الأخبار

الرد القادم من جنوب الضفة وتوعد به “القسام”! ما الذي نعرفه عن العملية المزدوجة في “عتصيون”

في الوقت الذي تتواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها بقوات وآليات على مدن شمال الضفة، قبل أن تنسحب من طولكرم ومخيم الفارعة في طوباس، وتستمر في عملياتها الانتقامية داخل مدينة جنين ومخيمها لليوم الرابع على التوالي، توعدت كتائب القسام

وفي وقت متأخر من ليل الجمعة، فجر السبت 31 أغسطس/ آب 2024، جاء الرد، حيث شهد تجمع “غوش عتصيون” الاستيطاني هجومًا مزدوجا نفذه فلسطينيان.

صباح السبت، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابة 3 ضباط بينهم قائد لواء، جراء محاولة تفجير سيارة مفخخة عند مفرق “غوش عتصيون” جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع هجوم في مستوطنة كرمي تسور داخل ذات التجمع الاستيطاني.

بحسب إذاعة جيش الاحتلال، فقد قام فلسطينيان بتنفيذ هجوم مزدوج بسيارتين مفخختين في منطقة “غوش عتصيون”، ما أسفر عن إصابة 3 ضباط إسرائيليين.

وكانت وسائل إعلام عبرية قد ذكرت في وقت سابق السبت، أن قوات الأمن الإسرائيلية تشتبه في وجود سيارة مفخخة ثالثة انطلقت من الخليل للمشاركة في الهجوم، قبل أن يخرج الجيش ليعلن انتهاء الهجوم ولا شبهة بوجود مركبة ثالثة.

من جانبها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن منفذي هجوم “غوش عتصيون” هما محمد إحسان يقين مرقة وزهدي نضال توفيق أبو عفيفة وكلاهما من الخليل في العشرينيات من العمر، وهو ما أكدته وزارة الصحة الفلسطينية.

بحسب “يديعوت أحرونوت”، فإن المنفذان قادا سيارتين مفخختين بشارع واحد، قبل أن ينفصلا عند مفترق مستوطنة “غوش عتصيون”.

بعد انفصال السائقين، قصد أحدهما محطة الوقود، أما الآخر فاتجه إلى مدخل مستوطنة “كرمي تسور” داخل التجمع الاستيطاني.

بحسب ما نشرت قناة 12 الإسرائيلية عن تحقيقات الاحتلال الأولية، فإن المنفذ الأول قد اتجه إلى محطة الوقود عند مفترق “غوش عتصيون”، وفجر المركبة وهو بداخلها.

بعد دقائق من العملية الأولى، انفجرت سيارة أخرى في مستوطنة “كرمي تسور” داخل تجمع “غوش عتصيون”، ولكن المنفذ كان خارج المركبة قبل أن يتبادل إطلاق النار مع جنود الاحتلال، ويستشهد.

توقعت السلطات الأمنية الإسرائيلية الأولية بأن خللًا وقع في السيارة الأولى، ما أدى إلى انفجار القنبلة والمنفذ بداخلها، في حين قالت الإذاعة الإسرائيلية إن هدف الانفجار كان استدراج الجنود الإسرائيليين إلى المنطقة.

وأشار الجيش في بيانه إلى إصابة قائد لواء عتصيون بجروح طفيفة وإصابة ضابطين آخرين بجروح متوسطة، في تبادل لإطلاق النار مع منفذ الهجوم الذي ترجل من السيارة بعد اشتعال النيران فيها.

اقتحام وحصار الخليل

في سياق متصل، أجرى رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي جلسة تقييم للوضع مع قادة المناطق العسكرية وقادة في هيئة الأركان لبحث العمليات في كافة الجبهات وعلى ضوء أحداث الضفة الغربية، وفق بيان للجيش.

اقتحم الجيش الإسرائيلي، السبت، مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وأغلق المسجد الإبراهيمي ومنع دخول المصلين إليه.

وقال شهود عيان للأناضول، إن “جيش الاحتلال اقتحم حي وادي الهرية واقتحم عددا من المنازل وأجرى تفتيشات فيها”.

وأضاف الشهود أن الاقتحام الإسرائيلي شمل أيضا حي جبل أبو رمان حيث اعتلى جنود الاحتلال وقناصته أسطح البنايات السكنية في الحي”.

من جهته، قال مدير المسجد الإبراهيمي الشيخ معتز أبو سنينة، إن “الجيش الإسرائيلي أغلق المسجد فجر السبت ومنع دخول المصلين إليه”.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الهيئة العامة للشؤون المدنية، جهة الاتصال الرسمية مع إسرائيل، أبلغتها “باستشهاد محمد إحسان ياقين مرقة وزهدي نضال أبو عفيفة برصاص الاحتلال شمال الخليل الليلة الماضية”.

وخلال السبت، اقتحم الجيش الإسرائيلي مدينة الخليل، وحاصر حيي وادي الهرية وأبو رمان، وداهـم منازل ذوي الشابين وأجرى تفتيشات فيها، كما هدم مبنى مهجورا.

“غوش عتصيون” ووعد القسام

وفيما لم تعلن كتائب القسام حتى اللحظة رسميا تبنيها للعملية المزدوجة، إلا أنها نشرت عبر حسابها على التلغرام رسالة قالت فيها ” جاءكم الرد من جنوب الضفة الأبية يا أبناء الـيهودية؛ وللحديث بقية”، كما أن الشهيدين الذين أعلن الاحتلال تنفيذهما للعملية معروفان بانتمائهما لحركة حماس، حسب وسائل إعلام فلسطينية.

وقبل أيام قليلة، وتزامنا مع الاقتحام الواسع لمدن شمال الضفة، وما رافقه من تدمير وقتل واعتقالات، قالت كتائب الـقسام في رسالة الأربعاء: ” تبشّر الكتائب شعبنا العظيم وأحرار أمتنا والعالم، بأن المحتل الذي يحاول واهمًا كسر حالة المقاومة في شمال الضفة، سيتفاجأ بالموت والرد القادم الذي سيأتيه من جنوب الضفة ووسطها والداخل المحتل بإذن الله تعالى”.

و”غوش عتصيون” تجمع استيطاني أقامه الاحتلال على أراضي محافظة الخليل إلى الجنوب مباشرة من القدس وبيت لحم في الضفة الغربية، وتضم أكثر من 20 تجمعًا استيطانيًا وقرابة 70 ألف مستوطن.

وقد سبق أن أعلن رئيس الوزراء الـإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن كتلة غوش عتصيون الاستيطانية جنوب الضفة الغربية تشكل ” جزءًا لا يتجزأ من القدس الكبرى”.

وبالتزامن مع حربه المدمرة على غزة، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة، كما وسع المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما خلف 674 قتيلًا وأكثر من 5 آلاف و600 مصاب، إضافة إلى اعتقال ما يزيد على 10 آلاف آخرين.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربًا مدمرة على غزة أسفرت عن أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.