الأخبار

“عربي بوست” يتتبع وصول 1800 عنصر من فاغنر إلى ليبيا.. خرائط وصور لأماكن تمركزهم تمهيداً لإنشاء “الفيلق الأفريقي”

علم “عربي بوست” من مصادر عسكرية ومدنية متطابقة في ليبيا، أن 1800 عنصر من قوات فاغنر قد وصلوا إلى الشرق الليبي في النصف الثاني من مايو/أيار 2024، للاستعداد للارتكاز في ليبيا كجزء من 45 ألف عنصر من قوات فاغنر مرتقب أن يصلوا إلى ليبيا في الفترة المقبلة لإنشاء كيان عسكري جديد من “المرتزقة” يطلق عليه الفيلق الأفريقي الجديد.

يستهدف الفيلق الأفريقي الجديد بسط نفوذ روسيا من خلال قوات فاغنر في دول أفريقية مثل مالي وتشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى وكذلك السودان، وبطبيعة الحال، تثبيت الوجود الروسي في ليبيا.

في هذا التقرير نرصد بالصور والخرائط متى وصل مئات عناصر فاغنر إلى ليبيا وكيف وصلوا وما هي القواعد العسكرية التي يتمركزون فيها داخل ليبيا، وما هي أنواع الأسلحة التي يستخدمونها، وعلاقة ذلك بما يطلق عليه الفيلق الأفريقي الجديد؟. 

خطوة تشكيل الفيلق الأفريقي

بالبحث حول إنشاء قوة عسكرية في ليبيا تحت مسمى “الفيلق الأفريقي” لتكون بديلاً عن تنظيم فاغنر، لكن بنفس عناصر فاغنر، قالت صحيفة فيدوموستي الروسية إن روسيا تعتزم تشكيل قوات عسكرية خاصة تعرف باسم “الفيلق الأفريقي” بديلاً لمرتزقة فاغنر، ولكن بشكل ومهام مختلفة وربما أكثر تأثيراً على ليبيا وبقية الدول الأفريقية،  وإن موسكو بدأت تشكيل الفيلق ليحل محل قوات فاغنر، ومن المفترض أن يكتمل هيكله بحلول صيف 2024، ليكون حاضراً في 5 دول أفريقية.

كما أن الفيلق سينشط في ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر، وسيتبع مباشرة الإدارة العسكرية، ويشرف عليه الجنرال يونس بك يفكوروف نائب وزير الدفاع الروسي. وإن الخطوات الفعلية لإنشاء الفيلق الروسي الأفريقي بدأت بعد اغتيال مؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين في تحطم طائرة في أغسطس/آب 2023 واتخذت وزارة الدفاع الروسية خطوات للتفاهم مع حفتر بشأن التعامل مع القيادات الجديدة لفاغنر.

وقد ظهر اسم Africa Corps لأول مرة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 على تطبيق Telegram في منشور للمدون العسكري Deux Majors المقرب من وزارة الدفاع الروسية ونقل المنشور عن إيجور كوروتشينكو، العقيد السابق ورئيس تحرير المجلة الروسية Natsionalnaya oborona (الدفاع الوطني)، معلناً أن الفيلق الأفريقي سينضم إلى أفريقيا وقد ظهر هذا التنظيم المسلح من المرتزقة، كما أوضح السيد كوروتشينكو، في أعقاب زيارة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك إيفكوروف إلى بنغازي (ليبيا)، حيث التقى خليفة حفتر.

حيث قام إيفكوروف، الذي كلفه فلاديمير بوتين بتولي مسؤولية فاغنر بالتنسيق مع المخابرات العسكرية، بزيارتين إلى بنغازي، الأولى في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس/آب 2023، بالتزامن مع حادث تحطم الطائرة المميت لبريجوجين – وفي 17 سبتمبر/أيلول  2023 وعاد إلى هناك للمرة الثالثة في 2 ديسمبر/كانون الأول 2023  في إطار جولة أفريقية، شملت أيضاً مالي وبوركينا فاسو والنيجر وذلك لمناقشة تأسيس الفيلق الأفريقي.

وتقدر مصادر مختلفة عدد مرتزقة فاغنر في ليبيا بنحو ألفي عنصر غالبيتهم من روسيا وشرق أوكرانيا وصربيا، بالإضافة إلى مرتزقة سوريين موالين لها جندتهم فاغنر من شركتين أمنيتين تشرف عليهما في سوريا، وهما: “صائدو داعش”، و”سند للحراسة والخدمات الأمنية” وهي الشركات التي صدر ضدها عقوبات من أمريكا والاتحاد الأوروبي في الشهور القليلة الماضية.

ما هي شركة سند وشركة صائدو داعش؟ 

بحثنا في البداية عن كل من شركة “سند” وشركة “صائدو داعش”، اللتين تقومان بشكل مستمر بتجنيد المرتزقة من سوريا وإرسالهم إلى ليبيا، وجدنا أنهما من الشركات الموجودة في الصحراء السورية وخاضعتان لروسيا وقد سبق لهما أن قامتا بتجنيد مئات الشباب السوريين لحماية مصالح روسيا التجارية في مختلف أنحاء البلاد.

كما وجدنا أن عناصر سند التي تعمل تحت إشراف مجموعة فاغنر الروسية قاموا بتشكيل قوة نخبة، بحسب ما جاء في تقرير معهد الجامعة الأوروبية الصادر في تموز/يوليو 2020 تحت عنوان “الشركات الأمنية الخاصة في سوريا: وكلاء جدد بخدمة النظام”.

