أخبار الرياضة

معذّب بايرن ميونخ الذي رفض “خيانة” إسبانيا.. من هو داني أولمو العائد إلى برشلونة بعد غياب 10 سنوات؟

بعد تألقه اللافت في نهائيات كأس أوروبا (يورو 2024)، لم يتردد اللاعب الإسباني الشاب داني أولمو في العودة إلى ناديه الأم برشلونة، بل طالب ناديه لايبزيغ الألماني بتسهيل انتقاله إلى الفريق الذي بدأ معه مسيرته الكروية.

ونظرًا لموهبته وأسلوبه الفني الرائع، يعوّل أنصار الفريق “الكتالوني” على أولمو من أجل إعادة البريق لبرشلونة بعد الأداء الباهت الذي ظهر فيه “البلوغرانا” بموسم 2023-2024.

وعاد أولمو إلى برشلونة بعد مرور ما يقرب من 10 سنوات على مغادرته أسوار النادي، حيث أعلن النادي التعاقد معه بشكل رسمي يوم 9 أغسطس/آب 2024، فمن هو داني أولمو؟

وُلد داني أولمو يوم 7 مارس/آذار 1998 في بلدة تيراسا الكتالونية لعائلة رياضية، والده هو ميكيل أولمو لاعب كرة قدم سابق، وبعد اعتزاله أشرف على تدريب فريقي جيرونا وذلك في عام 2009، وكذلك ساباديل المنافس في دوري الدرجة الثانية في إسبانيا.

وضع داني أقدامه داخل نادي برشلونة للمرة الأولى وهو في سن التاسعة من خلال أكاديمية لاماسيا الشهيرة، وبات أحد عناصر فريق الناشئين تحت سن 12 عامًا، وفي ستة مواسم أنهى أولمو 4 منها في صدارة هدافي فئته العمرية.

وعنه قال دينيس سيلفا بويغ مدربه السابق في لاماسيا: “لقد كان مهاجمًا نموذجيًا وهدافًا جيدًا للغاية، لقد سجل الأهداف في كل الفئات العمرية، كان يبرع في مسألة خلق المساحات لنفسه ولزملائه وإيجاد فرصة للتسجيل، إنه هدّاف بالفطرة”.

وعلى الرغم من هذه الأرقام المميزة، قرّر داني مغادرة برشلونة، وحزم أمتعته متجهًا إلى نادي دينامو زغرب الكرواتي وذلك في صيف عام 2014.

بزوغ نجم داني أولمو مع دينامو زغرب

حطّ أولمو الرحال في كرواتيا والتحق بفريق الشباب لدينامو زغرب، وهي خطوة وُصفت “بالجريئة” على اعتبار أن المواهب الإسبانية كانت وما زالت تفضّل البقاء مع الأندية في بلادها أو الانتقال إلى أكبر الدوريات الأوروبية على الذهاب إلى بطولات أقل تنافسية.


لكن أولمو وبعد ستة أشهر فقط تمت ترقيته إلى الفريق الأول وبالتحديد في يناير/ كانون الثاني 2015، ليبدأ بسرقة قلوب جماهير دينامو زغرب الذين قادهم للتتويج بالعديد من البطولات وهي الدوري الكرواتي في خمس مناسبات، وثلاث أخرى في بطولة الكأس ولقب وحيد في السوبر المحلي، كما نال جائزة أفضل لاعب في الدوري الكرواتي مرتين وذلك في موسمي 2017-2018 و2018-2019.

ومثّل أولمو فريق دينامو زغرب في 124 مباراة بجميع البطولات، هزّ فيها الشباك 34 مرة، كما أهدى زملاءه 28 تمريرة حاسمة.

مسيرة داني أولمو مع لايبزيغ

أرقام أولمو المبهرة مع دينامو زغرب جذبت مسؤولي لايبزيغ الألماني، وهو الفريق المعروف عنه اكتشاف النجوم وتطويرهم، وسرعان ما حصلوا على توقيعه يوم 25 يناير/ كانون الثاني 2020، يومها أكد النادي الألماني أنه تعاقد مع “أعظم مواهب خط الوسط في أوروبا”.

من جهته أكد أولمو أنه اتخذ القرار الصحيح، حيث صرّح يوم تقديمه: “من الواضح بالنسبة لي أن هذا هو القرار الأفضل، أنا هنا من أجل التطور أكثر والفوز بالألقاب مع هذا النادي العظيم”.

وكان يوم 12 أغسطس/ آب 2023 هو الأجمل لأولمو مع لايبزيغ، إذ قاد الفريق للظفر بكأس السوبر الألماني بعد الفوز على بايرن ميونخ بنتيجة 3-صفر، وكانت جميع الأهداف من نصيب أولمو.

يومها قال أولمو: “ستكون تلك مباراة خاصة بالنسبة لي دائماً، ثلاثة أهداف في مرمى بايرن كانت رائعة للغاية، وبداية مثالية للموسم الجديد بالنسبة لنا”.

أما مدربه ماركو روز فقد كال له المديح بتصريحات جاء فيها: “داني أولمو لاعب كرة قدم رائع، لقد كان أداءً استثنائياً كما حال الفريق، الطريقة التي سجل بها الهدف الثاني كانت رائعة، الشيء الذي يثير إعجابي أكثر هو الطريقة التي يقود بها الفريق ويساعد الفريق”.

