الأخبار

الاحتلال يواصل اقتحامه جنين.. قواته تستهدف مركبات الإسعاف، إصابات بين طواقمها، والأهالي يضطرون إلى النزوح 

اضطرت عائلات فلسطينية، مساء الجمعة، 30 أغسطس/آب 2024، النزوح من الحي الشرقي في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، نتيجة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية لليوم الثالث على التوالي، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء في شمالي الضفة منذ فجر الأربعاء إلى 20.

حيث قال نازحون من الحي الشرقي الذي تتركز فيه العمليات العسكرية إنهم غادروا منازلهم “تحت ضغط العمليات الإسرائيلية ونتيجة عدم توفر المواد الغذائية والمياه”.

وذكر الفلسطيني جابر أبو ريح وهو يسير برفقة زوجته وأطفاله حاملا أصغرهم: “اقتحم الجيش الإسرائيلي منزلنا جالبا معه معداته وطعامه وكل ما يلزمه، وحوّل منزلنا إلى نقطة عسكرية”.

وأضاف: “قال لنا الجيش (بالعامية) دبروا حالكم (أوجدوا أماكن بديلة) القصة طويلة”.

وعن الأوضاع في الحي الشرقي، قال أبو ريح: “الدمار كبير، الجيش ينفذ حرباً حقيقية، والسكان دون طعام ولا دواء ولا شراب”.

وأشار إلى أنه نزح مع عائلته “سيراً على الأقدام منذ نحو ساعة وتسلقنا جبلاً حرجياً إلى المجهول”.

أبو الريح واحد من عدة عائلات بينهم نساء وأطفال ومسنون نزحوا من الحي الشرقي بجنين هرباً من العمليات العسكرية الإسرائيلية.

استهداف طواقم الإسعاف

وفي وقت سابق اليوم، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن طواقمها تواجه “صعوبة كبيرة في الاستجابة لمناشدات المواطنين المحاصرين في مدينة جنين ومخيمها لليوم الثالث على التوالي، وذلك بسبب إعاقة قوات الاحتلال لحركة مركبات الإسعاف ومنع طواقمها من الوصول إلى وجهتهم لأداء عملهم الإنساني”.

وأضافت أن طواقمها “بالإضافة لتقديم الإسعاف الأولي للمصابين والمرضى ونقل الشهداء، تقوم بمحاولة تلبية مناشدات المواطنين الذين بحاجة إلى أدوية، أو حليب للأطفال أو فوط، أو مواد غذائية نفذت لديهم جراء الحصار الشديد المفروض من قبل الاحتلال على المنطقة”.

وفي وقت لاحق، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية تعرض 3 مركبات إسعاف تابعة لها لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي في جنين، وإصابة طاقم إحداها المكون من 3 أفراد.

وقالت الجمعية في بيان مقتضب إن الجيش الإسرائيلي “أطلق الرصاص على طاقم سيارة إسعاف تابع لها وأصاب ضابطي الإسعاف مراد خمايسه، وطاهر صانوري بشظايا رصاص حي في الوجه وتم نقلهما إلى المستشفى”.

كما أشارت إلى “إصابة طبيب متطوع داخل السيارة برصاص حي في اليد”.

وبعد ساعات، أعلنت الجمعية “تعرض اثنتين من مركبات الإسعاف التابعة لها لإطلاق النار.

وقالت إن “قوات الاحتلال تطلق النار على سيارة الإسعاف التي تعاملت مع نقل شهيد، وإسعاف آخر لنقله إلى المستشفى في جنين”.

من جهتها، أدانت وزارة الصحة “استهداف الاحتلال المتعمد للطواقم الطبية والإسعاف في جنين”.

وأكدت أن “طبيباً في وزارة الصحة وضابطي إسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، نجوا من الموت بأعجوبة، أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني في جنين”.

وأشارت الجمعية، إلى “توقيف الطواقم وتفتيش مركبات الإسعاف ومنع دخولها إلى أي منطقة في المدينة دون الحصول على تنسيق مسبق عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً معرضاً حياة المواطنين للخطر”.

ومنتصف ليل الثلاثاء/ الأربعاء، أعلنت هيئة البث العبرية (رسمية) إطلاق الجيش الإسرائيلي “عملية واسعة النطاق” شمالي الضفة، حيث “تعمل قوات الأمن في جنين وطولكرم في وقت واحد”.

وتحت غطاء من سلاح الجو، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة، قرب طوباس، قبل أن ينسحب فجر الخميس من مخيم الفارعة ومساء نفس اليوم من طولكرم ، بينما عملياته لا تزال مستمرة بمخيم جنين.

وبالتزامن مع حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول وسع الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة فيما صعد المستوطنون اعتداءاته ما تسبب في مقتل 673 فلسطينياً بينهم 150 طفلا، وإصابة أكثر من 5 آلاف و400، واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و200.

وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل حرباً على غزة أسفرت عن أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.