وتنتشر سند وشركة أمنية أخرى خاضعة لروسيا باسم “صائدو داعش” في شرقي سوريا بشكل أساسي، وذلك لحماية الاستثمارات الروسية في قطاع النفط والغاز والفوسفات ولحراسة الطرق المؤدية إلى تلك المرافق. 

واطلعنا على تقرير أصدره معهد الجامعة الأوروبية قال فيه إن الشركتين “لا تؤمنان أي حراسة أو خدمات حماية خارج نطاق المصالح الروسية، وبالتالي لا تنافس الشركات الأمنية الخاصة الأخرى لجهة المهام المنوطة بها”. وقال التقرير إن الشركتين تجندان شباباً سورياً لإرسالهم إلى القتال في ليبيا وفي أوكرانيا وفي أفريقيا.

كما وجدنا كذلك أن هناك شركة اسمها “شركة الصياد الأمنية”، والتي تقوم بتجنيد المئات من الشباب السوري وإرسالهم إلى ليبيا، إذ إنه وفي أبريل/نيسان 2023 أعلنت شركة الصياد الأمنية عن تجنيد المئات في محافظة حمص، وتولت إجراء اختبارات وتحديد المقبولين جسدياً وصحياً، وأشارت إلى أن الأوراق المطلوبة هي صور وبطاقة شخصية وبيان وضع تجنيدي، مشترطة أن يكون عمر المتقدم بين 22 و46 عاماً.

وفور نشر الإعلان توافد مئات السوريين من مختلف المحافظات السورية إلى منطقة الصياد في ريف حمص، وقد تأسست شركة الصياد الأمنية عام 2017 ومقرها يقع في مدينة السقيلبية بمدينة حماة، وسط سوريا، وتقدّم خدمات الحراسة والحماية المحدودة تحت إشراف مجموعة “فاغنر” الروسية.

بدء عملية التوظيف 

كانت بداية الأمر حين انطلقت قوات فاغنر لتجنيد آلاف العناصر لإرسالها إلى ليبيا وأفريقيا، وقد عثرنا من خلال أحد المصادر المفتوحة على إعلان توظيف نشرته شركة فاغنر بقيادة قائدها الجديد أنطون إليزاروف في  فبراير/شباط 2024  وذلك لتجنيد المرتزقة لإرسالهم “إلى وجهات بعيدة المدى” – إلى البلدان الأفريقية. ونشرت قناة التليغرام الرسمية لشركة فاغنر PMC للتوظيف، خلال  أبريل/نيسان 2024  حوالي 18 رسالة حول عملية التوظيف التي بدأت.

وقد قال الإعلان: “بحاجة ماسة إلى أشخاص للوجهات البعيدة يقومون بتوظيف كل المجندين الجدد.. لدى مجموعة فاغنر الكثير من العمل للقيام به في أفريقيا!”.

هنا صورة للإعلان الذي نشره ” فاغنر” في تليجرام للبحث عن مجندين جدد لإرسالهم إلى ليبيا وإلى أفريقيا:

قاعدة عسكرية روسية في طبرق

كان علينا معرفة الطريقة التي تدخل بها العناصر المسلحة من قوات فاغنر إلى ليبيا وما إذا كانوا يدخلون مباشرة عبر أحد مطارات الشرق الليبي أم عن طريق ميناء بحري في طبرق، بشرق ليبيا، فوجدنا في البداية أنه في  نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أفادت وسائل إعلام أمريكية  بأن روسيا تخطط لبناء قاعدة عسكرية في ليبيا للسفن والطائرات، في منطقة طبرق (شرق)، بالاتفاق مع خليفة حفتر.

وقد نقل الإعلام الأمريكي أن المفاوضات بشأن بناء القاعدة يجري الانتهاء منها، وفي أغسطس/آب 2023 زار وفد من المسؤولين العسكريين الروس، بقيادة نائب وزير الدفاع، ليبيا بدعوة من حفتر لمناقشة الأمر، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “تم مناقشة الوضع في ليبيا والمنطقة بأكملها”. وبعد هذا الاجتماع، تم التوصل إلى اتفاق دفاعي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

وبالتالي بات واضحاً أن روسيا لها تواجد عسكري في الشرق الليبي، وهذه هي المعلومات التي أكدها الخبير العسكري الليبي العقيد عادل عبد الكافي والذي كان يعمل مستشاراً عسكرياً للقائد الأعلى للجيش الليبي سابقاً، حيث قال لـ”عربي بوست” إن القوات الروسية لها وجود عسكري في شرق ليبيا وقد أنشأت قاعدة عسكرية بالتفاهم مع خليفة حفتر.

عادل عبد الكافي قال كذلك في تصريحاته لـ”عربي بوست” إن القوات الروسية وقوات فاغنر أو أي إمداد عسكري روسي لخليفة حفتر يدخل إلى ليبيا عن طريق الميناء البحري في طبرق الواقعة بالجانب الشرقي من ليبيا والتي يشرف عليها خليفة حفتر.

لفت انتباهنا تفاصيل عن وصول 5 شحنات عسكرية خلال 45 يوماً إلى ميناء طبرق شرقي ليبيا تحت إشراف القوات الروسية المتمركزة في ميناء طبرق شرقي ليبيا وهي الشحنات العسكرية التي تضمنت الأسلحة والعتاد والمرتزقة، حسبما أفادت منصة “فواصل” الإعلامية الليبية نقلاً عن مصادر خاصة به وذلك في أبريل/نيسان 2024.

