قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الخميس 6 يونيو/حزيران 2024، إن قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، أبلغ الوسطاء في مفاوضات وقف إطلاق النار، أن الحركة لن تقبل بأي اتفاق إلا إذا التزم الاحتلال بوقف دائم لإطلاق النار، وذلك في خضم جولة مفاوضات يقودها اثنان من كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهما مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، برعاية قطرية مصرية، تهدف إلى إطلاق مفاوضات متوقفة منذ فترة طويلة.
في الوقت ذاته، أكدت دولة قطر أن حركة حماس أبلغتها بأنها ما زالت تدرس المقترح الأخير لصفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أيام.
تفاصيل رسالة السنوار
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الرسالة هي بمثابة أول رد لموقف الحركة على اقتراح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإنهاء الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ ثمانية أشهر، لكنه لا يعتبر رداً رسمياً من الحركة على مبادرة بايدن، حيث لم يصدر موقف الحركة بعد بشأن العرض الأخير الذي قُدم لها.
وقالت الصحيفة بحسب ما نقلته عن وسطاء لم تسمهم، إن السنوار أبلغ الوسطاء بأن “حماس لن تسلم أسلحتها أو توقع على اقتراح يطلب ذلك”.
وجاءت رسالة السنوار في الوقت الذي قصف فيه الجيش الإسرائيلي مدرسة تابعة للأمم المتحدة تحولت إلى ملجأ في النصيرات بوسط غزة مستهدفاً ما قال إنه منشأة تابعة لحماس هناك، دون أي دليل على ادعائه، ما أدى إلى استشهاد 40 شخصاً على الأقل بينهم 14 طفلاً وتسع نساء.
حماس لا تزال تدرس المقترح
في الوقت ذاته، أكدت الدوحة على لسان المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري، أنه “لم يرد للوسطاء رد حتى الآن من قبل حماس على المقترح الأخير حول صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي”، موضحاً أن الحركة “أفادت بأنها ما زالت تدرس المقترح”.
وأضاف أن “جهود وساطة قطر المشتركة مع مصر والولايات المتحدة مستمرة”.
ودعا الأنصاري إلى “عدم الالتفات إلى التقارير الإعلامية غير الدقيقة، واعتماد المصادر الرسمية الموثوقة خاصة في ظل حساسية وضع المفاوضات حالياً”.
وفي وقت سابق الخميس، كشف مصدر مصري لقناة “القاهرة الإخبارية” أن قادة حماس أبلغوا القاهرة بأن “الحركة تدرس بجدية وإيجابية” مقترح الهدنة في قطاع غزة، وأنها سترد عليه خلال الأيام المقبلة.
وفي 31 مايو/أيار الماضي، تحدث بايدن خلال خطاب بالبيت الأبيض، عن تقديم إسرائيل مقترحاً من 3 مراحل يشمل “تبادل للأسرى” بأول مرحلتين، و”إدامة وقف إطلاق النار” بالمرحلة الثانية، و”إعادة إعمار غزة” بالمرحلة الثالثة.
وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “لم أوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح”، وإنما فقط “مناقشة” تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب، مؤكداً أنه “يُصر على عدم إنهاء الحرب على غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها”.
فيما قالت حماس إنها ستتعامل مع المقترح بـ”إيجابية” رغم تأكيدها أنه ليس “جديداً” كما روج بايدن، وإنما “اعتراضاً” إسرائيلياً على مقترح الوسيطين المصري والقطري، الذي تسلمته حماس في 5 مايو/أيار، وأعلنت هي والفصائل الفلسطينية الموافقة عليه في الـ6 من الشهر نفسه، فيما رفضته إسرائيل بزعم أنه “لا يلبي شروطها”.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.