نددت حركة “حماس” مساء الأربعاء، 28 أغسطس/آب 2024، بتصريح صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول تخصيص أماكن داخل قطاع غزة من أجل التطعيم ضد شلل الأطفال، معتبرة أنها مراوغة منه لمواصلة حرب الإبادة.
وقال القيادي في الحركة عزت الرشق، في بيان: “تصريح نتنياهو عن تخصيص أماكن ومربعات داخل غزة للتطعيم ضد شلل الأطفال ليس موافقة على هدنة إنسانية طالبت بها الأمم المتحدة ومنظمات دولية إنما مراوغة لمواصلة حرب الإبادة والقتل المُمنهج”.
وتابع: “هذه الطريقة المشبوهة التي يحاول نتنياهو وحكومته فرضها، من شأنها إفشال خطوة الأمم المتحدة، وحرمان مئات الأطفال من التطعيم ضد شلل الأطفال”.
وطالب الرشق “الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الضغط بكل الوسائل على نتنياهو بقبول هدنة إنسانية شاملة في قطاع غزَّة (لمدة 7 أيام)، للتمكّن من تنفيذ التطعيم لكل أطفال القطاع”.
واستكمل قائلاً: “وليس انتقاء أماكن معيّنة تختارها حكومة الاحتلال الفاشية كما تشاء، لتواصل ممارسة جرائمها الوحشية بحقّ المدنيين والأبرياء العزَّل”.
وفي وقت سابق الأربعاء، زعمت القناة 13 العبرية أن إسرائيل وافقت على مقترح أمريكي بوقف مؤقت لإطلاق النار بقطاع غزة، بغرض السماح بإعطاء تطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع.
وقالت: “وافقت إسرائيل على طلب (وزير الخارجية الأمريكي أنتوني) بلينكن بتنفيذ هدنة في غزة (لم تحدد مدتها أو تاريخ بدئها)، ليس كجزء من المفاوضات لإطلاق سراح المختطفين، بل لغرض تطعيم السكان ضد شلل الأطفال، واتخذ القرار من نتنياهو والمؤسسة الأمنية”.
لكن مكتب نتنياهو نفى للقناة أن يكون الحديث عن هدنة، مضيفاً أن “التقرير حول الهدنة غير صحيح، والحديث يدور عن تخصيص أماكن معينة في القطاع (لإعطاء التطعيمات)”.
وأضاف أنه “تم عرض الأمر على الكابينت وحظي بتأييد الوزراء”.
والثلاثاء، أكدت منظمات أممية، الحاجة إلى هدنة إنسانية بغزة لتمكينها من تطعيم أكثر من 640 ألف طفل بلقاح مضاد لشلل الأطفال.
وفي 16 أغسطس/ آب الجاري، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى هدنة إنسانية لمدة 7 أيام، من أجل تنفيذ حملة لمكافحة شلل الأطفال تشمل 640 ألف طفل، أيدتها مباشرة وكالة “أونروا” آنذاك.
وجاءت هذه الدعوة عقب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية، تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة لطفل عمره 10 شهور.
وعلى مدار أشهر الحرب، حذرت منظمات صحية وحقوقية من انتشار وتفشي الأمراض والأوبئة في القطاع جراء نقص الأدوية والتطعيمات، والظروف الصحية والمعيشية الصعبة التي يمر بها النازحون.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي ظل هذه الحرب، التي تواصلها تل أبيب في تجاهل تام لمناشدات المجتمع الدولي، يواجه الأطفال في غزة أوضاعا مأسوية، تشمل الحرمان من التعليم، وسوء التغذية الحاد، وعدم تلقي اللقاحات الضرورية، بما يهدد أوضاعهم الصحية مستقبلا.