كذلك علمنا بوصول سفينة روسية محملة بالأسلحة والمعدات اللوجستية إلى ميناء طبرق متجهة إلى “الفيلق الأفريقي” الروسي، وهي التفاصيل التي أكدها “عادل عبد الكافي”  والذي كان يعمل مستشاراً عسكرياً للقائد الأعلى للجيش الليبي سابقاً في تصريحاته لـ”عربي بوست”، وكشف أن هذه السفينة وصلت في أبريل/نيسان 2024.

هذه السفينة كانت تحمل اسم “ميكانيكي مكارين”، وقد توقفت في البداية في سوسة بتونس، قبل أن تتوقف في شرق ليبيا وفي الوقت نفسه، في أبريل/نيسان 2024 رست سفينتان عسكريتان، وهما “إيفان غرين” إلى جانب “ألكسندر أوتراكوفسكي” في مدينة طبرق، قادمتين من قاعدة طرطوس البحرية الروسية في سوريا.

كذلك وبعد خطوة في سوسة تونس بقيت السفينة الروسية ميخانيك مكارين في الفترة من 1 إلى 8 أبريل/نيسان 2024  قبالة شرق ليبيا على بعد 138-58 ميلاً بحرياً. 

صورة توضح مسار سفينة “ميكانيكي مكارين”، التي توقفت في مدينة سوسة في تونس،  ثم تحركت بعد ذلك إلى ميناء طبرق في شرق ليبيا: 

استكمالاً للنشاط العسكري الروسي في ليبيا، في أبريل/نيسان 2024 كذلك، قامت طائرات “إليوشن 2-76” بنقل قوات روسية من ليبيا، إلى النيجر، الدولة المتاخمة لليبيا، مركز الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. 

معدات عسكرية روسية من ميناء طرطوس لطبرق

كل هذه التفاصيل تقاطعت مع ما نشره موقع “إكسبرس ديفنس” الأوكراني 17 أبريل/نيسان 2024  أن روسيا نقلت معدات عسكرية من القاعدة البحرية الروسية في طرطوس بسورية إلى ميناء طبرق.

ونقل الموقع عن جهات استخباراتية قولها إن عمليات النقل استمرت من الرابع إلى الثامن من أبريل/نيسان 2024 وقد جرى نقل المعدات العسكرية بواسطة سفينتي إنزال تابعتين للأسطول الشمالي للبحرية الروسية دخلتا البحر المتوسط قبل أسبوعين.

ونقل الموقع عما قال إنهم مؤلفو مجتمع الأبحاث التابع لـ Russian Forces Spotter OSINT الانتباه إلى “تسليم غير مسبوق” لمعدات المدفعية من القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، سوريا، إلى ميناء طبرق الليبي.

لم يتم ذكر نوع معدات المدفعية ولا كميتها، لكن الباحثين لاحظوا أن هذا الأمر استمر من 4 إلى 8 أبريل/نيسان 2024، وقد تم نقل الدفعات بواسطة طائرتي إنزال تابعتين للأسطول الشمالي للبحرية الروسية: ألكسندر أوتراكوفسكي من المشروع 775 (روبوتشا. الطبقة) وإيفان جرين من المشروع 11711، دخلتا البحر الأبيض المتوسط ​​قبل أسبوعين.

وإنه من المثير للاهتمام أن فرقاطة الأدميرال غريغوروفيتش من المشروع 11356 كانت ترافق القافلة والتي تم ضربها في البحر الأبيض المتوسط ​​منذ فبراير/شباط 2022 ولم تتمكن من العودة إلى قاعدتها الرئيسية في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.

وكانت السفينة الأخرى التي تم وضع علامة عليها هي سفينة الصواريخ Mercury من فئة Project 2230 Steregushchiy. وتنتمي ميركوري رسمياً إلى أسطول البحر الأسود أيضاً، ولكنها كانت قيد الإنشاء في سانت بطرسبرغ .

كما أن محتويات الإمدادات الروسية إلى ليبيا غير مؤكدة، ولا يمكن تمييزها بشكل موثوق من خلال صور الأقمار الصناعية التي قدمها حساب يدعى “مراقب القوات الروسية” على تويتر والتي تظهر تحميل المعدات على السفن الروسية في طرطوس في الفترة من 30 مارس/آذار إلى 4 أبريل/نيسان 2024.

بخصوص وصول سفن عسكرية روسية إلى ميناء طبرق البحري في شرق ليبيا، فبعد مغادرة ميناء طرطوس بتاريخ 6 أبريل/نيسان 2024  قامت سفن إيفان غرين وأ.أوتراكوفسكي برفقة الفرقاطة ميركوري بتسليم معدات مدفعية إلى ميناء طبرق بتاريخ 8 أبريل/نيسان 2024. 

صورة تظهر ميناء طرطوس في سوريا حيث انطلقت السفن محملة بالسلاح، لتصل إلى ميناء طبرق شرق ليبيا:

كذلك كشف تحليل GEOINT لميناء طبرق في شرق ليبيا في 14 أبريل/نيسان 2024، عن وجود غواصة روسية محتملة من طراز ROPUCHA (PROJECT 775/775M) CLASS LSTM و IVAN GREN (PROJECT 11711) CLASS (LSTHM).

الصورة تظهر الغواصة الروسية المحتلة في ميناء طبرق في أبريل 2024: 

وصول 1800 عنصر من فاغنر إلى ليبيا

عثرنا على تفاصيل دقيقة بشكل أكثر، حققت فيها منظمة “All Eyes On Wagners” وفريقها للتحقيق حول الشبكات الروسية في أفريقيا كشفت فيها أنه تم نقل الآلاف من موظفي وزارة الدفاع الروسية بالإضافة إلى مجندين من “فاغنر” إلى ليبيا منذ بداية 2024 وذلك كغطاء لإنشاء منظمة شبه عسكرية، ربما الفيلق الأفريقي في ليبيا.

