الأخبار

محكمة بريطانية تنتصر للجراح غسان أبو ستة.. رفضت طلباً بمنعه من مزاولة مهنة الطب بالمملكة المتحدة 

قال المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، وهو مركز حقوقي في لندن، الثلاثاء 27 أغسطس/ آب 2024، إن محكمة بريطانية رفضت طلبًا بإيقاف البروفيسور غسان أبو ستة، جراح التجميل الفلسطيني، عن العمل في المملكة المتحدة.

بحسب المركز، فقد تم تقديم الشكوى الأولية من قبل منظمة الضغط المؤيدة لإسرائيل “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل”، وادَّعت خلالها أنَّ المنشورات التي نشرها البروفيسور على وسائل التواصل الاجتماعي أضعفت لياقته لممارسة الطب.

ردًا على الشكوى، قال الدكتور أبو ستة إنَّ الشكوى ذات طبيعة سياسية، وأن المنشورات المقصودة في الشكوى تمت ترجمتها بشكل غير دقيق، وهو ما أعربت المحكمة عن قلقها إزاءه.

كما رفضت المحكمة حجج منظمة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل” بأن هناك خطرًا على المرضى أو أفراد الجمهور بسبب المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفشلت الشكوى المقدمة في تعليق رخصة البروفيسور الطبية، حيث تم تصميمها بهدف تشويه سمعة الدكتور أبو ستة المتميزة، كما سعت إلى تقويض حقوق الدكتور أبو ستة في حرية التعبير، بحسب المركز.

من هو غسان أبو ستة؟

غسان أبو ستة أستاذ متخصص في جراحة التجميل وإعادة الترميم، وقد حصل على تعليمه الطبي في جامعة غلاسكو البريطانية، وتدرّج بعد ذلك في لندن.

تخصص لاحقًا في جراحة القحف والجمجمة للأطفال، وجراحة الحنك المشقوق في مستشفى “غريت أورموند ستريت”، إضافةً إلى إعادة ترميم الإصابات في مستشفى لندن الملكي.

عام 2011 انضمّ إلى المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB)، حيث ترأس بعد عام قسم الجراحة التجميلية، وبرنامج إصابات الحرب لدى الأطفال، وصار المسؤول عن العيادة المتعددة التخصصات لإصابات الحرب.

شارك في عام 2015 بتأسيس منهاج طب النزاعات في معهد الصحة العالمي بالجامعة الأمريكية في بيروت، وأصبح مديرًا له. وقد قاد عملية جراحية عبر منصة تفاعلية على الإنترنت، كانت الأولى من نوعها في لبنان والمنطقة، ساعدت أحد الجراحين في غزة على إعادة بناء يد طفلٍ كان يعاني من عيبٍ خلقي.

وفي 2020، بالتزامن مع انتشار فيروس كوفيد، عاد إلى بريطانيا واستقر بها بعدما بدأ العمل في الجراحة التجميلية والترميمية في القطاع الخاص. ومنذ عام 2021 يعمل محاضراً في مركز دراسات الانفجارات في جامعة “إمبريال كوليدج”.

ومنذ عام 1987، بالتزامن مع الانتفاضة الأولى، حرص غسان أبو ستة على المشاركة في علاج الجرحى الفلسطينيين حين كان لا يزال طالبًا في كلية الطب. وعاد إلى غزة أبان الانتفاضة الثانية، حين أصبح طبيبًا جراحًا، وتطوّع في علاج المصابين كطبيب ميداني.


خلال 4 حروب متتالية شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كان يحرص غسان أبو ستة على أن يكون أول الموجودين في الميدان لمساعدة أبناء وطنه. تكرر الأمر في عدوان 2008-2009، و2012، و2014، ثم 2018، وصولًا إلى عام 2023.

بعد ساعات من عملية “طوفان الأقصى”، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، استطاع الدخول إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح، للانضمام إلى الفريق الطبي الذي يعمل على إنقاذ أكثر من 12 ألف مصاب سقطوا في 12 يومًا فقط من القصف الإسرائيلي.

وفي الأشهر القليلة الأولى من الحرب، أصبح الممثل غير الرسمي باللغة الإنجليزية للأطباء والجراحين الفلسطينيين الذين يعالجون الفلسطينيين المصابين بسبب الهجمات الإسرائيلية.

وقد سبق أن قال أبو ستة إن المسعفين يستخدمون الأدوات المنزلية لعلاج المرضى بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المعدات الطبية التي تدخل القطاع.

وقال أبو ستة: “في نهاية المطاف، كان كل شيء ينفد. في البداية، استبدلنا المحلول المطهر بسائل الغسيل والخل”.

مع الإشارة إلى أن القطاع الصحي الفلسطيني في غزة يعاني من شحٍّ في القدرات البشرية والمستلزمات الطبية، جراء الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال، لدرجة أنه أجرى عملياتٍ جراحية دون تخدير بعد قصف المستشفى المعمداني.