الأخبار

عثروا عليه بالصدفة! تصريحات مسؤولين تكذّب رواية الاحتلال الرسمية حول استعادة أسير من غزة 

توالت تصريحات صدرت عن مسؤولين ووسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية تكذّب الرواية الرسمية لتل أبيب حول ملابسات استعادة أسير من قطاع غزة، الثلاثاء 27 أغسطس/ آب 2024، والذي كان مختطفا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

حيث قدم الإعلام الرسمي الإسرائيلي رواية مفادها أنه تم تنفيذ عملية عسكرية لإنقاذ الأسير، وهو ما يتناقض مع مجموعة من الروايات والتصريحات عبر وسائل إعلام عبرية وأمريكية.

حيث قال الجيش وجهاز الأمن العام “الشاباك”، عبر بيان مشترك: “في عملية مشتركة للجيش والشاباك تم تحرير المختطف الإسرائيلي فرحان القاضي، من رهط، والذي اختطفته حماس في 7 أكتوبر”.

وتابع: “تم تحرير المختطف من قبل أفراد وحدة الكوماندوز البحري واللواء 401 ووحدة يهالوم الهندسية وأفراد جهاز الشاباك، تحت قيادة الفرقة 162، في عملية تحرير معقدة جنوبي قطاع غزة”.

وأردف أنه “لا يمكن الإفصاح عن مزيد من المعلومات نظرًا لقضايا تتعلق بأمن المختطفين والقوات والدولة”.

أول من قدم رواية مختلفة كانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية التي قالت إن القاضي استطاع الفرار من خاطفيه، قبل أن ينقذه الجيش، وهو ما يناقض الرواية الرسمية.

كما أضافت الصحيفة نقلاً عن مصادرها: “حاول الجنود معرفة ما إذا كان محتجزًا مع رهائن آخرين، ووافق رئيس أركان الجيش (هرتسي هاليفي) على استمرار العمليات في المنطقة”.

فيما ذكرت إذاعة الجيش أنه “تم تحرير الأسير فرحان القاضي من أحد الأنفاق جنوبي قطاع غزة، حيث اتضح أنه كان بمفرده داخل النفق، ولم يكن حوله أسرى آخرون أو حراس، والمهمة لم تُنفّذ أصلا بهدف إنقاذه”.

من جانبها، قالت القناة 14 الإسرائيلية: “أنقذت قواتنا فرحان القاضي من منطقة رفح سالمًا، بعد العثور عليه داخل أحد الأنفاق، حيث وُجد من دون حراس أو مختطفين آخرين”.

وتابعت: “عثرت قواتنا على القاضي في نفق بعمق 27 مترًا وكان بحالة جيدة، ونقلته على متن مروحية عسكرية لتلقي مزيد من العلاج في مستشفى سوروكا، وحسب التقديرات، بقي حتى أيام قليلة مع مختطفين آخرين ثم نقلهم حراس من المكان”، دون تفاصيل.

كما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن اثنين من كبار المسؤولين الإسرائيليين، تأكيدهم على أن قوات الجيش عثرت على الأسير القاضي “بالصدفة”، خلال عملية للسيطرة على أنفاق جنوب غزة.

وقال مسؤول ثالث إن الجنود الذين عثروا عليه كانوا يخشون في البداية أن يكون ناشطًا من حماس.

وباستعادة القاضي، يتبقى في غزة 108 أسرى إسرائيليين، بينهم 36 تقول هيئة البث العبرية الرسمية إنهم “ليسوا على قيد الحياة”.

فيما تحتجز إسرائيل ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني في سجون ينتشر فيها التعذيب والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، وفق منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية.

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت حماس هجومًا على قواعد عسكرية ومستوطنات محاذية لغزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين ردًا على “جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.

ومنذ ذلك اليوم وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل حربًا على غزة خلّفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.