حيث تقوم روسيا بنقل جنود ومقاتلين روس إلى ليبيا منذ ثلاثة أشهر، ووفقاً لمصدر أمني ليبي  يوجد بالفعل 1800 جندي روسي في البلاد منذ أسبوعين، وهي المعلومات التي أكدها “عادل عبد الكافي” الضابط الليبي السابق لـ”عربي بوست”. 

في حين نُقل بعضهم إلى النيجر بينما بقي البعض الآخر في ليبيا في انتظار مزيد من التعليمات وقد وصل عدة آلاف من العسكريين المحترفين ومقاتلون آخرون ينتمون إلى “الفيلق الأفريقي” إلى ليبيا في الفترة من فبراير/شباط إلى أبريل/نيسان 2024 بالإضافة إلى 1800 عنصر وصلوا في مايو/أيار 2024.

بحسب مصدر أمني ​​روسي، فإن الجنود موجودون في ليبيا بشكل غير رسمي، ويتم تقديمهم على أنهم ممثلون لشركة عسكرية خاصة، كذلك يشارك جزء من الأفراد العسكريين الروس في تعليم وتدريب المرتزقة في ليبيا. وبفضل أدوات OSINT التقنية، تم أيضاً اكتشاف العديد من الأفراد من الجنسية السورية بين الأفراد الروس في القواعد العسكرية. 

شهادة أخرى عثرنا عليها من أحد المصادر المفتوحة، قال فيها أحد العسكريين الذين وصلوا إلى ليبيا، إنه تمت إعادة انتشاره مع عدة مئات من قوات القوات الخاصة من أوكرانيا في بداية العام، وقد وصل عدة آلاف آخرين من المقاتلين من شركة فاغنر العسكرية الخاصة من “الاتجاه الأفريقي” والعسكريين المحترفين إلى ليبيا في الفترة من فبراير/شباط  إلى أبريل/نيسان 2024.

ومنذ بداية شهر مارس/آذار، تم رصد أفراد عسكريين روس ومعدات روسية في عشرة مواقع على الأقل في شرق ليبيا. وكما اكتشف فورستكا ومنظمة All Eyes on Wagner، فإن القوات الروسية تتمركز حول قواعد عسكرية كبيرة – الجفرة والغرضابية، وبجوار قواعد أصغر – ودان والمرج.

الأسلحة التي صاحبت دخول قوات فاغنر إلى ليبيا

تحقيق All Eyes on Wagner، يوم الجمعة 10 مايو/أيار 2024 كشف من خلال صور الأقمار الاصطناعية، أنه تم تفريغ مركبات وأسلحة، مثل مدافع الهاون 2S12 ساني أو مركبات النقل المدرعة BTR وBM. 

أسلحة من قبيل مركبات مضادة للألغام والكمائن من طراز GAZ Tigr-M ومسدسات D-30 عيار 122 مم، ومدافع هاوِتزر عيار 152 مم. وفيما يتعلق بالأسلحة الصغيرة التي تستعملها فاغنر خصيصاً للمنطقة، بندقيات إيه كيه 103 ولا سيما بندقية القنص أوزيريس T-5000 وهي بندقية حديثة العهد تماماً بالمنطقة.

كما شغلت شركة فاغنر بعض الطائرات بدون طيار خلال عملياتها، على غرار طائرات من طراز زالا 421 -16E وأورلان 10. ويستخدم مرتزقة الشركة الروسية خلال عملياتهم في ليبيا طائرات أنتونوف 28 تابعة لشركتي النقل الجوي جينيس للطيران وسبايس كارغو المحتمل تورطهما في انتهاك حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، وفق فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بليبيا. علاوة على ذلك، يستخدم رجال فاغنر للسفر عبر البلدان ونقل المعدات طائرات الشحن التابعة لجناح الطيران 223 الروسي التي تتوقف بصفة إلزامية في قواعد حميميم في سوريا أو سيدي برّاني في مصر.

كما استخدمت فاغنر أسلحة وتقنيات محظورة أثناء انسحابها من جنوب طرابلس في عام 2020، مثل ألغام MON-50 و 90 و 100 المضادة للأفراد و المحظورة بموجب اتفاقية أوتاوا. وتشير بعض التقارير إلى أنه مع فرارهم من طرابلس في صيف عام 2020، قام “موسيقيو فاغنر” بتفخيخ العديد من المباني، بل وخلفوا وراءهم دمية دب مفخخة، ما أكده تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية.

قال المستشار العسكري للقائد الأعلى للجيش الليبي سابقاً، عادل عبد الكافي، في تصريحات لـ”عربي بوست” إن الـ 1800 عنصر من قوات فاغنر دخلوا إلى ليبيا على فترات في الأيام الماضية، وذلك ضمن خطوات روسيا لاستكمال قوات الفيلق الأفريقي التي أعلنت موسكو عن تأسيسه في العام الماضي، وأشار إلى أن القوات دخلت إلى ليبيا عن طريق ميناء طبرق، فضلاً عن دخول معدات عسكرية كثيرة معهم تضمنت 40 دبابة تي -90 الروسية المعروفة.

