أكد البيت الأبيض عدم وجود أي “انهيار” لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وأنه على العكس من ذلك، أحرزت الأطراف بعض التقدم، في حين قال مفاوضون إسرائيليون إن إمكانية التوصل إلى صفقة مع حركة حماس “ليست عالية”.
مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، قال خلال مؤتمر صحفي، يوم الاثنين 26 أغسطس/آب 2024: “ليس هناك انهيار في المحادثات، وقد أحرزت الأطراف تقدما كافيا لنقل العملية إلى مجموعات العمل، بحيث لا تكون هناك حاجة إلى حضور الوسطاء والقادة”.
كيربي أضاف: “وصلت المحادثات إلى نقطة يشعر فيها الأطراف أن الخطوة المنطقية التالية هي تشكيل مجموعات عمل تعمل على التفاصيل”، مشيرا إلى أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، وأن المفاوضات بين الأطراف مستمرة.
كما ذكر أنه سيتم مناقشة العديد من التفاصيل المهمة في مجموعات العمل، بدءا من كيفية وأماكن انسحاب الجيش الإسرائيلي وصولا إلى التفاصيل المتعلقة بتبادل الأسرى.
وفي السياق، أكد كيربي أن الهجمات المتبادلة بين “حزب الله” وإسرائيل لم تؤثر سلبا على محادثات وعملية وقف إطلاق النار.
“ليست عالية”
من جهتهم، قال رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المشاركون في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إن إمكانية التوصل إلى صفقة مع حركة حماس “ليست عالية”.
هيئة البث العبرية الرسمية أشارت إلى أن رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية (بما في ذلك رئيسي الموساد ديفيد برنيع والشاباك رونين بار) عادوا من القاهرة (وصلوا الأحد)، وأبلغوا المستوى السياسي في تل أبيب بأن فرصة التوصل إلى صفقة تبادل أسرى (مع حماس) “ليست عالية”.
الهيئة أكدت أن فريقا تقنيا إسرائيليا بقي في القاهرة، وسيركز على مراجعة أسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم في إطار الصفقة المنتظرة مع حماس.
ونقلت عن مصادر إسرائيلية مطلعة لم تسمها، قولها إن “فرص التوصل إلى صفقة ليست كبيرة ما دام هناك إصرار (إسرائيلي) على البقاء في محور فيلادلفيا”، على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وأضافت المصادر أن “التوجه الحالي في المحادثات هو محاولة إثارة التفاؤل وتأجيل القضايا الصعبة حتى النهاية”.
وتابعت: “نحاول التوصل إلى تفاهمات بشأن المشاكل السهلة، بما في ذلك مسألة السجناء الأمنيين الذين سيتم إطلاق سراحهم”.
هيئة البث العبرية قالت: “رغم أن إسرائيل أبدت مرونة فيما يتعلق بالتواجد على المحور من حيث عدد المواقع التي سيتواجد فيها الجيش الإسرائيلي، إلا أنها تمسكت أيضاً بموقفها فيما يتعلق بالتواجد الفعلي هناك”.
كما أضافت: “تتركز جهود الوسطاء على محاولة التوصل إلى أكبر عدد ممكن من التفاهمات بين الطرفين، من أجل السماح بمناقشة القضايا التي توجد فيها خلافات مستمرة بين إسرائيل وحماس”.
وشددت الهيئة على أن الفريق التقني الإسرائيلي “مقتنع بإمكانية التوصل إلى صفقة دون المساس بالأمن، من خلال إقامة حاجز كبير على الحدود (بين غزة ومصر) بتمويل أمريكي”.
ونقلت عن مصدرين أجنبيين مطلعين على تفاصيل المفاوضات، لم تسمهما، قولهما إنه في نهاية جولة المحادثات في القاهرة، أدرك الوسطاء أن الفجوات بين الطرفين كانت كبيرة جدًا.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، نقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر وصفته بـ”رفيع المستوى”، قوله إن مصر جددت رفضها لأي تواجد إسرائيلي بمعبر رفح أو بمحور فيلادلفيا الحدوديان بين قطاع غزة ومصر.
ويشكل تواجد إسرائيل بمحور فيلادلفيا واحدة من أبرز نقاط الخلاف بين تل أبيب وحماس، في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم السبت، للرئيس الأمريكي جو بايدن بالانسحاب نحو كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا البالغ طوله 14 كيلومترا، باعتباره مقترحا جديدا للتوصل إلى اتفاق مع حماس، وفق إعلام عبري.
ولعدة مرات، أكدت حماس التزامها بما تم الاتفاق عليه في المفاوضات مع إسرائيل في 2 يوليو/ تموز الماضي والمستند إلى مقترح بايدن الذي عرضه في مايو/ أيار الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا على غزة خلفت نحو 134 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.