدم وجود طعام ولا مياه ولا كهرباء، وأن القصف الإسرائيلي لا يتوقف.

وتضمن الفيديو رسالة من أبو عبيدة الناطق باسم القسام قال فيها “نؤكد أن الثمن الذي كنا سنأخذه مقابل خمسة أو عشرة أسرى أحياء هو نفسه الذي سنأخذه مقابل كافة الأسرى لو لم تقتلهم نيران العدو”.

6 جثث إسرائيليين

وتواصل القسام نشر مقاطع مصورة للأسرى الستة الذين أعلن جيش الاحتلال انتشال جثثهم قبل إيام مما أثار موجة احتجاجات عارمة في إسرائيل.

حيث بثت كتائب القسام الاثنين 2 سبتمبر/ أيلول 2024، رسالة لأسيرة قتيلة كانت ضمن الـ 6 أسرى محتجزين استعاد جيش الاحتلال جثامينهم السبت الماضي من نفق بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة

وقالت الأسيرة القتيلة عيدان يروشلمي -التي تنحدر من تل أبيب- إنه تم اعتقالها من الحفل الموسيقي في ريعيم في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وناشدت يروشلمي (24 عامًا) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته بفعل كل ما هو لازم للإفراج عنها من خلال صفقة تبادل.

وتطرقت إلى صفقة التبادل التي أبرمها نتنياهو لإخراج الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط والتي خرج بموجبها أكثر من 1000 أسير فلسطيني.

وتساءلت قائلة “حالياً يطلبون أقل من الربع على كل شخص منا، فهل أنا أساوي أقل؟”، مجددة حديثها حول سبب وجودها في الأسر في ظل قصف لا يتوقف وخوف من الموت.

وأشارت إلى أنها مواطنة من دولة إسرائيل، ونبهت إلى حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى الإسرائيليون في غزة مطالبة في الوقت نفسه بالعودة إلى بيتها وعائلتها.

وناشدت الإسرائيليين بالنزول إلى الشوارع للضغط على نتنياهو حتى يصل إلى صفقة يعود الأسرى بموجبها إلى بيوتهم، كما توجهت برسالة عاطفية إلى عائلتها.

وجاء نشر هذه الصور بعد كلمة مطولة لنتنياهو قال فيها إنه لن يتخلى عن محور فيلادلفيا مهما كانت الضغوط وإنه لن يبدي أي مرونة فيما يتعلق بالأمور الحساسة، وذلك ردًا على الضغوط الداخلية والدولية التي تطالبه بتقديم تنازلات للوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى.

وقبل ساعات، بثت القسام صورًا للأسرى الإسرائيليين الستة، وقالت إنها ستبث رسائلهم الأخيرة قبل مقتلهم.

كانت كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة “حماس”، مساء الاثنين، حملت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجيش مسؤولية مقتل الأسرى المحتجزين في قطاع غزة عبر “تعمدهم” تعطيل أي صفقة لتبادل الأسرى “.

جاء ذلك عقب مؤتمر صحفي عقده نتنياهو وحمل فيه حماس مسؤولية مقتل 6 أسرى إسرائيليين في غزة، كان الجيش قد أعلن استعادة جثثهم من نفق بمدينة رفح جنوبي القطاع، الأحد.

وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم “القسام”، في بيان عبر منصة تلغرام: “نتنياهو وجيش الاحتلال وحدهم من يتحمل المسؤولية الكاملة عن مقتل الأسرى بعد تعمدهم تعطيل أي صفقة لتبادل الأسرى لمصالح ضيقة، علاوة على تعمدهم قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوي المباشر”.

وتابع: ” إصرار نتنياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلاً من إبرام صفقةٍ سيعني عودتهم إلى أهلهم داخل توابيت وعلى عوائلهم الاختيار إما قتلى وإما أحياء”.

وأشار إلى أن “تعليمات جديدة صدرت للمكلفين بحراسة الأسرى (الإسرائيليين) بخصوص التعامل معهم في حال اقترب منهم الجيش من مكان احتجازهم (دون توضيح طبيعة التعليمات)”، وذلك منذ حادثة النصيرات، وفق البيان.

وفي 8 يونيو/ حزيران 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي تحرير 4 أسرى من منطقتين منفردتين في قلب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بهجوم جوي وبري وبحري، ما أسفر عن مقتل 274 فلسطينيًا بينهم 64 طفلًا و57 سيدة وإصابة المئات بجروح مختلفة.

وتقدر إسرائيل وجود 101 أسير محتجز في غزة، بينما أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.

ومنذ أيام، تتصاعد في إسرائيل انتقادات تحمل نتنياهو مسؤولية مقتل الأسرى الستة.

ومنذ أشهر، يتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.

ويهدد وزراء اليمين المتطرف، وبينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023،  تشن إسرائيل حربًا على غزة، خلَّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.