بخصوص دبابة “تي – 90” الروسية فهي تعتبر واحدة من أفضل دبابات العالم من حيث الحماية والتدريع إضافة إلى تسليحها الذي يضم قذائف وصواريخ موجهة، وخفة الوزن التي تمنحها قدرة عالية على المناورة خلال المعارك.

حسبما يقول الموقع الرسمي لشركة “روس أوبرون إكسبورت” الروسي فإن النسخة “تي – 90 إم إس” مجهزة بأنظمة تسليح قوية ونظام إطلاق نار آلي وحماية فائقة ضد الأسلحة الخارقة للدروع، كما تمتلك محركاً قوياً ونظام حركة يمكن الاعتماد عليه. طول هيكل الدبابة 6.86 متر وطولها بالمدفع للأمام 9.53 متر وعرضها 3.78 متر وارتفاعها 2.23 متر.

تمتلك الدبابة الروسية “تي – 90 إم إس” نظام حماية شاملاً ضد القذائف التقليدية والأسلحة دقيقة التوجيه وقذائف المدفعية والقذائف الصاروخية الموجهة والصواريخ المضادة للدبابات. يتكون طاقم الدبابة من 3 أفراد ويصل وزنها بالذخائر إلى نحو 48 طناً وتصل سرعتها القصوى إلى 70 كيلومتراً في الساعة بينما يصل مداها إلى 500 كيلومتر.

أوضح كذلك في تصريحاته أن القوات من المرتقب أن تصل إلى 45 ألف مرتزق خلال الفترة المقبلة على أن تكون حصة ليبيا من قوات فاغنر حوالي 3 آلاف مرتزق، مشيراً إلى أن روسيا وجهت الدعوة لكل الجنسيات حول العالم للانضمام إلى هذه القوات، وأوضح أن ليبيا سوف تكون مقراً عملياتياً للفيلق الأفريقي والذي ستنطلق قواته من ليبيا إلى أكثر من خمس دول أفريقية مثل مالي وتشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى وحتى السودان؛ لتنفيذ عمليات قتال لصالح الأنظمة الحاكمة هناك، والتي أبرمت اتفاقيات مع روسيا بهذا الشأن.

عادل عبد الكافي كشف في تصريحاته لـ”عربي بوست” أن صدام حفتر هو الذي تم إسناد مهمة التعامل مع الفيلق الأفريقي، وهو المسؤول عن ترتيب كافة نشاطاته داخل ليبيا، وذلك بالتنسيق مع الجيش الروسي، مشدداً على أن خليفة حفتر وابنه صدام التقيا الروس في الفترة الماضية عدة لقاءات لإنهاء ترتيبات إنشاء الفيلق الأفريقي، وأوضح كذلك أن هناك نقاشاً كبيراً بين حفتر والجيش الروسي من أجل إنشاء قاعدة عسكرية روسية في خليج البمبة في ليبيا.

بخصوص خليج البمبة فهو  يبعد 50 كيلومتراً شرق مدينة درنة، يشتهر هذا المكان بجمال البحر وبأنه مكان فريد على البحر المتوسط في منطقة شرق ليبيا.

القواعد العسكرية لقوات فاغنر

أما فيما يتعلق بالقواعد العسكرية التي حطت فيها قوات فاغنر، فكشف عادل عبد الكافي أن هناك خمس قواعد عسكرية يتمركز فيها الآن قوات فاغنر في ليبيا، الأولى هي قاعدة الخادم الواقعة جنوب بنغازي، والثانية قاعدة الجفرة، والثالثة هي قاعدة الويغ العسكرية التي تقع بالقرب من الحدود الليبية التشادية، ثم قاعدة براك الشاطئ وهي قريبة من سبها، وكذلك قاعدة تمنهنت.

اما بخصوص أنواع الأسلحة التي تعتمد عليها قوات فاغنر في ليبيا، فقد كشف عادل عبد الكافي في تصريحات لـ”عربي بوست” أن فاغنر تعتمد على الصواريخ المحمولة كتفاً مثل سام 7 وهي صواريخ محمولة على الكتف ومضادة للطائرات الحربية، بالإضافة إلى عربات الدفع الرباعي والدبابات والطائرات الدرون بكل أنواعها التي تستخدم في التصوير فقط أو في القتال.

كما قال إن قوات فاغنر تعتمد كذلك على الأسلحة المتوسطة 14.5 و 12 ملي والتي تنصب على عربات الدفع الرباعي وأسلحة الآر بي جي وصواريخ غراد والصواريخ الموجهة بالليزر والتي تم  إرسالها إلى ليبيا، ثم تتم الاستعانة بجزء منها لإرسالها إلى مالي والنيجر وتشاد والسودان.

كذلك تعتمد قوات فاغنر خاصة في قاعدة الجفرة على طائرات ميغ 29 ومنظومات دفاع جوي بانتسير، وتعتبر منظومة بانتسير-إس1 نظام دفاع جوي أرض-جو قصير ومتوسط المدى، روسي الصنع، مصمم لحماية المنشآت المدنية والعسكرية المختلفة أو لتغطية الأنظمة الصاروخية المضادة للجو المتوسطة والبعيدة المدى، مثل إس – 300 وإس – 400 لذلك فهو قادر على مجابهة جميع أنواع التهديدات المعادية سواء كانت طائرات مقاتلة، مروحيات، طائرات دون طيار أو صواريخ كروز ويمكنه تدمير الأهداف البرية والبحرية ذات الدرع الخفيف.