بالمجمل لعب أولمو مع لايبزيغ 148 مباراة بجميع البطولات، واحتفل معه بإحراز 29 هدفاً ليصبح تاسع أفضل هدّاف في تاريخ الفريق، كما قدّم لزملائه 34 تمريرة حاسمة وتُوج بلقب كأس ألمانيا مرة واحدة، وببطولتين في كأس السوبر الألماني.

عودة أولمو إلى برشلونة

أعلن النادي الكتالوني تعاقده مع أولمو يوم الجمعة 9 أغسطس/ آب 2024 قادماً من لايبزيغ في صفقة قُدرت بـ 60 مليون يورو.

وقال برشلونة في بيان رسمي: “وقّع أولمو عقداً يمتد لـ 6 مواسم وينتهي يوم 30 يونيو/حزيران 2030، مع وجود شرط جزائي بقيمة 500 مليون يورو”.

<blockquote class="twitter-tweet"><p lang="ar" dir="rtl">داني أولمو برشلوني حتى عام 2030 💙❤️ <a href="https://t.co/m3EB6nKqEw">pic.twitter.com/m3EB6nKqEw</a></p>&mdash; نادي برشلونة (@fcbarcelona_ara) <a href="https://twitter.com/fcbarcelona_ara/status/1821896022194327969?ref_src=twsrc%5Etfw">August 9, 2024</a></blockquote> <script async src="https://platform.twitter.com/widgets.js" charset="utf-8"></script>

وبهذه الخطوة يكون أولمو قد اتبع نهج عدد من اللاعبين الذين غادروا برشلونة وعادوا إليه مجدداً مثل جيرارد بيكيه وسيسك فابريغاس وجوردي ألبا ودينيس سواريز وآداما تراوري وجيرارد لوبيز ولويس غارسيا وأليكس فيدال.

مسيرة أولمو الدولية

اُستدعي أولمو لتمثيل منتخب إسبانيا لأول مرة ضمن الفئة العمرية تحت 16 عاماً، وذلك في فبراير/ شباط من عام 2014 في عهد المدرب ألبرت سيلاديس.

وتدرّج أولمو في الفئات السنية تحت 17 عاماً و21 عاماً و23 عاماً، وصولاً إلى الفريق الأول وذلك في عام 2019، وتُوج مع “الماتادور” بلقب كأس أوروبا تحت 21 عاماً وذلك في عام 2019.

وفي الفترة التي قضاها اللاعب مع دينامو زغرب، حاول مسؤولو الاتحاد الكرواتي لكرة القدم إغراء أولمو بالانضمام إلى صفوف المنتخب والمشاركة إلى جانب لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش في نهائيات كأس العالم روسيا 2018، خاصة وأنه لم يلعب من قبل لفريق الكبار في إسبانيا.

لكن اللاعب ظل وفياً لبلاده ورفض الدفاع عن ألوان كرواتيا، حتى كوفئ على وفائه بعدما وجّه له المدرب روبرت مورينو الدعوة لتمثيل كبار إسبانيا.


وظهر أولمو لأول مرة مع “الماتادور” يوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 في مباراة إسبانيا ومالطا في التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا (يورو 2020)، وهو اللقاء الذي انتهى بفوز إسباني كاسح 7-صفر، وفيه بصم أولمو على أول أهدافه الدولية.

منذ ذلك التاريخ لعب أولمو مع إسبانيا 39 مباراة من بينها الظهور في نهائيات كأس العالم قطر 2022، سجّل خلالها 11 هدفاً وقدّم لزملائه 13 تمريرة حاسمة.

وتألّق أولمو مع إسبانيا في يورو 2024، إذ سجّل ثلاثة أهداف وتُوج مع بلاده باللقب بعد الفوز في النهائي على إنجلترا بنتيجة 2-1، وسبق ذلك أيضاً حصده لقب النسخة الثالثة من بطولة دوري الأمم الأوروبية على حساب كرواتيا.

حياة داني أولمو الشخصية

يتمتع داني أولمو بعلاقة وثيقة مع والديه وشقيقه كارلوس وهو لاعب كرة قدم أيضاً، ودائماً ما يقضي الإجازات مع عائلته، هذه العلاقة الوطيدة تُعد واحدة من نقاط القوة والتحفيز لدى اللاعب.

كما يُنظر إلى أولمو على أنه شخص مولع بالحفاظ على لياقته البدنية في أحسن مستوياتها، ومن أجل ذلك يولي اهتماماً كبيراً بنظامه الغذائي بما يتلاءم مع صحته الجسدية.


من جانب آخر فإن الفترة التي عاشها أولمو مع دينامو زغرب ساعدته على إتقان اللغة الكرواتية، التي يتقنها إلى جانب الإسبانية والإنجليزية.

هذه الميزة سهّلت على أولمو التواصل مع زملائه داخل وخارج الملعب على حد سواء، كما تُعد دليلاً على قدرته على التكيف مع أي حياة أو ثقافة جديدة في حياته.