نقلت القناة 12 الإسرائيلية، الثلاثاء 3 أيلول/أغسطس 2024، عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن حركة حماس نجحت في استعادة قدرتها شمالي قطاع غزة، وجنّدت نحو 3000 عنصر عسكري جديد في المنطقة.
حيث أوضحت القناة الإسرائيلية، أن حماس نجحت في استعادة قدراتها في شمال قطاع غزة، رغم التواجد العسكري الكبير للجيش الإسرائيلي منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ورغم الضربات القوية التي تلقتها.
وفي الأسابيع الأولى من الحرب ركّز الجيش الإسرائيلي هجماته في شمال غزة، بهدف تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس، ومنعها من تنفيذ المزيد من الهجمات.
بحسب القناة الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي لم يعد يتواجد بقوة كما كان في بداية المناورة البرية، ويقوم بعمليات محدودة في شمال قطاع غزة.
حماس جنّدت نحو 3000 عنصر جديد
لكن مصادر أمنية، أوضحت أن حماس نجحت في تجنيد نحو 3000 عنصر جديد بالمنطقة، وهؤلاء لم يتم نقلهم من جنوب القطاع، بل جندوا محليًا، وحصلوا على ذخائر وأسلحة ورواتب لعملياتهم.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يصر على بقاء القوات الإسرائيلية في ممر “نتساريم” وسط القطاع، بزعم منع عودة المسلحين من حماس من جنوبه إلى شماله.
إلى ذلك، أوضحت القناة أن هذه المستجدات تثير قلقاً كبيراً بين المسؤولين الأمنيين في إسرائيل، لأنها تشير إلى قدرة حماس على التعافي رغم الخسائر التي تكبدتها في بداية الحرب، مما “قد لا يكون هناك مفر من دخول جديد وواسع النطاق للجيش الإسرائيلي إلى شمال قطاع غزة”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت في تقرير سابق عن مسؤولين أمريكيين، أن احتمالات إضعاف حركة حماس تضاءلت بشكل كبير، رغم ما انتهجته إسرائيل من قصف مستمر وواسع خلال عمليتها العسكرية في القطاع.
المسؤولون الأمريكيون شددوا على أن رغم إضعاف إسرائيل حركة حماس، لكنها لن تستطيع القضاء على الحركة بشكل كامل، مؤكدين أن إسرائيل حققت كل ما تستطيع تحقيقه على الصعيد العسكري في غزة.
في نظر المحللين الأمريكيين، كانت العمليات العسكرية الإسرائيلية برفح أشبه باستراتيجية “ضرب آخر معقل لحماس”، ولكن المسؤولين الأمريكيين يشككون في أن هذا النهج سوف يسفر عن نتائج حاسمة.
ورغم أن إسرائيل حاولت تدمير الأنفاق، إلا أنها لم تنجح في تدميرها، كما قال مسؤولون أمريكيون للصحيفة مشيرين إلى أن بعض مجمعات الأنفاق الأكبر حجماً، التي استخدمتها حماس كمراكز قيادة، قد أصبحت غير صالحة للعمل. ولكن الشبكة أثبتت أنها أكبر كثيراً مما توقعت إسرائيل، ولا تزال تشكل وسيلة فعّالة لحماس لإخفاء قادتها ونقل مقاتليها.
على سبيل المثال، قالت الصحيفة: “نجحت إسرائيل في إضعاف قبضة حماس في مخيم جباليا في شمال غزة، ولكنها اضطرت إلى العودة إلى المنطقة في مايو/أيار بعد أن أعادت الكتائب تشكيل صفوفها”.
ووفقا للصحيفة، فإن المسؤولين الحاليين والسابقين في البنتاغون “يشكون من أن إسرائيل لم تثبت بعد قدرتها على تأمين كل المناطق التي سيطرت عليها في غزة، وخاصة بعد انسحاب قواتها”.
من جهته، قال رالف جوف، المسؤول الكبير السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والذي خدم في الشرق الأوسط: “حماس استُنزفت إلى حد كبير ولكنها لم تُقضَ عليها تماماً، وربما لا يتمكن الإسرائيليون أبداً من تحقيق الإبادة الكاملة لحماس”.
وفي يونيو/حزيران الماضي، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري في مقابلة أجرتها معه القناة “13” الإسرائيلية الخاصة: “الحديث عن تدمير حماس هو بمثابة ذر للرمال في أعين الجمهور”.
كما أكد أن “حماس فكرة، لا يمكنك تدمير فكرة، يجب على المستوى السياسي أن يجد بديلاً لها وإلا فستبقى”.