صور تبرز منظومة بانتسير – إس1 التي تستخدمها قوات فاغنر في ليبيا وكذلك قوات جيش حفتر في ليبيا:

صور تبرز منظومة بانتسير – إس1 التي تستخدمها قوات فاغنر في ليبيا وكذلك قوات جيش حفتر في ليبيا
صور تبرز منظومة بانتسير – إس1 التي تستخدمها قوات فاغنر في ليبيا وكذلك قوات جيش حفتر في ليبيا
(1/3)
صور تبرز منظومة بانتسير – إس1 التي تستخدمها قوات فاغنر في ليبيا وكذلك قوات جيش حفتر في ليبيا
صور تبرز منظومة بانتسير – إس1 التي تستخدمها قوات فاغنر في ليبيا وكذلك قوات جيش حفتر في ليبيا
(2/3)
صور تبرز منظومة بانتسير – إس1 التي تستخدمها قوات فاغنر في ليبيا وكذلك قوات جيش حفتر في ليبيا
صور تبرز منظومة بانتسير – إس1 التي تستخدمها قوات فاغنر في ليبيا وكذلك قوات جيش حفتر في ليبيا
(3/3)

أما بالنسبة لطائرات ميغ 29 فهي طائرة روسية مقاتلة متعددة المهام صنعت لتكون قادرة على الطيران في الظروف الجوية الصعبة (كالظلام أو انعدام مستوى الرؤية). تم تطوير هذه الطائرة من قبل مكتب ميكويان للتصميم في أواخر عام 1980 اعتماداً على طائرة ميج-29 إم. تعتبر طائرة ميج-29 كيه هي الجيل الرابع لهذا النوع من الطائرات.

في حين تعتمد قوات فاغنر في قاعدة الخادم على طائرات الانتينوف الروسية والتي تعتبر طائرة شحن استراتيجي صنعتها شركة أنتونوف وتعتبر أثقل طائرة في العالم.

يرى عادل عبد الكافي في تصريحاته لـ” عربي بوست” أن روسيا لا تسعى إلى تفجير الداخل الليبي في الوقت الحالي أو إعادة اقتحام طرابلس من جديد، من خلال دعم خليفة حفتر بقوات فاغنر واستخدامهم لاقتحام العاصمة، فهو يعتقد أن موسكو تريد الاستقرار في ليبيا حتى تستطيع أن تجعلها مركز عمليات استراتيجياً للفيلق الأفريقي الذي ينطلق بعد ذلك إلى دول أفريقية أخرى.

أما المحلل السياسي الليبي فرج دردور فهو يقول لـ”عربي بوست” إن قوات فاغنر لن تتوقف عن التدفق إلى ليبيا حتى يتم استكمال إنشاء الفيلق الأفريقي، مؤكداً على وصول 1800 عنصر من قوات فاغنر إلى طبرق في الأسابيع القليلة الماضية.

أشار كذلك في تصريحاته إلى أن هناك تواجداً واضحاً لقوات فاغنر في قاعدة أخرى داخل ليبيا اسمها قاعدة القرضانية، مشيراً إلى أن ميناء طبرق بات قاعدة عسكرية روسية حيث يستقبل الشحنات العسكرية الروسية من معدات ودبابات وكذلك جنود روس ومرتزقة من فاغنر.

بالإضافة إلى ذلك، يقول فرج دردور إن مطار بنينة يستقبل شحنات عسكرية روسية منذ فترات طويلة، لدعم حفتر، بالإضافة إلى مرتزقة من الفاغنر أو من سوريا للانضمام في الفيلق الأفريقي؛ حيث تأتي الرحلات من ميناء طرطوس السوري، بعد أن يستقبلها الميناء قادمة من روسيا وكذلك لميناء اللاذقية ثم إلى ليبيا.

هنا وفي تاريخ السادس من أبريل/ نيسان 2024، غادرت السفينة أ.أوتراكوفسكي والسفينة إيفان جرين ميناء طرطوس السوري، في اتجاه الغرب ، حيث كانت سفينة غريغوروفيتش تنتظرهما بين كريت وقبرص ، ليطرح تساؤل حول وجهتها ، هل كانت ليبيا؟ 

ما القواعد  العسكرية التي تتمركز فيها قوات فاغنر الآن في ليبيا؟ 

أولاً: قاعدة الجفرة

بخصوص قاعدة الجفرة الجوية فهي من أكبر القواعد الجوية في البلاد وتقع على بعد 300 كم جنوب سرت وتتميز ببنيتها التحتية القوية التي تم تحديثها مؤخراً وبإمكانها استقبال أحدث الطائرات المقاتلة.

ولا يفصلها عن مدينة سرت سوى طريق مفتوح لا يتجاوز 300 كيلومتر. كما تضم القاعدة غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الوطني الليبي ويعود تاريخ القاعدة إلى أواخر ستينيات القرن الماضي وكانت في أوائل الثمانينيات تضم طائرات مقاتلة حديثة وقتها من بينها طائرات ميغ 25 وقاذفات توبوليف 22 إضافة إلى طائرات نقل عسكرية من طراز جي 222 الإيطالية الصنع وطائرات نقل عسكرية روسية المنشأ من طراز أنطونوف 26.

وتضم القاعدة عدداً كبيراً من عنابر الطائرات والهنكارات إضافة إلى مدرج من الإسمنت المسلح بطول 4 كيلومترات وبعرض 60 متراً. وسيطرت قوات حفتر على الجفرة عام 2017 دون قتال يذكر، وشرعت في تحديث القاعدة العسكرية الاستراتيجية وأقام فيها غرفة عمليات متقدمة لإدارة العمليات العسكرية باتجاه العاصمة طرابلس قبل أن تتراجع قواته عنها قبل أشهر قليلة.

عززت موسكو وجودها في القاعدة، واتهمت الولايات المتحدة روسيا بنشر مقاتلات متطورة في ليبيا. كما قامت روسيا بتعزيز حماية القاعدة عن طريق نشر منظومات دفاع جوي ومدافع مضادة للطائرات.

وقد سبق أن شهد عام 2022 انسحاباً كبيراً لمرتزقة  فاغنر من جميع مواقعهم وغرف عملياتهم في مدينة سوكنة ومن الطريق الرابط بين مدينتي ودان وسرت (وسط ليبيا) وذهبوا للتمركز في قاعدة الجفرة الجوية وسط البلاد مصحوبين بكامل عتادهم وآلياتهم المسلحة، وبمنظومات الدفاع الجوي “بانتسير” التي ترافقهم في كل تحركاتهم.

وقد كشفت مصادر ليبية في وقت سابق أن قوات فاغنر في ليبيا لديها 30 طائرة نفاثة موجودة في قاعدة القرضابية (سرت)، إحدى كبرى القواعد العسكرية، بجانب قاعدة الجفرة.

وبعد تمركز قوات فاغنر في قاعدة الجفرة، شهدت القاعدة في 2023 قصفاً شنته طائرات مسيّرة مجهولة، لكن العقيد عادل عبد الكافي الضابط الليبي السابق قال لـ”عربي بوست” إن القصف كان من جانب “سي آي إيه” الأمريكية، والتي كانت تستهدف إجبار فاغنر على الخروج من ليبيا، وقد استهدف القصف عناصر فاغنر دون أن يسفر عن خسائر بشرية.

ووفقاً لما تحققنا منه بناءً على مصادر مفتوحة، فقد وصلت عناصر من قوات فاغنر في مايو/أيار 2024 إلى قاعدة الجفرة عبر طائرة شحن روسية، قادمة من قاعدة براك الشاطئ في جنوب ليبيا، وذلك بعد أن استولت عناصر فاغنر على قاعدة براك الشاطئ، واستولت على معدات عسكرية وأسلحة وأنظمة دفاع جوي ثم اتجهت الطائرة نفسها نحو قاعدة الجفرة وسط ليبيا.

صور ناقلات روسية في يد قوات حفتر قرب قاعدة الجفرة مقر قوات فاغنر

في حين عثرنا على صور نشرها حساب يُدعى  Telegram Milinfolive، الذي كان مرتبطاً في الماضي بتغطية العمليات العسكرية الروسية ومجموعة فاغنر في أفريقيا، عدة صور لتدريبات جيش حفتر وذلك في 30 مارس/آذار 2024. 

هنا تظهر الصور التي توثق وجود ناقلات روسية في يد قوات حفتر قرب قاعدة الجفرة مقر قوات فاغنر

صور توثق وجود ناقلات روسية في يد قوات حفتر قرب قاعدة الجفرة مقر قوات فاغنر
صور توثق وجود ناقلات روسية في يد قوات حفتر قرب قاعدة الجفرة مقر قوات فاغنر
(1/3)
صور توثق وجود ناقلات روسية في يد قوات حفتر قرب قاعدة الجفرة مقر قوات فاغنر
صور توثق وجود ناقلات روسية في يد قوات حفتر قرب قاعدة الجفرة مقر قوات فاغنر
(2/3)
صور توثق وجود ناقلات روسية في يد قوات حفتر قرب قاعدة الجفرة مقر قوات فاغنر
صور توثق وجود ناقلات روسية في يد قوات حفتر قرب قاعدة الجفرة مقر قوات فاغنر
(3/3)

تضمنت الصور صوراً للمركبة المدرعة SBM VPK-233136 “Tiger” بتعديل بخمسة أبواب، خلال مناورات أفريكا كوربس في ليبيا، وتم التعرف على المركبات على أنها الإصدارات ذات 5 أبواب من ناقلة الأفراد المدرعة Tiger SBM VPK-233136 (APC) الروسية الصنع.

أتاحت لنا شارة الوحدة الظاهرة في الصور التأكد من وحدة جيش حفتر التي تم تسليم المركبات إليها؛ حيث تم تسليم ناقلات الجنود المدرعة النمرية التي ظهرت في فيديو ميلينفو لايف إلى اللواء 106 “سرت” التابع لجيش حفتر والذي يقوده نجل المارشال حفتر، صدام حفتر. وكان اللواء قد استلم بالفعل مركبات TAG Terrier LT79 في عام 2019.

تم تحديد الموقع الجغرافي لمقطع الفيديو الذي نشرته MilinfoLive في منطقة تقع بين قاعدة الجفرة الجوية، وهي نقطة ساخنة معروفة للوجود العسكري الروسي في ليبيا، ومنطقة ودان.

ثانياً: قاعدة براك الشاطئ

وفقاً لما تحققنا منه عبر المصادر المفتوحة، فقد وصلت طائرات شحن روسية إلى قاعدة براك الشاطئ في ليبيا في أبريل/نيسان 2024 تحمل عشرات الجنود الروس بجانب العتاد الخاص بهم.

وهي المعلومات التي أكدتها “وكالة نوفا” الإيطالية، بأن موسكو قامت بتعزيز تواجدها في قاعدة براك الشاطئ، جنوب ليبيا، خلال الأيام الماضية بعشرات العناصر من قوات فاغنر، مع ترتيب نقل بعض عناصر المرتزقة منهم إلى دول أفريقية أخرى، واستبدالهم بجنود وظفتهم وزارة الخارجية الروسية.

ثالثاً: قاعدة الخادم

أما بخصوص قاعدة الخادم الجوية فهي تقع جنوب مدينة المرج الليبية وكانت تعتبر غرفة عمليات، أثناء محاولات اقتحام خليفة حفتر للعاصمة الليبية طرابلس وبعد البحث وفقاً للمصادر المفتوحة فقد وجدنا في ديسمبر/كانون الأول 2020 أنه تم رصد طائرة روسية قادمة من موسكو من نوع  “إليوشن إل-76″؛ مسجلة تحت الرقم  RA-78850.

وقد اختفت من الرادار عند اقترابها من مصر وسط توقعات أن تكون هبطت في قاعدة الخادم الجوية، وهي البيانات التي أكدها المركز الإعلامي لقوات بركان الغضب ساعتها. 

كذلك وفي فبراير/شباط 2021 فقد تم رصد حركة رحلتين جديدتين تتبعان سلاح طيران القوات الجوية الروسية في الأجواء الليبية، وقد أقلعت الرحلة الأولى”RA_850 42″وهي من نوع “Tupolev_154” من موسكو إلى سوريا لمدة استمرت ساعة تقريباً، ثم أقلعت مجدداً من مطار اللاذقية باتجاه شرق ليبيا واختفت عن الرادار قرب أجواء قاعدة الخادم الواقعة جنوب المرج.

كذلك كانت هناك رحلة أخرى من نوع “Tupolev “Tu_154B_2”  “RA_85586” تابعة للقوات الجوية الروسية، أقلعت من موسكو إلى سوريا لمدة ساعتين لتختفي عن الرادار بعد دخولها الأجواء المصرية قبل أن ترصد مجدداً قرب قاعدة الخادم، وهي التفاصيل التي أكدتها حكومة الغرب في ليبيا في وقتها.

بدايات العلاقة بين قاعدة الخادم وقوات فاغنر

في البداية ولكشف العلاقة بين قاعدة الخادم الليبية والقوات الروسية، تتبعنا حساباً على تويتر لأحد الناشطين يدعى “غيرجون”، يُعرف نفسه بالقول: “تتبع الطائرات من خلال الجمع بين مصادر البيانات المتعددة”، والذي قال إنه في 13 أبريل/نيسان 2023 وفي حوالي الساعة 9.15 مساءً، بتوقيت وسط أوروبا، تم تحديد طائرة تحت اسم TL-KPA فوق قبرص عند اقترابها من مطار اللاذقية في سوريا، حيث تتمركز القوات المسلحة الروسية ووحدات مجموعة فاغنر. 

وبمراجعة بيانات الأقمار الصناعية فإن طائرة إليوشن 76 التي تم توثيق وجودها فوق قبرص متجهة إلى مطار اللاذقية، هي نفس الطائرة التي تم اكتشافها في قاعدة الخادم في ليبيا في 14 أبريل/نيسان 2023، ثم في قاعدة الجفرة في 15 أبريل و16 أبريل 2023. 

كذلك، وبمراجعة بيانات الأقمار الصناعية، فقد اختفت يوم 17 أبريل/نيسان 2023، لكنها ظهرت مرة أخرى في سوريا وفي قاعدة الخادم الليبية في 18 أبريل/نيسان 2023، ثم مرة أخرى في قاعدة الجفرة الليبية في 19 أبريل/نيسان 2023. 

بحسب المعلومات فإن الطائرة قامت في 17 أبريل/نيسان 2023 في اليوم الذي اختفت فيه من الرادار، بتسليم أسلحة إلى قوات الدعم السريع في السودان.

وبالتالي فإن المرحلة الأولى هي إثبات أن هناك علاقة وثيقة بين قوات الجيش الروسي في سوريا وبين خليفة حفتر، وأن حفتر يسمح بهبوط طائرات روسية محملة بالأسلحة إلى قاعدة الخادم الليبية.

المرحلة الثانية

كان علينا التأكد في المرحلة الثانية من أن قاعدة الخادم استقبلت بالفعل قوات من فاغنر في الأيام القليلة الماضية، فوفقاً لما تتبعناه من تفاصيل، فقد  وصل الـ 1800 عنصر من فاغنر إلى شرق ليبيا، وتم نقل بعضهم إلى النيجر بينما بقي البعض الآخر في ليبيا في انتظار مزيد من التعليمات.

ووفقاً لمعلومات حصلنا عليها من بعض المصادر المفتوحة، فإن روسيا أرسلت عدداً من العسكريين الروس لتدريب المجندين الليبيين الذين سوف يشاركون في “الفيلق الأفريقي”، بالإضافة إلى مشاركة جزء من الجنود الآخرين في نقل المعدات العسكرية، وستكون الوحدة الروسية في ليبيا الخاصة بالفيلق الأفريقي تحت سيطرة أربعة قادة يتبادلون أدوارهم ما بين سوريا وليبيا.

كما تضمنت المعلومات أن الكتيبة الجديدة من قوات فاغنر التي وصلت إلى ليبيا للمشاركة في الفيلق الأفريقي، تتواجد الآن في عدة قواعد تابعة لجيش حفتر، وهي  الخروبة/ الخادم، الجفرة، طبرق، بالإضافة إلى قاعدتين أخريين في الجنوب. 

جدير بالذكر أن الجيش الروسي قام بتركيب أول قاعدة عسكرية تحمل اسم الفيلق الأفريقي الجديد وذلك في مدينة لومبيلا، على بعد حوالي عشرين كيلومتراً شمال شرق واغادوغو في بوركينا فاسو.